عدد المقالات 81
أذكر أني مرة دخلت نقاشاً على تويتر مع أحد المغردين الغربيين حول موضوع الإسلام والإسلاميين في الغرب، وكان يحاجج لماذا لا نرى عنفا من قبل البوذيين على سبيل المثال؟ ولم تكن حينها الهجمات ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار/ بورما قد اندلعت بعد، أو بالأحرى لم تكن قد وصلت الإعلام. الآن تيار شوفيني في تلك البلاد يشن حملات منظمة ضد مسلمي البلاد الذين تقدر نسبتهم بـ%5 من عدد السكان الذي يقدر بستين مليوناً. وينطلق هذا التيار الديني- القومي من فكرة عنصرية بحتة بأن نسبة التوالد لدى المسلمين عالية، وبالتالي وبحكم تزايد أعدادهم فإنهم يشكلون تهديداً للأغلبية. الفكرة ذاتها تتسبب بحملة شبيهة في سيرلانكا، التي يقدر نسبة المسلمين فيها بـ%10، وبدرجة أقل في جنوب تايلاند. وبالمقابل من هذا العنف ضد المسلمين، فإن المسلمين يبدون تعاطفاً مع إخوتهم في دول الجوار، فهناك دعوات في إندونيسيا (أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان)، وبين مسلمي الهند –غالبية مسلمي الروهينجا من أصول هندية- ودول أخرى، وأيضاً هناك دعوات لـ «الجهاد» نصرة لمسلمي ميانمار/ بورما. آثرت إبراز حالة الاستقطاب الديني هذه من منطقة بعيدة نسبياً عن العالم العربي الذي يعيش أيضاً حالة من الانقسام الطائفي الشديد، ويتخذ أبعاداً عنيفة في غير مكان فيه، ولعل سوريا المثال الأبرز. وهناك أمثلة عدة على إعادة تشكل «خطوط تماس ديني أو حضاري» في العالم ككل على حد تعبير عالم السياسة الأميركي صمويل هنتجتون، الذي مات منذ سنوات، ولكن رغم وجود الكثير من النظريات السياسية له فإن نظريته منتصف التسعينيات «صدام الحضارات» التي ظهرت في كتاب بالعنوان ذاته، كانت الأكثر شهرةً والأكثر إثارة للجدل. وقد خصص هنتغتون في كتابه المذكور فصلاً عما وصفه بـ «خطوط التماس الحضاري»، حين رأى أن أسس الصراع الدولي ستقوم على أسس دينية/ حضارية بدلاً من الانقسام الأيديولوجي، كما كان الحال خلال الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي. ولكن لا يقتصر واقع الاستقطاب اليوم على الصراع الدولي، بل يمتد داخل الدولة الواحدة، وعلاقة المسلمين في الغرب –بدرجة أقل- يعبر مثلاً بعض الأحيان عن مثل هذا التصادم صعوداً وهبوطاً، وهناك أيضاً صراعات تاريخية تعاود الظهور من فترة لأخرى كالصراع الأيرلندي الشمالي، أو الصراع الهندي- الباكستاني، وإن كان لا يزال يحتفظ بطابعه السياسي إلى الآن. الرفض الشديد لنظرية هنتغتون كان لأسباب عدة أهمها الأسباب السياسية، وتفسيرها بمفهوم عنصري، ولكن للأسف الشديد، فإن الكثير من الوقائع تفسرها. الإشكالية في تصديق الواقع لنظرية هنتغتون أنها تفتح مجالا كبيراً للخطابات المتشددة دينياً، فخلق خطوط التماس على أسس دينية طالما نظرت له المجموعات المتطرفة دينياً، التي ترى العالم «مقسوما بين فسطاطين» أو «إما معنا أو ضدنا». إفراغ الصراعات من طابعها السياسي، واتخاذها طابعاً دينياً لا يؤثر في حدة الصراع ودينامياته فحسب، بل له تأثير اجتماعي يرتبط بالحياة اليومية للناس العاديين، الذين يتم إقحامهم في الصراع بحكم أخويتهم الدينية فحسب، وهو ما يشكل صبغة جديدة للصراعات السياسية، تتغذى منها، وكما أشرنا المجموعات المتطرفة من كل الأطراف، ويكون خطابهم الأكثر قبولاً، مقارنة بكل الخطابات الأخرى.
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...