عدد المقالات 81
بعد أيام من إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده / نظامه هو «الحصن الأخير للعلمانية في العالم العربي»، حشد ممثلي المؤسسة الدينية لديه ليصدروا فتوى تعد مواجهة الثوار السوريين جهاداً واجباً. بعيداً عن كون هذا التناقض مؤشرا هاما وأساسيا على أزمة النظام السوري المتزايدة، إلا أنه أيضاً يصور بعضاً من استغلال مفهوم العلمانية في العالم العربي، وتوظيفه لمصلحة تبرير تسلط الأنظمة السياسية في العالم العربي. وتكاد العلمانية كمفهوم يقوم على فصل الدين عن الدولة، لا الحياة –كما يدعي البعض- أكثر المفاهيم التي تم تقديمها بشكل مغلوط في العالم العربي من قبل كافة الأطراف، سواء أكانت دينية محافظة عبر فتاوى وآراء دينية تحرمها وتساويها بالإلحاد، ومن قبل أنظمة سياسية تدعي «التقدمية»، لتقدم رسالة إلى الغرب باعتبارها بديلا عن «بعبع إسلامي قادم». والأخطر أن الغرب، وبحكم أن المقتضيات السياسية المصلحية ترحب في هكذا توظيف وفي هكذا فهم مغلوط للعلمانية في العالم العربي. على سبيل المثال، عد قانون الأحوال الشخصية في تونس دوماً من أكثر القوانين عصرية، وإنصافاً لحقوق المرأة، ومن النادر أن تجد ليبرالياً أو مدعيا بها يترك فرصة –قبل الربيع العربي- دون الإشادة به، وإنصاف المرأة قانونياً أمر يستحق الإشادة والمطالبة به بطبيعة الحال. ولكن، بالمقابل، كانت تونس أول دولة تنطلق بها الثورات العربية، نتاج لسنوات من الاستبداد، والظلم السياسي-الاجتماعي والاقتصادي، التي لم يكن أحد ليذكرها، أو أكثر أهمية، أن يشار إلى كل تلك المظالم باعتبارها تتناقض فعلياً مع المقولات الأساسية للعلمانية. المقولات الأساسية للعلمانية تقوم على المبدأ الديمقراطي سياسياً، وعلى الفردانية، ومدينية السلطة، التسامح الفكري، والحريات، والتعايش السلمي، وتأسيس النموذج الاقتصادي، وسيادة القانون...إلخ. هذه المبادئ العامة هي التي تتيح للإسلاميين، مثلاً، المشاركة السياسية حالياً في العديد من الأماكن، وتحمي من تغول السلطة، وتنزع القداسة عن السلطة السياسية. وعلى ذلك نلاحظ أن فهماً انتقائياً للعلمانية، وضع عراقيل أساسية في مسألة التحول إلى الديمقراطية في العالم العربي. ولعل استطلاع للرأي في أي دولة عربية حول مفهوم العلمانية سيكون سلبياً ضدها بحكم هذا الفهم الانتقائي. العلمانية هي إطار فكري تؤخذ ككل، وليست إيديولوجيا يمكن تجزئتها، وهنا تأتي الإشكالية، ولعل مثال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين مثال على تبني الفهم الإيديولوجي، أجل أنه أبعد الدين ـ ولو بشكل قسري أيضاًـ عن الحياة السياسية، ولكن مفهوم الحريات غاب تماماً عن نظامه، وبالتالي أثار انهيار نظامه، منذ لحظة سقوطه الأولى، كل النزعات الطائفية في البلاد. وبالمقابل من هذا المثال، تركياً التي تحكم، وبنجاح حسب العديد من المراقبين، من قبل حزب إسلامي الهوى، هل كان بالإمكان لهذا الحزب البقاء في الحكم لولا علمانية الدولة؟ ولو بقي الجيش متبنياً هذا المفهوم بشكل إيديولوجي لا كإطار للحكم وظيفته تكمن في ضمان المقولات الأساسية (الديمقراطية، الحريات....إلخ). هذا الفهم المصلحي للعلمانية يتبدى بتناقضات النظام السوري، كما أشير قبلاً، وهو واحد من إشكاليات التحول الديمقراطي في العالم العربي، حين استخدمت ووظفت كل المفاهيم، ولو بشكل خاطئ، وحتى لو تناقضت (الدين، الأبوية، القبيلة، الليبرالية، الاشتراكية، العلمانية...إلخ) في سبيل هدف واحد هو «إبقاء النظام السياسي في السلطة».
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...