لاعبو المغرب.. وأحلام الجماهير

مونديال قطر 2022 لم يكن يعني بالنسبة لدولة قائمة مجرد حدث يُنظم لاستضافة بطولة كأس العالم بنسختها الـ 22، لا أبداً، وإنما هو عرس عالمي جمع شمل الأحبّة والأصدقاء من كل أنحاء العالم قاطبة، ما يعني أنَّ القطيعة بين الشعوب لابد أن تلتحم يوماً، بمقولة: إنَّ جبلا بجبل من الصعوبة بمكان أن يلتقيا، ولكن الإنسان مع أخيه الإنسان لابد أن يأتي اليوم الذي سيلتقيان فيه. هذا ما حدث وتلمّسه معنا كثيرون من أبناء العالم، والدور الكبير الذي جسدته القيادة القطرية من خلال السماح ببطاقة «هيّا» بحضور بطولة كأس العالم، ومن مختلف الجنسيات. الحكومة القطرية سمحت مشكورة لكل من يرغب بدخول الدوحة والإقامة فيها ـ لفترة محددة ـ والاستمتاع بالعرس الكروي الجميل، وما شهدته قطر من بنية تحتية وتطور هائل شمل جميع قطاعات الحياة. المشجعون الدوليون من أوروبيين ولاتينيين وغير ذلك لمسوا مدى تقبلهم من قبل أهل قطر، والمقيمين فيها والخدمات التي تقدم لهم، واستبعاد التشويه الإعلامي الذي تحاول بعض الجهات تشويه صورة الإسلام والمسلمين.. وما لوحظ حقيقة، وكنا لمسنا ذلك، باحتفال القطريين بالمشجعين الدوليين في الشارع، وأمام بيوتهم وحول الاستادات العملاقة بالمبادرة إلى تقديم الضيافة العربية المتمثلة بالتمور والقهوة العربية. المونديال كان فرجة للعالم، وكان مثار جدل للكثيرين، والأغرب هو المفاجأة غير المتوقعة التي شاهدناها، والتي تمثلت بتغلب دول أفريقيا وآسيا على فرق عالمية لها وزنها على الساحة الكروية، مما يعني مدى التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم خاصة المغربية. في الواقع ما شاهدناه من مفاجآت أفرحتنا نحن العرب، إلا أن تطلعاتنا تظل قائمة بتجسيد الانتصار من خلال الفريق المغربي الذي كنا نتأمل أن يحقق آمال العرب، كل العرب في الوصول بتحقيق المركز الثالث، إلا أنَّ الرياح جاءت على غير ما تشتهي السفن، ورغم ذلك أثبت أسود الأطلس ـ وعن جدارة ـ أحقيتهم بين الأربعة الكبار.