الجماهير العربية العلامة الفارقة

في كل بطولة رياضية، تكون الجماهير عنصرا مهما في إضفاء الحماسة والروح الرياضية على المنافسات. وفي كأس آسيا لكرة القدم، التي تقام حاليا في قطر، برزت الجماهير الحاضرة في البطولة وكانت علامة بارزة في البطولة، والتي أضافت نكهة خاصة للمباريات. فالجماهير التي توافدت من مختلف الدول الآسيوية، وحملت معها ثقافات وتقاليد وألوانا متنوعة، عكست تنوع القارة الآسيوية. وشارك الجماهير في تشجيع منتخباتها بحماس وولاء، منقطع النظير وكذلك احترمت منتخبات الخصوم بروح التسامح والتعاون. وظهرت الجماهير أيضا بروح الفكاهة والابتسامة، التي خففت من حدة المنافسة وزادت من المتعة. وهذا ما شاهدناه في ملاعب البطولة وساحات واسواق الدوحة ولا شك ان جماهير كأس آسيا هي فخر للقارة الآسيوية، ونموذج للتعايش والتآخي بين شعوب القارة ولا شك ان دور الجماهير القطرية والجالية العربية المقيمة في دوحة الخير كان كبيرا ومتميزا والتي اثبتت انها عطر البطولة الفواح حيث برز التآخي العربي وتجلت في مباراة المنتخب القطري مع شقيقه الفلسطيني كما في كل المباريات التي كان فيها منتخب عربي يواجه منتخبا آسيويا. ولعل أبرز مظهر لذلك هو دور الجماهير القطرية، التي حضرت المباريات بأعداد كبيرة وشجعت المنتخبات بحماس وروح رياضية. وخصوصاً في المباريات التي شارك فيها المنتخب القطري، حيث أصبحت الملاعب ملؤها أصوات التشجيع والهتافات مما أعطى دفعة معنوية كبيرة للاعبين. وكان لافتاً أيضاً تفاعل الجماهير القطرية مع المنتخبات الأخرى، خصوصاً تلك التي تحظى بشعبية في الوطن العربي، مثل المنتخبات الخليجية والشامية. وقد برز في هذه المناسبة التآخي العربي، حيث شاركت الجماهير في فرحة نجاحات بعضها، وفي حزن خسارات بعضها. وفي ظل هذه الأجواء، يمكن القول إن جماهير قطر والجالية العربية المقيمة كانت العلامة الفارقة في هذه البطولة، حيث أضافت جمالية وروحانية للحدث، وأظهرت صورة مشرفة عن قدرات قطر في استضافة مثل هذه المناسبات، وأظهرت أيضاً صورة مشرفة عن الوحدة العربية والتضامن بين الشعوب العربية، لا شك أن نتائج الفرق العربية المتميزة في البطولة وفوزها على أقوى المنتخبات الآسيوية كاليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأوزبكستان يعود أيضا الفضل الكبير إلى إقامة البطولة في دوحة الخير من خلال الأجواء الرائعة والملاعب العملاقة وتوفير كل سبل النجاح والتفوق حتى أن المنتخبات العربية شعرت انها تلعب في ارضها وبين جمهورها.