عدد المقالات 45
حدث استثنائي تشهده الكويت اليوم بانعقاد القمة الخليجية الثلاثين التي يتفق المراقبون على انعقادها في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة والتعقيد، سياسياً واقتصادياً وأمنيا؛ مما يتطلب موقفاً خليجياً موحداً ونظرة خليجية إستراتيجية قادرة على استيعاب التطورات والمستجدات في المنطقة والعالم، وقادرة كذلك على التعامل معها، والاستجابة لمتطلباتها والارتفاع إلى مستوى تحدياتها. ولا شك أن قمة الكويت مواجهة بتحديات كبيرة خاصة في المجال الاقتصادي، وإذا ما أمكن تجاوز هذه التحديات فستكون بالفعل قمة تاريخية وستنقل العمل الخليجي المشترك إلى مرحلة جديدة أكثر تعبيراً عن تطلعات أبناء الخليج، وأكثر قرباً لطموحهم المشروع في الوحدة الخليجية الشاملة التي طال انتظارها والتي تمتلك دول مجلس التعاون كل مقوماتها، بل إنه لا توجد منطقة على امتداد العالم مؤهلة للوحدة أكثر من منطقة الخليج، فقط ما ينقصنا هو الإرادة الحقيقية التي تسقط الحواجز الوهمية والتناقضات الثانوية. ولعله مما يدعو إلى التفاؤل أن (رؤية قطر) التي قدمها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى-حفظه الله- لقادة دول مجلس التعاون في لقائهم التشاوري بالرياض مايو الماضي هي محور رئيسي من محاور القمة. ووفقاً لما أعلنه سعادة السيد عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون فإن الرؤية القطرية تتركز على إزالة أية عقبات تواجه مسيرة العمل الخليجي المشترك, وأبرز ملامح الرؤية القطرية تتمثل في الآتي: • ضرورة تأسيس بنك التنمية الخليجي على غرار البنك الأوروبي للتمنية؛ وذلك لدعم مشاريع البنية التحتية والاستثمار في مختلف القطاعات التنموية الخليجية. • العمل على إزالة معوقات الاتحاد الجمركي والإسراع في تحقيق الوحدة النقدية. • تفعيل ما جاء في الاتفاقية الاقتصادية لدول مجلس التعاون حول ما يتعلق بالبيئة الاستثمارية. • التركيز على العمل والموارد البشرية والبيئة • تعزيز التعاون في مجال التعاون العسكري والأمني. • تشمل الرؤية القطرية جوانب مهمة أخرى حول الشؤون التعليمية والصحية. إن دولة قطر عندما تطرح رؤيتها لتطوير وتفعيل العمل الخليجي المشترك ولإزالة المعوقات عن طريقه والارتقاء به إلى آفاق أرحب وأوسع إنما تنطلق في ذلك من تجربتها العميقة والواسعة والناجحة، ومن حرصها الأكيد على أن يكون مجلس التعاون الخليجي انعكاساً طبيعياً لآمال الشعب الخليجي، وتعبيراً صادقاً عن رغبات (الشارع الخليجي)، وليس مجرد هياكل ومؤسسات تفتقد الروح والفاعلية والقدرة على تحويل الشعارات إلى واقع والأمنيات إلى مشروعات. رؤية سمو الأمير لمستقبل العمل الخليجي لا تنفصل عن رؤية سموه لكيفية التفاعل مع روح العصر الذي نعيش فيه، وكيفية الاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، والمناهج الإستراتيجية التي تحكم التوجهات العالمية في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن, وتطوير التعليم ومواكبة وسائل الاتصال الحديثة, والالتزام بالعمل المؤسسي وبالتخطيط الإستراتيجي، واستقراء المستقبل بنظرة فاحصة وثاقبة وعقلية منفتحة، والاستعداد لمتطلبات المستقبل بالعلم وبالمبادرات الجادة والأفكار الخلاقة والمقترحات البناءة. لقد أثبتت بلادنا طوال مسيرة العمل الخليجي المشترك مدى حرصها على هذه المسيرة وعلى تطويرها، ومدى التزامها بكل ما يفرضه العمل الخليجي من مهام ومسؤوليات، ويأتي طرح الرؤية القطرية اليوم استلهاماً واستكمالاً لهذا الالتزام القطري وتجسيداً له وتأكيداً لمضامينه ومعانيه. أهمية (الرؤية القطرية) تنبع من مصداقية السياسة القطرية التي ترتكز على الوضوح والصراحة والانفتاح والتفاعل الإيجابي مع الأحداث والتطورات، والعمل على ما يجمع وليس على ما يفرق، والالتزام بالمبادئ والقيم، واحترام العهود والمواثيق، والترفع عن الصغائر، وتغليب المصلحة العامة، وتركيز كل الاهتمام على القضايا الرئيسية والمصيرية، وعدم تبديد الجهود والموارد في الخلافات