عدد المقالات 81
تثير الأزمة السورية، منذ اندلاعها في مارس 2011، مجموعة من الأسئلة التي تترافق مع تحولاتها من طابعها السلمي، إلى دخولها إلى مرحلة العسكرة، والصراع المسلح، ومن ثم دخول الجهاديين على الخط، وتتعلق تلك الأسئلة بموقف المجتمع الدولي من الأزمة حتى دخلت مرحلتها الحالية التي عنونت بمقتل عشرات الآلاف، واصطباغ الأزمة بالطابع الطائفي. السؤال الأول ارتبط بدعم الحركة السلمية التي وسمت بداية الثورة السورية بالمطالبة بدولة مدنية، وتؤسس لتحول ديمقراطي، ولم تلق الحركة التأييد الدولي المتوقع عبر تقديم الشرعية لها والاعتراف بتلك الحركة كممثلة للسوريين، وقد يرتبط هذا السؤال بحالة الانقسام التي ظهرت بها القوى السياسية السورية المعارضة، ولكن تأخر المجتمع الدولي بتأييد المعارضة السورية، لم يكن مبنياً على قياس المخاطر بإمكانية عسكرة الاحتجاجات، وهو ما حصل. ومع بروز «الجيش السوري الحر»، الذي جاء رداً على عملية القمع المنظم، واستخدام القوة العارمة ضد المدنيين العزل، أثير سؤال حول التدخل الدولي وإنشاء مناطق عازلة، على غرار ما حصل في ليبيا، ولكن الغرب تخوف أيضاً من هذا، ولعل السبب الرئيسي، ارتبط بالخوف من إعادة تجربة العراق بالتدخل الدولي، وإضافة إلى أن الأهمية الاقتصادية لسوريا لا تعادل الأهمية الاقتصادية لليبيا، وذلك رغم أن أهمية سوريا الجيوسياسية عالية، التي يبدو أنها لم تقدر. ومع سقوط هذا الخيار، وبروز مؤشرات على دخول الجهاديين على خط الثورة السورية، محملين بآلاف الأدبيات عن مواجهة «النظام النصيري الكافر»، أثير تساؤل عن تسليح «الجيش السوري الحر»، وهو الأمر الذي لم يفعله المجتمع الدولي باعتبار أنه لا يمكن تحديد لمن يصل هذا الدعم وتلك الأسلحة بدقة. غياب المجتمع الدولي، أسهم جزئياً في تزايد دور الجهاديين في سوريا، حيث إن الشعور بـ «خيانة المجتمع الدولي» لدى السوريين، والمهارات العالية لدى الجهاديين فيما يعرف بـ «التسليح الذاتي»، أسهم بشكل كبير في زيادة شعبية خطاب الجهاديين، وجعل من التكتيكات التي يتقنوها كالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة عنواناً رئيسياً في سوريا. وبهذا الشكل، وبلوغ الفرز الطائفي أشده، أثير تساؤل جديد، عن السيناريو المطروح أمام المجتمع الدولي في هذه المرحلة، خاصة أن السيناريوهات السابقة (الاعتراف، والتدخل، والتسليح) لم تعد مجدية بسبب تغير الظروف على الأرض، ويبدو المجتمع الدولي، والغرب تحديداً، اتفق على مسألة بقاء الأمر في سوريا على ما هو عليه حتى ينتصر أحد الطرفين، ولكن شريطة إبقاء الأسلحة الكيماوية خارج المعادلة الصراعية، والأهم من هذا هو إبقاء الصراع في حدود سوريا وعدم انتقاله للخارج، وطبعاً عن لا إنسانية مثل هذا التوجه، يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر على رسم تصورات لمستقبل الصراع في سوريا. وتعد الدول المجاورة لسوريا: إسرائيل، والأردن، وتركيا، المقصودة من هذه السياسة، كل حسب ظروف التحالفات مع المجتمع الدولي، والغرب تحديداً، ويبدو أن المساحات الشاسعة الصحراوية على الجانب العراق من الحدود مع سوريا قد تمثل حاجزاً طبيعياً أمام أي انتقال للأزمة في سوريا للعراق، ولكن هذا غير مضمون بدليل انتقال المقاتلين من سوريا إلى العراق إبان الغزو الأميركي للعراق منذ عام 2003، وذلك على الرغم أن السياسة العراقية متأثرة بشكل جلي بالأزمة السورية، كما يتجلى في العلاقة مع إيران، والتظاهرات في المناطق السنية. مراهنة الغرب على بقاء الصراع السوري سورياً، شبيه بالأسئلة التي طرحت أعلاه مع تطورات الوضع السوري، فلا ضمانة لبقاء الأزمة السورية حبيسة الجغرافيا السورية، فأي من أطراف الصراع قد يجد مخرجاً من الأزمة وحالة «الطريق المسدود»، في نقلها للخارج، وهنا سيبدأ المجتمع الدولي للبحث عن آليات للتحرك، التي ستكون مكلفة للغاية لكل اللاعبين الدوليين والإقليميين، ولكن الكلفة الأغلى دفعها، وما زال، الشعب السوري.
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...