«Wran Sade» مثال يحتذى به

شاهدنا قبل عدة أيام قيام مجموعة من الشباب القطري المبدع بإطلاق حملة للتوعية المرورية تحت اسم «Wran Sade» بهدف معالجة مشكلة أصبحت تؤرق كل فرد من أفراد مجتمعنا المحلي، لا سيما مع عدد الضحايا المتزايد من حوادث السير. وما أود التطرق له هنا هو الفكرة والأسلوب الجديدان للحملة، ابتداءً من اسم الحملة، وهي كلمة قطرية تعني «السير بعكس الاتجاه»، انتهاء بتنفيذ الحلقات باستخدام تقنية الرسوم المتحركة التي تجسد المشاكل والقضايا اليومية للطريق والمرور بشكل عام، وبثها على الإنترنت، وهذا الأسلوب المبتكر يبرهن عن مدى عمق الإبداع لدى الشباب في دولة قطر، وكيف يمكن للشركات ورجال الأعمال وجميع جهات الدولة استغلاله بكافة الأشكال والألوان، بهدف توصيل رسائلهم بشكل ذكي وفعّال إلى المجتمع. هذه الفكرة ليست بجديدة على شباب يملكون هذا الفكر والطموح، وبمعرفتي الشخصية بهم وجدت فيهم طاقة لقهر المستحيل، وإبداعاً متدفقاً لوضع بصمة إيجابية في قطر، والمساهمة في حل مشكلة حاولت الكثير من الحملات السابقة المساهمة في حلها دون جدوى، وهناك الكثير من الشباب المبدعين الذين ينتظرون الفرصة للظهور والنجاح، فمجتمعنا يزخر بهم. إن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم الإعلام المرئي والمقروء والمسموع لإطلاق الحملة والترويج لها، خطوة في الاتجاه الصحيح، وذلك لأن هذه الوسائل أصبحت متصلة ببعضها البعض ولا يمكن إغفال إحداها، كما أن استخدام الأسلوب السهل المبتكر، والزمن القصير لكل حلقة ضمن إيصال الرسالة بشكل مباشر ومقبول لدى الجميع. هذه الحملة هي -بإذن الله- انطلاقة في الاتجاه الصحيح، وتحفيز لكل الشباب للإبداع وتقديم المزيد من هذه الأفكار ذات الأثر المباشر والكبير، وهذا برهان على أن الاجتهاد يجلب النجاح، وبرهان أيضاً على أهمية الاستمرار في الإبداع وعدم الاستقرار على الأساليب القديمة التي قد تصلح لجيل وزمن معينين، ولكن لا تصلح لكل الأجيال، فمواكبة الجديد أمر ضروري دائماً وأبداً. وما أعجبني هو تهافت الكثير من الجهات ووسائل الإعلام لدعم هذه الحملة، والذي برهن على مدى وعيهم بأهميتها، خاصة في هذا التوقيت المهم. وأنا أدعو بقية الجهات للمضي قدماً ودعم مثل هذه الأفكار، ليس بالضرورة في حملات توعوية، ولكن في أي مشروع كان، وذلك لأن الإبداع ليس له إطار محدد ومكان يتألق به. Website: www.waraqati.com