


عدد المقالات 122
لم يكن بيان الجامعة العربية الجديد مفاجئاً ولا مثيراً للدهشة، كان سيكون، لو وقفت الجامعة مع طموحات الشعب السوري في الحرية والتخلص من النظام الطائفي في سوريا. البيان، طالب الجماعات المسلحة كافة بالتوقف عن العنف، فماذا يريد النظام السوري أجمل من ذلك، ولعله لم يكن هو بنفسه يطمع في هذه النتيجة. أما السيد الدابي رئيس فرقة المراقبين العرب، فقد قال في تصريحات صحافية إن مهمة المراقبة لا تزال في بدايتها، وإنها ستكون طويلة. وقد عرف عن الرجل أنه كان متورطاً في تشكيل الجنجويد في السودان، وقد وجهت له اتهامات بارتكاب إبادة جماعية في دارفور. ولكن السيد الدابي، ومنذ الساعات الأولى لعمله في سوريا لاحظ، أن الحكومة السورية متعاونة بشكل كبير وأن كل شيء مطمئن في البلاد، ولم يلحظ سيادته أنه قد ارتقى أكثر من خمسمئة شهيد في سوريا منذ لحظة وصوله. والأنكى من ذلك، أنه اتهم أحد أعضاء لجنته بالتخيل والتوهم؛ إذ بثت الفضائيات حديثاً مقتضباً لأحد المراقبين العرب من المملكة المغربية، وهو يقول إنه رأى القناصة بأم عينه، وإنه يطالب الحكومة السورية بسحبهم على الفور. فرد الدابي أن المراقب المذكور لم ير أحداً، وأن رؤيته افتراضية. هذه الكلمة وحدها كانت تفرض على المجلس الوطني المعارض سحب الثقة على الفور من رئيس البعثة ومن الجامعة العربية. لا أعرف كيف تقتنع المعارضة السورية بأن الجامعة العربية يمكن أن تقف مع الشعب العربي وهي لا تمثل شعوبها، بل تمثل الأنظمة الشمولية العربية؟ وكيف لنا أن ننسى أن بريطانيا هي من شكل هذه الجامعة وكونها. أضف إلى ذلك أنها لم تقدم معروفاً لهذه الأمة منذ نشأتها. ويسأل سائل، لكن الجامعة وقفت مع الشعب الليبي وطالبت مجلس الأمن بالتدخل لحماية المدنيين هناك، وأنقذت بنغازي من تدمير محقق وإبادة مؤكدة. إن أطفالنا الصغار في المدارس الابتدائية يعرفون أن الجامعة العربية تنفذ رغبات الغرب وأميركا وليس رغبات الشعوب العربية، ولا أدل على ذلك من هذه الحادثة؛ إذ أسرع الغرب وتسارع للقضاء على القذافي، خوفاً على النفط، لا على دماء الليبيين، ولما أوعزت أميركا وحلفاؤها للجامعة العربية أن تجتمع وتقرر فعلت، ورفعت الموضوع برمته إلى مجلس الأمن، وطالبته بالتدخل صراحة في ليبيا لحماية المدنيين هناك. ونحن نسأل اليوم أليس هناك مدنيون يرتقون كل لحظة في سوريا؟ ألم تدمر حمص فوق أهلها، ألم يمارس النظام في سوريا إبادة جماعية لأهلنا في جسر الشغور؟ لقد استشهد إلى اليوم أكثر من ستة آلاف مدني في سوريا، فهل هذه إبادة «فردية» مثلاً في نظر الجامعة؟! المسألة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، أن الغرب وأميركا لا يريدان للأسد أن يسقط على الأقل في هذه المرحلة، فهو من يحمي الكيان الصهيوني، ويقدم له الجولان هدية، كما أنه يدهم الطولى في ضرب الفلسطينيين والتنكيل بهم، وبالتالي فإن الغرب لن يطلب من الجامعة تحويل الملف إلى مجلس الأمن، على الأقل في الوقت الراهن. فالمجلس عندها سيكون أمام مسؤولياته في تحمل تبعات رفض التحويل من قبل الجامعة وهو ما سيحرج الأطراف الدولية الفاعلة كلها. لا يعتقد عاقل، أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لا تستطيع تغيير الموقف الروسي والصيني لو أرادت، ولكن المسألة باتت واضحة تماماً. فطالما أن الغرب لا يسعى فعلياً إلى إسقاط الأسد، فلن يضغط أحد على روسيا والصين ولن تستطيع الجامعة تحويل الملف إلى المجلس، وبالتالي فهي مضطرة أمام الرأي العام العربي أن تدعي أنها تقوم بما في وسعها لاحتواء الأزمة، وهي بالتالي مضطرة لإعطاء مهل جديدة لنظام الأسد ليمعن في القتل. كان على الجامعة العربية، ألا ترسل المراقبين أصلاً إلى سوريا قبل أن يتوقف القتل، وهذه إحدى بنود البروتوكول المتفق عليه مع النظام السوري، ولكنها مع ذلك أرسلت البعثة، وكان عليها أن تسحب المراقبين على الفور عند رؤية أول دبابة في شوارع حمص، وكان عليها ألا تستمر في مهمتها عندما سمعت بارتقاء أول شهيد، ولكنها لم تفعل؛ لأن الإرادة السياسية في الدول الغربية لم تتشكل حتى اليوم لإسقاط الأسد فعلاً وما على جامعتنا إلا السمع والطاعة. أعلم جيداً أن الجامعة العربية اليوم تمثل تيارات مختلفة، وأنها ليست على قلب رجل واحد، ولهذا أستطيع تحية الموقف القطري مما يجري في سوريا، ولكنني أطالب بالمزيد. الآن ثبت لأصغر طفل في سوريا أن الجامعة تتآمر على الشعب السوري، وتؤجل التدويل وتطالب الجيش الحر تلميحاً بأن يتوقف عن عملياته، وتساوي بين الجلاد والضحية فماذا بقي للشعب السوري؟ بقي له بعد الله عز وجل، الزحف إلى القصر الجمهوري، زحف يذكر بالشعب الروماني لما زحف إلى قصر تشاوشيسكو. فالشهداء يرتقون في أنحاء سوريا كل يوم، حتى القرى البعيدة النائية لم تسلم من التقتيل، فإذا كان علينا أن نستشهد على كل حال فلنستشهد بالطريق إلى القصر. نتكلم اليوم عن ضرورة انتقال عدد كبير من المتظاهرين إلى دمشق، بطريقة مدروسة وغير معلنة، ثم تفجير بركان بشري باتجاه القصر الجمهوري أو على الأقل في ساحة الأمويين، والانتقال منها إلى قصر تشرين. إذا سمع النظام هدير الجماهير المتقدمة إلى القصر فسيفر معلقاً رجليه بظهره. على كل حال إن فعلها السوريون أم لا، فالنظام ساقط لا محالة اليوم أو غداً، ولكن الثوار سيعجلون بسقوطه لو تحركوا في دمشق بشكل أكثر تنظيماً وأكثر عدداً. إن التعويل على الجامعة وحتى على مجلس الأمن لن يحل المشكلة حتى تتفق المصالح الدولية والإقليمية، وإنني أخشى أن يطول الأمر، وبالتالي فالتعويل بعد الله على سواعد الثوار والتحرك في قلب دمشق بالإضافة إلى الاستمرار في التظاهرات والإضرابات والاعتصامات في كل مكان. وما هي إلا ساعة، وما النصر إلا من عند الله.
تقول الضربات التي شنتها أميركا وبريطانيا وفرنسا لبشار الأسد إنك أنت الرئيس الشرعي للبلاد، ومن حقك أن تقتل السوريين بأي طريقة كانت، ولكن عليك استشارتنا قبل قتلهم بالسلاح الكيمياوي. ليس هذا تحليلاً، بل واقعاً مريراً...
يرى المفسرون -رضي الله عنهم- أن المقصود بقوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} هو الشهادة في سبيل الله أو الظفر بالعدو وكسر شوكته. أشهد أنني سمعت هذه الآية الكريمة من معظم قادة...
دعت الولايات المتحدة الأميركية قادة الفصائل الثورية في الجنوب السوري إلى اجتماع عاجل في الأردن، للرد على انتهاك النظام السوري لما يسمى «اتفاق مناطق خفض التصعيد». ويأتي هذا الطلب متزامناً مع دعوة أميركية لمجلس الأمن...
تساءل الكاتب السليمان: «لماذا لم يذكر الحريري القصة بعد خروجه من سوريا؟، ما الذي منع الرجل من التصريح بذلك أمام وسائل الإعلام، تبرئة للذمة أمام الله، وأمام أقارب الشهيد، وأمام الشعب السوري؟»تنتشر رسائل عديدة تقول...
منذ صباح السبت، نتعرض لطوفان إخباري يتمركز على نقطة واحدة، أن الكيان الصهيوني أغار على مواقع لبشار الأسد وإيران داخل الأراضي السورية، فخسر طائرة أف 16. في المحطات الفضائية العربية، وتلك المهتمة بالمنطقة، يتم استقدام...
أعتقد جازماً بأن موسكو فشلت في عقد مؤتمر ناجح في سوتشي بالمعايير الروسية نفسها، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن موسكو كانت تطمح لتحقيق انتصار سياسي مواز للجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين، وتسميها انتصارات على القوى...
لا شك أن الاحتلال الروسي لسوريا شغلنا بالنقاش حوله وحول الأوضاع الميدانية في البلاد، حتى كدنا ننسى الحديث عن المعارضة السورية ومناصحتها، والطلب إليها أن تكون على مستوى الحدث في هذه المرحلة، وليس أفضل من...
يبدو لي أن بيان الجبهة الجنوبية الذي اتهمت فيه بعض «أصدقاء سوريا» بالتآمر لإبقاء الأسد، قد كتب في غرفة عمليات الموك، ولم ينتج عن إرادة حقيقية لأهل حوران. كان البيان معيباً بدرجة لا توصف، كما...
مع أن سكان السويداء لم يشتركوا في الثورة بالعموم، واتخذوا موقف الحياد من جرائم بشار الأسد بحق السوريين، إلا أن النظام لم يتأخر عن قتل السيد وحيد البلعوس، شيخ تيار الكرامة في السويداء. يؤسفني القول...
ليس مفاجئاً أن يعبر وليد المعلم عن سعادته بتحرك «المجتمع الدولي» لعقد جولة جديدة من محادثات جنيف، تطيل عمر نظامه، على الأقل، حتى يرحل أوباما كما قال الأخير ذلك بملء فيه. وليس مفاجئاً ألا يعتدّ...
لا نستطيع أن ننسى أن زهران علوش وعد بتدمير معاقل النظام في دمشق في نهاية الشهر الأول من هذا العام، وتعهد بأن يدك مواقع الشبيحة بألف صاروخ بالرشقة الواحدة، وكلنا يذكر أن السيد علوش تراجع...
نؤيد بعض الأفكار التي طرحها خالد خوجة في المؤتمر الصحافي مع لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة، الذي خرج من سورية قبل أسبوعين تقريباً. ولا شك أن لدينا ملاحظات عديدة حول نشاط المعارضة في الأيام...