alsharq

أحمد بن سعيد الرميحي

عدد المقالات 45

خليجنا واحد... متى؟

24 ديسمبر 2012 , 12:00ص

تعقد اليوم في العاصمة البحرينية المنامة القمة الثالثة والثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي، وسط ظرف بالغ الحساسية والتعقيد تعيشه المنطقة، وهي القمة الثانية التي تعقد في أعقاب اندلاع ربيع الثورات العربية. ومثل كل قمة، تعقد آمال شعوب الخليج العربي على تحقيق قدر أكبر من التعاون والتكامل فيما بينها، وكما في كل قمة أيضاً، تخرج القمة بقرارات وتوصيات تأخذ وقتاً طويلاً حتى يرى بعضها النور، غير أن القمة الحالية كان يفترض لها أن تغير مسار البيانات التي يجب أن تخرج بها، وأعني بها الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في القمة الخليجية السابقة التي عقدت بالرياض. لقد تم تشكيل عدة لجان من أجل دراسة المقترح، كما تم تشكيل لجان فرعية أخرى لدراسة الإمكانيات المتاحة من أجل تحقيق هذا الهدف، والذي هو في النهاية هدف كل شعوب الخليج العربي، التي كانت وما زالت وستبقى تردد «خليجنا واحد». لا داعي لسرد التاريخ والحقائق التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية التي تجمع بين شعوب الخليج العربي، فهي أكبر من أن تستوعبها كلمات مقال قصير، وهي أعقد من أن تحيط بها كلمات، فلقد أنعم الله على هذه المنطقة من العالم بخيراته، وأيضاً بوحدة شعبها وتجانسه إلى حد كبير. فليس من السهولة بمكان أن يعرف من هو خارج دائرة الخليج العربي جنسية الخليجي، فنحن شعب واحد حتى في أدق التفاصيل، ولدينا من المقومات التي تجمعنا أكبر بكثير وكثير جداً من تلك التي قد تفرقنا. منذ أن انطلق مجلس التعاون الخليجي -قبل أكثر من ثلاثين عاماً- عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، والقمم الخليجية تعقد في ظروف بالغة الحساسية، فالتهديدات والمخاوف موجودة، لم يتغير شيء، فقط في بعض التفاصيل هنا أو هناك، ولكنها بالنهاية موجودة منذ أن فكر قادة دول الخليج العربي بكيان يمكن أن يساهم في حماية شعوب هذه المنطقة الحيوية. ورغم أن فكرة مجلس التعاون كانت فكرة رائدة في المنطقة، وربما حتى في العالم، إلا أنها وبعد أكثر من ثلاثة عقود ما زالت تراوح مكانها، فالكثير من الكيانات التي أوجدت لنفسها مجلساً للتعاون، والتي جاءت بعد مجلس التعاون الخليجي، نجحت في التحول إلى كيانات متحدة، وخير مثال على ذلك الاتحاد الأوروبي. وإذا كانت التهديدات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة الخليجية ما زالت قائمة، بل إنها في بعض الأحيان باتت تفوق ما كانت عليه حتى في سنة إعلان مجلس التعاون الخليجي، فإن السؤال الأبرز هو لماذا لم تتحول الدول الخليجية إلى اتحاد كامل؟ أوروبا ليست أكثر وحدة ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية من الدول الخليجية، إلا أنها نجحت في الظهور أمام العالم كاتحاد واحد، ووحدت العديد من أجهزتها ومؤسساتها، وبات العالم يخاطب برلماناً أوروبياً واحداً وقوة عسكرية واحدة واقتصاداً واحداً. فعلام، ونحن في الخليج العربي نتفوق كثيراً بوحدتنا التلقائية، على أوروبا، لا نزال نعاني من غياب اتحاد خليجي جامع؟ أليس من الأولى أن نحصن أنفسنا بكيان خليجي كبير قادر على درء المخاطر المحدقة بهذه المنطقة؟ وما أكثرها! الغريب أننا -وبعد عام من دعوة خادم الحرمين الشريفين لاتحاد خليجي- نسمع أن القمة الخليجية التي ستعقد اليوم لن تناقش هذا المشروع، رغم أن اللجان التي انبثقت عن القمة الخليجية الماضية يفترض أنها أنجزت مهمتها ووضعت ملفاتها وأوراقها أمام القادة في قمتهم اليوم. لقد تغير العالم كثيراً، بل والمنطقة العربية، وبات لزاماً على دول الخليج العربي أن تبحث لها عن مظلة، تتقي بها سيل المخاطر المحيطة، فلقد عاد العراق ليشكل تهديداً بعد أن استولت على ساسته رغبة الحقد على دول الخليج العربي، ولم تعد إيران وحدها الخطر الداهم، كما أن الأيام المقبلة تحمل الكثير من المفاجآت على صعيد الملف السوري، ولا أحد يعرف أين ستقود عنجهية الأسد وغطرسته سوريا والمنطقة، بالإضافة إلى الأوضاع غير المستقرة في اليمن، كما أن الأوضاع الداخلية لبعض دول الخليج العربي هي الأخرى باتت مقلقة، خاصة بعد أن تحولت نوايا بعض دول الإقليم لزعزعة الاستقرار الخليجي إلى أفعال. إن مجلس التعاون الخليجي نجح خلال عقوده الثلاثة في أن يجنب المنطقة الكثير من المخاطر والأزمات، كما أنه نجح في اتخاذ سياسة عقلانية على الصعيد الخارجي، وكان هناك تناغم كبير بين دوله في مختلف القضايا الخارجية، غير أن ذلك لا يبدو أنه كاف في ظل ما تعيشه المنطقة من أوضاع وتداعيات خطيرة. إننا اليوم بإزاء مرحلة تاريخية حساسة جداً، وربما هي الأعقد على مر السنوات الثلاثين من عمر التعاون الخليجي، وبالتالي فمن غير الممكن الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري، فالكل اليوم مدعو من أجل التفاعل مع التداعيات الخطيرة التي تعيشها المنطقة، وبغير ذلك، فإن بقاء منظومة الخليج العربي تحت عنوان مجلس للتعاون، لن تكون كافية للوقوف بوجه ما يحاك لنا في خليجنا الواحد.