والنزاعات والقضايا الهامشية. إن مجلس التعاون الخليجي بالنسبة إلى قطر هو (البيت الخليجي) الذي يضم الأسرة الواحدة، وكلما قوي بنيان هذا البيت كلما ازدادت الأسرة تماسكاً وأمناً وتنمية واستقراراً. ولذلك فإن المهمة الأساسية لقمة الكويت ولكل القمم الخليجية هي تقوية أركان مجلس التعاون وتعميق وترسيخ الأسس التي قام عليها، وتنقية أجوائه من الشوائب والرواسب، وجعله بحق كياناً فاعلاً ومؤثراً وقادرا على التعامل مع العالم بموقف واحد وكلمة واحدة. إن الأجواء الإيجابية التي لمسناها منذ وصولنا بالأمس إلى الكويت تدفعنا لمزيد من التفاؤل بأن تحقق القمة الخليجية (الثلاثون) النجاح المنشود، وأن تضع العمل الخليجي المشترك على أعتاب مرحلة جديدة بما يمكن أن تخلص إليه من قرارات ونتائج مسترشدة بالآراء السديدة والأفكار البناءة لقادة دول مجلس التعاون، وكذلك بـ(الرؤية القطرية) التي جاءت استلهاما لتاريخنا المشترك واستشرافاً لمستقبلنا المشرق والواعد بإذن الله.
تظل صحيفة العرب واحدة من الإشراقات المتميزة ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما أيضاً على المستويين الخليجي والعربي، كونها أول صحيفة يومية تطبع في قطر عام 1972، لتمتد مسيرتها الناصعة الحافلة بالتحديات والنجاحات على مدى...
مضت أيام منذ أن صدر البيان الوزاري الخليجي يوم الخميس الماضي، والذي عرف ببيان الرياض، والذي جاء منسجماً مع تطلعات الشعوب الخليجية في التأكيد على وحدة المصير لهذه البقعة الجغرافية، التي تمتاز عن غيرها بوحدة...
جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح قمة الكويت أمس، تأكيداً للثوابت القطرية، التي ظلت راسخة ومحافظة على نسقها الداعي دوماً إلى نبذ الخلاف، والعمل على...
مضى نحو أسبوع منذ القرار المفاجئ لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين القاضي بسحب سفرائها من قطر، ومع ما رافق هذا القرار من كثير من الغبار، وسيل الحبر الذي أراقته أقلام...
جاء قرار سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة أمس، ليشكل محصلة وقت ليس بالقصير من الحملات الإعلامية التي شنتها قنوات وصحف ووسائل إعلام محسوبة على هذه الدولة أو تلك. الأكيد أن قرار سحب السفراء...
حملت تأكيدات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظه الله- للوفد الشعبي لأهالي القدس على بذل كافة الجهود، والعمل على كل ما من شأنه حماية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بشريات جديدة...
لأنها بنيت بسواعد آمنت بنهضتها ومستقبلها، فإن قطر ولدت كبيرة، وجاءت نتاج تلك الروح الشجاعة والنبيلة التي تحلى بها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، يوم أن خطط لتوحيد أبناء الشعب القطري تحت...
تحتضن الكويت الشقيقة خلال اليومين المقبلين فعاليات القمة الخليجية، في وقت ربما أكثر دقة وتعقيداً من كل التعقيدات السابقة التي رافقت مجلس التعاون الخليجي خلال عقوده الأربعة. نعم في كل مرة نقول إن القمم الخليجية...
بعد مفاوضات شاقة وماراثونية، توصلت إيران والدول الغربية إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، اتفاق يبدو أن المعلن منه غير الذي ظل طي الأوراق السرية، خاصة أنه جاء بعد أيام قليلة من تصريحات للمرشد الإيراني...
منذ أن انطلقت قاطرة الصحافة القطرية بصدور جريدة «العرب» عام 1972، والإيمان بدور الإعلام في المساهمة بنهضة البلاد يتعاظم، وشكّلت وسائل الإعلام المحلية، المرئية والمقروءة والمسموعة، ذراعاً نشطة، تعين وتعاضد مشاريع التنمية، بتحليلها وتشخيصها ودعمها....
حينما نتأمل خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد الثاني والأربعين لمجلس الشورى أمس، ندرك جيداً أن مسارات المستقبل تم رسمها بوضوح وعناية بلا مبالغة....
جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمس ليرسم تفاصيل مرحلة جديدة تقبل عليها قطر في ظل الحكم الجديد، مرحلة تحتاج من الجميع التكاتف والعمل لمواصلة واستكمال ما...