نحو تعليم مستمر وهادف

احتفل العالم الشهر الماضي باليوم الدولي للتعليم الذي أقرته منظمة اليونسكو عبر يوم محدد يحتفى به كل عام عبر فعاليات وأنشطة متنوعة وقد خصصت احتفالية هذا العام باليوم الدولي للتعليم التي تُقام في 24 يناير 2023 بالفتاة والمرأة الأفغانيتان. وفي رسالة بهذه المناسبة أكد السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وهو حجر الأساس للمجتمعات والاقتصادات، ولإمكانات كل شخص، محذرا من أن هذه الإمكانات ستتلاشى في غياب الاستثمار الكافي، وأعرب غوتيريش عن صدمته نتيجة إعطاء التعليم أولوية منخفضة في العديد من السياسات الحكومية وفي اتفاقيات التعاون الدولي. فالتعليم أهمية قصوى في حياتنا، وهو مكون أساس من مكونات شخصية الإنسان الواعي والمكتمل النمو والتوازن، فهو يعمل على غرس القيم الثقافية والاجتماعية والوطنية في المواطن، ويساعده على فهم الحقوق والواجبات التي يجب أن يدركها، كما يتيح للمواطن فرصة التعرف على ثقافته وتاريخه وحضارته وقيم مجتمعه، ويعمل على تحسين الوعي لدى الأفراد، لأن الوعي السليم يغير من طريقة التفكير عند الأشخاص، ما يؤدي إلى التقدم والنجاح، ويتأتى ذلك من خلال تلقي التعليم المناسب، ويساهم في تطوير القدرات والكفاءات والمؤهلات لدى الأفراد، ما يمكنهم من العمل وفق تخصصاتهم وخدمة أمتهم. مر العالم منذ قرابة السنتين بتحديات كبيرة على مستوى العملية التعليمية التي أوجدتها هذه جائحة كورونا، التي كان من أهمها صعوبة التدريس المباشر للطلبة لذا فقد اتجه العديد من الدول في العالم ومن ضمنها دولة قطر إلى الاستغلال الأمثل للثورة المعلوماتية في التكنولوجيا وإيجاد نظام التعلم عن بُعد، فمنذ الإعلان عن إغلاق جميع المدارس والجامعات قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بوضع العديد من الخطط والبدائل الفعالة لمختلف المستويات والفصول الدراسية لضمان استمرار الطلبة لتعليمهم وعدم التخلف عن إتمام عامهم الدراسي. وصرحت الوزارة في ذاك الحين «لا يوجد لدينا طلبة انقطعوا عن التعليم - سواءً الحكومي أو الخاص- بدءًا من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية ومرحلة التعليم الجامعي، وأنه منذ بداية الأزمة بدأت مرحلة التعليم عن بُعد لجميع الطلبة في جميع المراحل بالإضافة للطلبة من ذوي الإعاقة، كما قامت الوزارة بإطلاق بوابة التعلّم عن بُعد، كما وفرت المنصة الإلكترونية التي تتيح للطلبة سهولة الوصول لمصادر التعلم والفيديوهات التعليمية والكثير من المحتوى المتنوع والمحدث باستمرار». ويعتبر التعليم بدولة قطر إحدى أهم ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، بفضل قيادتها الرشيدة التي تؤكد دائما أهمية العنصر البشري كونه الرافد الأساسي للتنمية، وتدعم دولة قطر قضية تمويل التعليم على الصعيدين الوطني والعالمي. مجرد رأي: نرجو إبقاء التعليم عن بعد ودروس التقوية الإلكترونية على مدار العام وفي مختلف الأوقات عبر منصات إلكترونية ميسرة، ونرجو إشراك طلاب الجامعات والموظفين المثاليين في مختلف جهات العمل في رحلات تعليمية خارجية لجهات العمل الدولية المرتبطة في الدول المتقدمة صناعيًا وتعليميًا والمرتبطة بتخصصاتهم ووظائفهم وزيادة تنظيم المؤتمرات والملتقيات الفكرية والإعلامية للنخب الأكاديمية مع الشباب عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد.