«إمارة القوقاز الإسلامية» بعد عمروف

أكد بيان صادر الأسبوع الماضي عن «إمارة القوقاز الإسلامية» مقتل زعيمه دوكو عمروف، بعد تكهنات عدة عن مقتله استمرت لعدة أسابيع. والإمارة اسم المجموعة المسلحة في شمال القوقاز التي أعلن عن تأسيسها عام 2007 كمظلة للمجموعات المسلحة في شمال القوقاز التي تضم إلى جانب الشيشان، جمهوريات داغستان، وأنغوشيتيا، وقبردين بلقار، وتشركيسيا، وأديغيه، وأوسيتيا الشمالية. بعد انتهاء حرب الشيشان الثانية، وازدياد الضغط بتعيين حكومة موالية لروسيا في الشيشان، وأسباب أخرى، انتقل من تبقى من المقاتلين الشيشان إلى الجمهوريات المجاورة التي كانت تشهد تزايداً للمجموعات المسلحة المدفوعة بقمع السلطات المحلية المدعومة من موسكو، والنسب العالية للفقر والبطالة، والفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان...إلخ. ويبدة أن فكرة توزيع الضغط الأمني على بقعة جغرافية أوسع، وإعادة إنتاج فكرة توحيد شمال القوقاز تحت مظلة إسلامية، قد راودت البعض، بحكم التنوع الاثني، واللغوي العميق في المنطقة. عمروف كان من آخر من تبقى من قيادات حركة المقاومة الشيشانية التي انطلقت مع الحركة الاستقلالية بداية التسعينيات، ولكن مع تأسيس الإمارة أو قبلها بقليل فإن النزوع لتبني خطاب إسلامي كان متزايداً لدى تلك المجموعات المسلحة، وهو ما صبغها بطابع جهادي، ولكن كان ضمنها المجموعة الشيشانية التي تريد إعادة الزخم للشيشان، وهو الأمر الذي شكل خلافا داخل الإمارة، ولكن عمروف، اتخذ جانب الفصائل الأخرى التي تريد إضفاء طابعا جهاديا أوسع للإمارة. البيان الذي أصدرته «الإمارة» أعلنت فيه عن تعيين الداغستاني (الأفاري القومية) أبومحمد علي أصحاب كيبيكوف. وهي المرة الأولى منذ سنوات تتحول قيادة المجموعات المسلحة في شمال القوقاز من الشيشان، وهو بالتالي ما يطرح تساؤلات عن اتجاهات المجموعة بعد عمروف وعلى إثر هذا التغيير، خاصة أن المجموعات الداغستانية (وقد يكون مرد ذلك التنوع الكبير في بلادهم وحاجتهم إلى إيديولوجية جامعة) تنحو بشكل أكثر لما يعرف بمجموعات الجهاد العالمي. ولكبيكوف مقابلة أجراها مع متابعي موقع «ولاية داغستان»، يعبر فيه عن توجهاته الإيديولوجية، حيث إنه يعبر كثيرا عن تفكير سلفي جهادي، ورغم أنه يرى أن «الجهاد» مقدم في شمال القوقاز لأبناء الأقليم عن الجهاد في سوريا إلا أنه يجوزه في حالات منها التدريب والعودة، وهو ما يستفيد منه المقاتلون الشمال قوقازيين المتواجدون في سوريا. ويرى الزعيم الجديد لـ «الإمارة» أن حالات مشاركة المرأة في العمليات الانتحارية، محدودة، وهو أقرب لتفكير الجهاديين أيضاً. ومن الحالات التي يعدها استثناء عدم القدرة وصول الرجال للهدف، أو يكون الهدف مهما، حسب تعبيره. ويعدد كيبيكوف أيضا عددا ممن يعتبرهم مرجعيات للتفكير، بشكل يظهر رؤيته الجهادية، فيسمي أبومحمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني، وسليمان العلوان، وهو يعدون من منظري التيار السلفي الجهادي. في ظل هذا التحول في قيادة المسلحين في شمال القوقاز، فمن المتوقع أن طبيعة التيار في الإقليم تتغير، وتفرض بعدا جديداً للصراع المستمر هناك منذ سنوات، ويبدو أن الربط بالشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا سيتزايد أيضاً.