مونديال قطر.. كورة وفن

لم تكن النسخة الثانية والعشرون من بطولة كأس العالم التي استضافتها الدوحة مجرد حدث كروي يتنافس من خلاله لاعبو اثنين وثلاثين دولة للظفر بلقب المونديال فحسب، بل إن المونديال العنابي قد تحول إلى حدث تفاعل معه مشجعو الساحرة المستديرة حول العالم مع الثقافة القطرية، فمع أحداث مباريات البطولة التي تميزت بالقوة والإثارة والمتعة كانت هناك أيضا فعاليات فنية وثقافية مصاحبة، حيث وجد المشجعون القادمون من عدد كبير من بلدان العالم المختلفة فرصة كبيرة للتواصل والتفاعل مع الفن والثقافة العربية على الأراضي القطرية. احتفالا بضيوف قطر خلال كأس العالم 2022 قدمت اللجنة العليا للمشاريع والإرث العديد من الفعاليات الاحتفالية أثناء المونديال مما خلق أجواء احتفالية بتقديم تجارب ثقافية وفنية وترفيهية تميزت بالتنوع، مما عزز الأجواء خلال العرس والمهرجان الكروي العالمي الذي أقيم لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي. وخلال أحداث المونديال العنابي استقبل كورنيش الدوحة الذي يعد المركز الرئيسي للاحتفالات الوطنية في قطر العديد من الفعاليات، واستقطب عشرات الآلاف من المشجعين والضيوف والزوار يوميا للاستمتاع بكل مشهد طبيعي عبر احتفالات تعد الأضخم في تاريخ هذا البلد... حيث أقيمت الفعاليات الفنية على مدار أيام كأس العالم، وكانت تبدأ يوميا من العاشرة صباحا حتى الثانية عشرة من منتصف الليل وكان برنامج كورنيش الدوحة يتضمن العديد من الفعاليات، منها كرنفالات الشارع على امتداد واجهة الدوحة البحرية، وعروض فنية وثقافية وحفلات موسيقية عالمية، وعروض مائية وضوئية وأنشطة ترفيهية مناسبة للعائلات والأطفال بالإضافة إلى تقديم العديد من الاستعراضات والحفلات على المسارح الفنية التي أقيمت خصيصا لتلك الاحتفالات الفنية. وفي المنطقة الشمالية من كورنيش الدوحة، زار ضيوف الدوحة من مختلف الجنسيات فعالية كبيرة هي «البيت السعودي» في حديقة الدفنة بالقرب من منطقة الشيراتون وبها العديد من الأنشطة المفتوحة لجميع الجماهير والضيوف. وقام الفنان اللبناني تامر عقيل وفرقته برقص الدبكة الشعبية في الساحات والشوارع القطرية، حيث شرع الراقصون اللبنانيون بقرع الطبول وعزف الموسيقى العربية، وسط حشد من الجماهير من مختلف دول العالم الذين توافدوا إلى قطر لمشاهدة المونديال.. ففي مشهد لافت عبَّر عن تلاقي ثقافات الشرق والغرب، والانسجام الذي يتحقق بينهما في كأس العالم في نسخته الاستثنائية في الدوحة، تبادل راقصو الدبكة اللبنانية بقيادة عقيل مع راقصي السامبا اللاتينية حركاتهم الشعبية على أنغام الموسيقى والطبول في إحدى أمسيات وليالي الدوحة الفنية. وحرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على تقديم باقة من فنون المسرح التي عززت الموروث القطري خلال الفعاليات في درب الساعي تحت شعار «وحدتنا مصدر قوتنا» وشارك في هذه الفعاليات الفنية مركز شؤون المسرح، حيث قدم مجموعة من الأعمال المسرحية التي جذبت مختلف الفئات من جماهير درب الساعي من المواطنين والمقيمين وضيوف الدولة من جمهور الدول المشاركة في المونديال واهتمت وزارة الثقافة القطرية بتقديم وجبة مسرحية راقية تناسب أيام درب الساعي والذي واكب كأس العالم «قطر 2022»، حيث قدمت باقة من الأعمال الفنية التي تناسب مختلف الفئات العمرية من الجماهير.