alsharq

د. عوض السليمان

عدد المقالات 122

رواية فاروق الشرع ما زالت مفقودة

06 فبراير 2015 , 06:09ص

يبدو لي أن الدعاية التي رافقت كتاب "الرواية المفقودة" لفاروق الشرع، وزير خارجية حافظ الأسد، أكبر بكثير من قيمة الكتاب من الناحية العلمية-البحثية، وليس مؤكداً أن "الرواية المفقودة" سيكون نافعاً، أولا بد منه للمهتمين بالشأن السياسي السوري، ويؤسفني أن كثيراً من المتحدثين حول الكتاب لم يراعوا الجانب العلمي المتعلق بآليات الكتابة والتأليف. نتفق أن هناك اختلافاً واضحاً بين شروط الكتابة وأركانها، وإذا اتفقنا مطلقاً أن الشرط يسبق العمل ويرافقه، فعلينا أن ننظر فيما إذا كانت شروط كتابة الرواية المفقودة صحيحة أولاً، وهل رافقت العمل حتى نهايته أم لا؟ أول شروط الكتابة أن تتم دون ضغوط، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، ومن المعلوم أن المراجع تفقد قيمتها تماماً إذا كتبت تحت أي نوع من تلك الضغوط. لقد انتهى الحديث منذ مائة عام تقريباً حول رفض الاعتداد بمرجع ما، ليس إذا كتب تحت الضغط فحسب، بل يكفي "احتمالية" وجود الضغوط، إن كانت تلك الاحتمالية "ظناً" (أقرب للتأكيد) أو "شكاً" (أقرب للنفي)، فالمرجع يجب أن يكون دقيقاً ومؤكداً وإلا فكيف يعتمد عليه. حديثنا حول "الشك أو الظن، أو الاحتمالية" فكيف إذا كان بعض المراقبين يجزم بأن "المؤلف" يعيش في قلب الضغط السياسي، لدرجة منعت الشعب السوري أن يراه أو أن يعرف مصيره. عندما وقعت مجزرة الصنمين في بداية الثورة السورية واعترض الشرع، تم تهديده بالقتل وتم التخلص منه سياسياً، مع أنه كان في عداد الأموات قبل الثورة، وذلك عندما استجاب بشار الأسد للضغوط الأميركية بإبعاد الوزير عن حقيبة الخارجية. لا يستطيع الشرع التحرك في دمشق إلا بأمر بشار الأسد وموافقته، كما لا يستطيع أن يتخذ قراراً واحداً، لا سياسياً ولا اجتماعياً، ولا يستطيع أن يخرج من سورية على الإطلاق، ولا يعرف الشعب السوري مصيره، أو مكان وجوده، فكيف نقبل، والحالة هذه، كتاباً يصدر عنه في ظل الأسد، وكيف يطمئن الباحثون إلى صدقية ما جاء في الكتاب فيعتمدون عليه لفهم المرحلة السياسية المذكورة فيه كما أعلن المدافعون عن الكتاب؟ سؤال آخر يطرح نفسه، هل كتب الشرع كتابه وكان بشار الأسد نائماً، أم اطلع الأسد على الرواية وسمح بما فيها ومررها، وهل يسمح الأسد لأي كان أن يكتب مادة دون أن يوافق على ما فيها، وهل يقبل الباحثون الاعتماد على كتاب وافق عليه بشار الأسد، ويعتبرونه مرجعاً؟ ما تقدم كان فقط من ناحية علاقة الشرع بالضغوط السياسية التي تفقد الكتاب مرجعيته ولو كان صادقاً، ففي المرجعيات البحثية لا مجال للاستدلال بما فيه "شك أو ظن أو احتمالية". من ناحية أخرى، فإنه يصدمني أن نعتد بكتاب كتبه وزير خارجية الأسد، الرجل الذي ساعد سيده على مدار أربعين سنة في تثبيت حكمه وإقناع السوريين والعرب أن الحكومة السورية غير طائفية، حتى أصبحت عبارة "ثلاثة أرباع الحكومة سُنّة" متداولة في سوريا كلها مع العلم أن أصغر ضابط علوي يستطيع إقالة بل قتل أي مسؤول سني في البلاد. لقد لعب الشرع أقذر الأدوار في دعم حافظ الأسد، هو وكل السنة الذين شاركوا في حكومات الأسد، وقد كان يعلم أنه بذلك يخون شعبه ودينه أيضاً، وأسهم في تمكين الطائفة العلوية من رقاب السوريين، بينما كان الأسد يتباهى بالواجهة السنية الضعيفة والمنهكة التي يمثلها الشرع وخدام والشهابي وطلاس وغيرهم. بلغة حيادية تامة، وبعيداً عن أي موقف سياسي، إذا كان فاروق الشرع كتب كتابه تحت ضغط الأسد، فمن المعيب أن يوصف الكتاب بالمرجعية، وإن كتب الرجل كتابه بكامل الحرية وهو في ظل الأسد، فإن الكتاب سيحمل دعاية، لا يصح أن يعتمد عليها في البحث العلمي. وفي الحالتين كلتيهما لا يصح الثقة بمثل هذا الكتاب، ولا بأس بتصنيفه بكتب المذكرات التي لا نعرف حقها من باطلها والتي كتب مثلها الفنانون والمغنون ولاعبو كرة القدم. • aalsuleiman@hotmail.com

