alsharq

مراد بطل الشيشاني

عدد المقالات 81

المجموعات المسلحة في سوريا بين «الجهاد المحلي» و«الجهاد العالمي»

07 أكتوبر 2013 , 12:00ص

لم تعد الأزمة السورية بمآلاتها العسكرية والإنسانية قادرة على إدهاش المراقبين، فالأزمة تفرز أسوأ ما فيها، شأنها شأن الأزمات العسكرية والحروب، فيما يتعلق بالمجموعات المعارضة المسلحة، يلاحظ أن اتجاهين يتدافعان لتحديد مسار تلك الجماعات على المستوى المنظور خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بالمجموعات الجهادية. يمكن تقسيم المجموعات المسلحة في سوريا، عموماً إلى ثلاثة أقسام: الجيش السوري الحر، والمجموعات التي توصف بـ «العلمانية»، ولكنها ذات طابع وطني-إسلامي، والقسم الثاني يتشكل مما يعرف بـ «المجموعات الجهادية المحلية»، وهي التي تتبنى المقولات الأساسية للسلفيين الجهاديين كـ «الولاء والبراء»، ألوية الجهاد...الخ، ولكنها تصر على أن هدفها الأساسي هو اسقاط نظام بشار الأسد، ومن هذه المجموعات أحرار الشام، وكتائب التوحيد، وصقور الشام...الخ. هذه المجموعات تلتزم بطابعها المحلي فلا تنفذ عمليات انتحارية على سبيل المثال، وتكتيكاتها قريبة من الجيش السوري الحر. وأما القسم الثالث يتمثل بالمجموعات الجهادية العالمية والإقليمية الأقرب للقاعدة أو التي هي جزء منها، ولعل جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام، أبرز وأكبر هذه المجموعات. علاقة المجموعة الثانية (الجهاديين المحليين)، المتأرجحة بين الجيش السوري الحر، وبين المجموعات الجهادية الأقرب للقاعدة، تشهد نوعاً من الجذب والشد باتجاهين، فعلى الرغم من أن هذه المجموعات حاولت ربط نفسها بالمجموعات الجهادية العالمية عبر منتدياتها، ولكن مع تزايد التوتر بين الجهاديين -تحديداً الدولة الإسلامية في العراق والشام- برز نوع من الابتعاد عنها، بل ووصل التوتر في مناطق أخرى إلى حد إمكانيات المواجهة. ولكن بالمقابل فإن جبهة النصرة بدأت تتجه إلى نسج تحالفات مع المجموعات المحلية -لعل بيان 13 من المؤشرات المهمة في هذا الخصوص-، وتتفادى أي صدام، بشكل يدلل على التحول الاستراتيجي لدى تنظيم القاعدة المركزي، الذي تنتمي له جبهة النصرة. بعض المراقبين، يرون أن المجموعات الجهادية المحلية ستنتهي بالتحالف مع المجموعات الجهادية العالمية، كما حدث في مناطق أخرى كمالي، واليمن. ولكن، يبقى أيضاً العامل المرتبط بمدى قبول السوريين، وفق مفاهيمهم الدينية، والتنويعات الاجتماعية، قبول هذه الإيديولوجية. ورغم أن بعض المؤشرات تدلل على قبول مثل هذه الإيديولوجية كحالة تزايد مشاركة السوريين في العمليات الانتحارية، وهو ما كان مرفوضاً في البداية، وكانت مثل هذه العمليات مقتصرة على المقاتلين الأجانب. وأما العامل الأخير الذي يحدد هذه العلاقة بين المجموعات المسلحة المحلية، والمجموعات الجهادية، هو مسألة «الموارد»، والقدرة على تمويل العمليات العسكرية، حيث تشير العديد من الدراسات أن الاتجاه لدى الأفراد الراغبين للانضمام لمجموعات مسلحة ما، يرتبط -بالإضافة إلى الجانب الإيديولوجي- بقدرة تلك المجموعات بتوفير التمويل لهم للمشاركة في القتال، ولذا فإن حالات عدة في سوريا أظهرت أن العامل التمويلي لعب دوراً أساسياً في تفضيل أفراد مجموعات عن غيرها. وهذا العامل في الحالة السورية يلعب دوراً مهماً لغياب موجود قيادة مركزية لمقاتلي المعارضة تقوم بتوزيع الموارد، وبالتالي تحقق النفوذ السياسي والعسكري على تلك المجموعات، ولعل هذا «التشظي» -إن جاز وصفه بذلك-، يصعب أيضاً الحل السياسي الآن في سوريا، حيث يتفاوت النفوذ للمجموعات المسلحة من منطقة لأخرى في الداخل السوري، مما ينذر بإمكانية استمرار الأزمة السورية دون حسم إلى أمد طويل.

العنف مستمر في المنطقة لا محالة!

لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...

التهديد الحقيقي للأردن

لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...

"تنظيم الدولة" والأمم المتحدة؟

في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...

«القاعدة» أم «تنظيم الدولة»؟

قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...

أين روسيا من غزة؟

لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...

«تنظيم الدولة» والفكر المأزوم عربياً!

تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...

المستقبل العربي الضائع

أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...

هل يستقل كردستان العراق؟

الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...

الأردن وأزمة العراق مع «تنظيم الدولة»

كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...

«تنظيم الدولة» واليأس العربي

كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...

إلى أين يتجه الجهاديون بعد توسع «تنظيم الدولة»؟

أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...

العراق و«الدولة الإسلامية» مرة أخرى

لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...