«العرب».. محطة مضيئة في مسيرتي المهنية

تظل صحيفة العرب واحدة من الإشراقات المتميزة ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما أيضاً على المستويين الخليجي والعربي، كونها أول صحيفة يومية تطبع في قطر عام 1972، لتمتد مسيرتها الناصعة الحافلة بالتحديات والنجاحات على مدى...

بيان الرياض تأكيد للثوابت القطرية

مضت أيام منذ أن صدر البيان الوزاري الخليجي يوم الخميس الماضي، والذي عرف ببيان الرياض، والذي جاء منسجماً مع تطلعات الشعوب الخليجية في التأكيد على وحدة المصير لهذه البقعة الجغرافية، التي تمتاز عن غيرها بوحدة...

خطاب الثوابت

جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح قمة الكويت أمس، تأكيداً للثوابت القطرية، التي ظلت راسخة ومحافظة على نسقها الداعي دوماً إلى نبذ الخلاف، والعمل على...

حكمة قطر تنتصر

مضى نحو أسبوع منذ القرار المفاجئ لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين القاضي بسحب سفرائها من قطر، ومع ما رافق هذا القرار من كثير من الغبار، وسيل الحبر الذي أراقته أقلام...

سحب السفراء لا يخدم الشعوب الخليجية

جاء قرار سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة أمس، ليشكل محصلة وقت ليس بالقصير من الحملات الإعلامية التي شنتها قنوات وصحف ووسائل إعلام محسوبة على هذه الدولة أو تلك. الأكيد أن قرار سحب السفراء...

قناعة قطرية راسخة بحماية القدس والأقصى

حملت تأكيدات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظه الله- للوفد الشعبي لأهالي القدس على بذل كافة الجهود، والعمل على كل ما من شأنه حماية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بشريات جديدة...

هذه قطر وهذا أميرها

لأنها بنيت بسواعد آمنت بنهضتها ومستقبلها، فإن قطر ولدت كبيرة، وجاءت نتاج تلك الروح الشجاعة والنبيلة التي تحلى بها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، يوم أن خطط لتوحيد أبناء الشعب القطري تحت...

حتى يكون خليجاً واحداً فعلاً

تحتضن الكويت الشقيقة خلال اليومين المقبلين فعاليات القمة الخليجية، في وقت ربما أكثر دقة وتعقيداً من كل التعقيدات السابقة التي رافقت مجلس التعاون الخليجي خلال عقوده الأربعة. نعم في كل مرة نقول إن القمم الخليجية...

ماذا بعد اتفاق إيران والمجتمع الدولي؟

بعد مفاوضات شاقة وماراثونية، توصلت إيران والدول الغربية إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، اتفاق يبدو أن المعلن منه غير الذي ظل طي الأوراق السرية، خاصة أنه جاء بعد أيام قليلة من تصريحات للمرشد الإيراني...

الصحافة القطرية داعم للنهضة الكبرى

منذ أن انطلقت قاطرة الصحافة القطرية بصدور جريدة «العرب» عام 1972، والإيمان بدور الإعلام في المساهمة بنهضة البلاد يتعاظم، وشكّلت وسائل الإعلام المحلية، المرئية والمقروءة والمسموعة، ذراعاً نشطة، تعين وتعاضد مشاريع التنمية، بتحليلها وتشخيصها ودعمها....

خطاب مسارات المستقبل

حينما نتأمل خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد الثاني والأربعين لمجلس الشورى أمس، ندرك جيداً أن مسارات المستقبل تم رسمها بوضوح وعناية بلا مبالغة....

خطاب الأمير يؤسس لمرحلة جديدة

جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمس ليرسم تفاصيل مرحلة جديدة تقبل عليها قطر في ظل الحكم الجديد، مرحلة تحتاج من الجميع التكاتف والعمل لمواصلة واستكمال ما...