كيف «نغزو» الروس؟

في الأول من سبتمبر سيبدأ العنابي مشواره في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، والمهمة لن تكون سهلة فمجموعة قطر تضم كلاّ من إيران وكوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين وسوريا، ولكن ليست مستحيلة متى ما توفر العزم لتحقيق الحلم فجميع هذه الفرق سبق وأن تفوق عليها العنابي في أوقات سابقة، ولتحقيق الحلم الذي تنتظره الجماهير منذ عقود، يجب أن تتكاتف الجهود ويعمل الجميع بإخلاص وتفانٍ وأن يضع الجميع رفع اسم قطر عالياً في هذا المحفل الدولي الهام، فجميع الإمكانيات المادية والإدارية والفنية وفَّرَتها الدولة لتحقيق هذا الحلم. كما نعلم أننا في السنوات الماضية كنا ضحية التخطيط السيئ في إدارة المنتخب الأول وخصوصاً أن الفريق لم تكن له خطه ثابتة وواضحة لفترة طويلة، فكان الاتحاد يضع شماعة إخفاقات الفريق على المدرب ونجده يقيل المدرب بعد كل إخفاق، وفي بعض الأحيان كانت إقالة المدرب تحصل على الرغم من أن النتائج إيجابيه كما حصل مع خورخي فوساتي الذي ما زالت إقالته أو استقالته لا تفرق, من الفريق غامضة ولا يوجد معلومة مؤكده لسبب ابتعاده عن المنتخب، فالفرق الكبيرة على مر التاريخ كانت تبني خططها واستراتيجياتها على المدى البعيد وتصل إلى مبتغاها وأهدافها بالصبر والعمل وتَحمّل النتائج السلبية في بداية الطريق، فألمانيا بعد إخفاق كأس العالم ٢٠٠٦م عينت المدرب الألماني لوف، الذي عمل مع ألمانشافت خلفاً للأسطورة الألمانية كلينزمان، ووقع على عاتقه إعادة أمجاد الكره الألمانية وبالفعل بالصبر وخسارة ثلاث بطولات كبرى متتالية أمم أوروبا ٢٠٠٨ وكأس العالم ٢٠١٠ وأمم أوروبا ٢٠١٢ استطاع أن يحقق بطولة العالم في البرازيل بعد غياب عن إحرازها دام ٢٤ عاماً ومازال لوف على رأس الجهاز الفني للسنة العاشرة على التوالي، فالنموذج الألماني هو الأفضل في الاستقرار، وغيره من النماذج الناجحة التي اعتمدت في نجاحها على بناء الخطط والاستقرار على الجهاز الفني وهذا للأسف غير موجود في عالمنا العربي عامة وفي قطر خاصة، فكارينيو من المدربين الممتازين وكل ما يحتاجه هو وضع خطة واضحة له والاستقرار عليه وإعطاؤه الاستمرارية وبناء فريق يكون له بصمة في كأس العالم ٢٠٢٢ فلم يعد هناك وقت للتجارب فَسِتّ سنوات لا تعطيك الكثير من الحلول للتجريب والتغير ووضع حلول وإلغاء حلول أخرى، فأخبار بين الحين والحين تخرج تتحدث عن أن المدرب مطلوب في أنديه أو منتخبات أخرى شيء مزعج، وكذلك الأخبار التي تتحدث عن بدلاء له، ومن الأفضل إعطاء الثقة الكاملة وتفنيد كل هذه الأخبار. أما اللاعبون فعليهم مسؤولية كبيرة، ويجب أن يكونوا في الموعد ويُسخروا إمكانياتهم في خدمة وطنهم، فقميص المنتخب مثل البدلة العسكرية كلاهما يعني أنك تدافع عن وطنك ولكليهما ميدان لرفع اسم قطر عالياً، ولن تغفر الجماهير التي تضع ثقتها فيكم أي سقوط جديد في تصفيات كأس العالم، ولن ترضى الجماهير بغير الصعود إلى بطولة كأس العالم القادمة في روسيا، لأنه مطلب جماهيري وتضع الجماهير كامل المسؤولية على عاتق اللاعبين، وليعلم اللاعبون أن شماعة المدرب لم تَعُد تجدي مرة أخرى، فلا يعقل أن منتخبنا الذي تجاوز عقده الرابع لم يصل إلى اليوم إلى كأس العالم، ويدل على أن العنابي ليس مِن فِرَق الصفوة في آسيا لأن فريقاً أقصى إنجازاته الدور الثاني في بطولة الأمم الآسيوية ولم يصل في حياته إلى كأس العالم لا يُعَدّ من فِرَق الصفوة. كل التوفيق للعنابي وثقتنا كبيره فيهم وبإذن الله فالهم المونديال الروسي.