الضربة الأميركية.. احتقار لآلام السوريين

تقول الضربات التي شنتها أميركا وبريطانيا وفرنسا لبشار الأسد إنك أنت الرئيس الشرعي للبلاد، ومن حقك أن تقتل السوريين بأي طريقة كانت، ولكن عليك استشارتنا قبل قتلهم بالسلاح الكيمياوي. ليس هذا تحليلاً، بل واقعاً مريراً...

فإما النصر وإما الشهادة.. وإما الفرار

يرى المفسرون -رضي الله عنهم- أن المقصود بقوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} هو الشهادة في سبيل الله أو الظفر بالعدو وكسر شوكته. أشهد أنني سمعت هذه الآية الكريمة من معظم قادة...

تهديدات أميركية بضرب قوات الأسد

دعت الولايات المتحدة الأميركية قادة الفصائل الثورية في الجنوب السوري إلى اجتماع عاجل في الأردن، للرد على انتهاك النظام السوري لما يسمى «اتفاق مناطق خفض التصعيد». ويأتي هذا الطلب متزامناً مع دعوة أميركية لمجلس الأمن...

ما قصة تقرير نصر الحريري حول حمزة الخطيب؟

تساءل الكاتب السليمان: «لماذا لم يذكر الحريري القصة بعد خروجه من سوريا؟، ما الذي منع الرجل من التصريح بذلك أمام وسائل الإعلام، تبرئة للذمة أمام الله، وأمام أقارب الشهيد، وأمام الشعب السوري؟»تنتشر رسائل عديدة تقول...

إسقاط الطائرة.. لا أخبار عن الغوطة

منذ صباح السبت، نتعرض لطوفان إخباري يتمركز على نقطة واحدة، أن الكيان الصهيوني أغار على مواقع لبشار الأسد وإيران داخل الأراضي السورية، فخسر طائرة أف 16. في المحطات الفضائية العربية، وتلك المهتمة بالمنطقة، يتم استقدام...

سوتشي.. العنجهية الروسية

أعتقد جازماً بأن موسكو فشلت في عقد مؤتمر ناجح في سوتشي بالمعايير الروسية نفسها، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن موسكو كانت تطمح لتحقيق انتصار سياسي مواز للجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين، وتسميها انتصارات على القوى...

الائتلاف السوري والعدوان الروسي

لا شك أن الاحتلال الروسي لسوريا شغلنا بالنقاش حوله وحول الأوضاع الميدانية في البلاد، حتى كدنا ننسى الحديث عن المعارضة السورية ومناصحتها، والطلب إليها أن تكون على مستوى الحدث في هذه المرحلة، وليس أفضل من...

الجبهة الجنوبية وبيان رفع عتب هزيل

يبدو لي أن بيان الجبهة الجنوبية الذي اتهمت فيه بعض «أصدقاء سوريا» بالتآمر لإبقاء الأسد، قد كتب في غرفة عمليات الموك، ولم ينتج عن إرادة حقيقية لأهل حوران. كان البيان معيباً بدرجة لا توصف، كما...

فرصة الدروز لإثبات وطنيتهم

مع أن سكان السويداء لم يشتركوا في الثورة بالعموم، واتخذوا موقف الحياد من جرائم بشار الأسد بحق السوريين، إلا أن النظام لم يتأخر عن قتل السيد وحيد البلعوس، شيخ تيار الكرامة في السويداء. يؤسفني القول...

دلالات جنيف وفرصة المعارضة في النجاة

ليس مفاجئاً أن يعبر وليد المعلم عن سعادته بتحرك «المجتمع الدولي» لعقد جولة جديدة من محادثات جنيف، تطيل عمر نظامه، على الأقل، حتى يرحل أوباما كما قال الأخير ذلك بملء فيه. وليس مفاجئاً ألا يعتدّ...

وعود زهران علوش ؟

لا نستطيع أن ننسى أن زهران علوش وعد بتدمير معاقل النظام في دمشق في نهاية الشهر الأول من هذا العام، وتعهد بأن يدك مواقع الشبيحة بألف صاروخ بالرشقة الواحدة، وكلنا يذكر أن السيد علوش تراجع...

حول المؤتمر الصحافي للائتلاف

نؤيد بعض الأفكار التي طرحها خالد خوجة في المؤتمر الصحافي مع لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة، الذي خرج من سورية قبل أسبوعين تقريباً. ولا شك أن لدينا ملاحظات عديدة حول نشاط المعارضة في الأيام...