عدد المقالات 122
إذا أردت أن تعرف الحقيقة في أي واقعة إجرامية اتبع المال، جملة قالها أحد المحققين الإنجليز لابنه بعد أن تقاعد محققنا هذا من عمله الذي برع فيه في أقدم إدارات التحقيق الجنائي في العالم سكوتلاند يارد، نعم اتبع المال في أي قضية وستصل إلى الدافع الحقيقي وراء أي عمل «إجرامي»، والأهم من ذلك أنك ستصل إلى الجاني الحقيقي. للكثيرين في مصر والعالم بأسره يبدو ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً بلا شك، ومع احتفاظ آخرين بنظرية أنها ثورة «استعانت بصديق»، إلا أن منظمات عالمية ومؤسسات فكرية مثل بروكنغز -على سبيل المثال لا الحصر- قد صنفت وبحيادية ما حدث على أنه «انقلاب على الشرعية». فإذا أردنا أن نتبع المال في هذه الجريمة التي وقعت على شرعية الشعب واختياره سنصل في نهاية خيوط الأدلة إلى الجيش المصري، نعم هو الجيش المصري ذاته الذي يعد –وبغض النظر عن قدراته العسكرية– قوة اقتصادية لا يستهان بها في مصر، والذي عندما أراد جمال مبارك التدخل في الاستثمارات الضخمة في مصر، وبذلك يدخل النطاق التقليدي للجيش رفع يده عن التدخل لإنقاذ نظام مبارك «واقترب من الشعب»، وعندما «شذت» فئة الإسلام السياسي عن خط الجيش المرسوم بعد الثورة اعتبرت هذه الفئة وإعلامها وأموالها وكل من وقف معها من أعداء هذا الجيش، فضرب بيد من حديد ونسي أو تناسى ما كان يردده قادته بأن الجيش يقف مع الشعب. وهنا نصل إلى حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أننا نستطيع معرفة الرابح والخاسر من مغامرة الانقلاب بكل بساطة وبعيداً عن قراءة الفنجان، (فمن أفلس مادياً أولاً قد أفلس ثورياً)، قد تكون نظرية لا تطابق رومانسيات الثورات ومكر الانقلابات إلا أنها وفي النهاية حقيقة لا يمكن تجاهلها، فقد كلفت العملية الانقلابية وتبعاتها الأمنية للتعامل مع من وقفوا ضد الانقلاب قرابة الملياري جنيه حتى لحظة كتابة هذا المقال، وهذا رقم تقريبي بالطبع، ولكن وكما يقول إخوتنا في مصر «الحسابة بتحسب». ولذلك لجأت بالأمس القوات المسلحة المصرية وعن طريق قضائها إلى «تجميد» أموال رموز الإخوان المسلمين لعلهم يستطيعون استنزاف خطوط إمداد مؤيدي الرئيس المخلوع قبل أن تجف مصادرهم في الجيش، ويبدأ التململ والتذمر بأخذ مفعوليهما بين صفوف الانقلابيين من عسكر وقوى مدنية. الرأي الأخير.. في النهاية ستكون الضربة القاضية لأي طرف من الطرفين ضربة بعيدة عن المثاليات ورومانسيات الثورات وأقرب إلى ما قاله نابليون عن «زحف الجيوش على بطونها»، نعم الحق دائماً دافع المطالبين به، ولكن «المال» وللأسف في عالم غير مثالي هو سلاح تلك المطالب، فالشرعية ستعطي المؤمنين بها الدافع للقتال لسنوات لإرجاعها، ولكنه بالدعم المادي واللوجستي فقط يقلبون القتال اللانهائي إلى انتصار فعلي، وفي النهاية سنتذكر جميعاً أن «من أفلس أولاً، قد خسر أولاً». (أقبح جريمة هي أن تتظاهر بالحق) إلى اللقاء في رأي آخر.
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...