

د. عائشة الكواري: قطر ستقدم نسخة يصعب تقليدها
آمنة السيد: يتعاملون مع دولة قطر بازدواجية في المعايير
د. خالد البوعينين: الجماهير أدركت أن العرب والمسلمين مستهدفون
أمل عبد الملك: الحملات تفضح تعاليهم على العرب
سعد بورشيد: دافع للعمل وإظهار أحسن ما عندنا
أكد مثقفون وأدباء قطريون أن تواصل حملات الافتراءات والتشويه ضد دولة قطر يأتي ضمن حملة مستهدفة تتعرض لها أول دولة عربية وفي الشرق الأوسط تنظم بطولة كأس العالم، وأرجعوا السبب لحقد دفين على الدولة العربية المسلمة، مع تجاهل كامل للإصلاحات التي تشهدها الدوحة.
وقالوا لـ «العرب» إن الحملات الإعلامية الغربية لم تتوقف بالخصوص ضد احتضان قطر لمونديال 2022، وقبل الموعد بأيام خرجت الحملات مضللة وتنشر ادعاءات ليس لها أساس من الصحة ولا تعتمد على أي بيانات حقيقية، معتبرين أن ما يحدث هو «تهجم غربي» على الدولة الخليجية العربية التي تستعد بعد أيام قليلة لانطلاق بطولة كأس العالم.

أصوات حاقدة
ترى الكاتبة والإعلامية أمل عبدالملك أن الحملة على قطر، تعتبر عنصرية من أصحابها تجاه العرب والمسلمين، وأوضحت قائلة: مع اقتراب موعد انطلاق مونديال 2022 تعالت الأصوات الحاقدة على قطر وكأنها تستصغر أحقيتها في الحصول على حق تنظيم كأس العالم، وبالرغم من جاهزية قطر للاستضافة وبشهادة القائمين على الفيفا وعوضاً عن تشجيع المسؤولين للشعوب للاستمتاع بالمباريات نجد البعض منهم يُدلي بتصريحات غير مسؤولة وخالية من الدبلوماسية خاصة عندما تصدر من مسؤولين والذين عبروا عبر تصريحاتهم الأخيرة عن قطر واستضافتها للمونديال وأقحموا موضوع حقوق العمال (الذي تم توضيحه لأكثر من مرة وباعتراف من المنظمات الحقوقية بأن وضع العمال ممتاز)، عبَّر هؤلاء بتصريحاتهم عن عنصريتهم تجاه قطر وربما العرب والمسلمين وكأنه لا يحق للعرب المشاركة في المحافل العالمية وإثبات قدراتهم وإظهار إنجازاتهم للعالم بأسره.
وأضافت: تَحلت قطر لعقود طويلة بعلاقات دبلوماسية ممتازة مع كل دول العالم وكانت حمامة السلام بين الدول المتوترة ونجحت في وضع خطط السلام، فلماذا هذا العداء غير المبرر ومحاربة المونديال حتى قبل بدء الفعاليات والمباريات، أعتقد أن الوقت قد تأخر لسحب الاستضافة أو تغيير الوجهة أو التأثير على الفيفا التي كانت مشرفة على كل صغيرة وكبيرة في تحضيرات المونديال.
إلى ما سبق أضافت الإعلامية القطرية قائلة: الغرب آخر من يتكلم عن الحقوق الإنسانية فهم يسلبون العرب والمسلمين حقوقهم الإنسانية ويوصمونهم بالإرهاب، ناهيك عن تاريخ استعماري وقتل للأبرياء، بالإضافة إلى عدم تحديد موقفهم من القضية الفلسطينية وعدم سعيهم لحصول الفلسطينيين على حق العيش بسلام في بلدهم فهذه القضية المتوارثة منذ الأزل. لم يسّلطوا الضوء عليها في حين أن قضية العمال المزعومة والملفقة في قطر تؤرقهم وجعلتهم يفتعلون أزمة دبلوماسية دون مبرر ودون حقائق يستندون عليها. وتابعت: تصريحات أمثال هؤلاء مسيئة لهم كأشخاص مسؤولين ومسيئة لبلادهم وتفضح العنصرية المتأصلة فيهم وتعاليهم على المجتمعات العربية وانتهاكهم حقوق الإنسان في العالم العربي.

نشر الحقائق
بدورها قالت الكاتبة آمنة السيد إن حكمة القيادة الرشيدة في قطر هي التي ساهمت في نشر الحقائق وتوضيحها للعالم بأسره، لكن البعض لا يريد الاقتناع بسبب حقده الدفين على كل ما هو عربي وإسلامي، وأوضحت آمنة قائلة: دولة قطر دولة فتية رسمت لنفسها خطة أخذتها للعالمية بدأتها بدراسة واقعها وعملت على تنفيذها وارتأت أن تكون في مصاف الدول العالمية.. فكان أن توجه العالم كله بأنظاره لها، ومن هنا بدأ المجتمع العالمي ينقسم إلى قسمين فكان القسم الأكبر هو الداعم والمشجع والناظر بعين الجمال لكل ما تبنيه دولة قطر.
وأضافت: كان هناك قسم بسيط جدا رأى أنه ليس من حق دولة فتية تملك المليارات ودولة عربية ومسلمة قادرة على تنظيم كأس عالم، فبدأت بالغمز واللمز ومن ثم توجيه أصابع الاتهام وتلتها بالنهش بالمخالب، ولكن تبقى حنكة وحكمة السياسة القطرية ثابتة قوية وعظيمة في مخاطبة هذه العقول وتلك والرد عليها بجميع السبل بالتقارير والصور في الإعلام بالنماذج الإيجابية من المجتمعات الغربية والعربية، وبالتحفيز المستمر لكل ما من شأنه دعم دولة قطر في الدفاع عن هدفها المشروع بكل أحقية من خلال خطوات مدروسة تقوم بها فاختارت وجوها إعلامية تمثل هذا الكأس وتدعمه إعلاما ونشرا ونماذج.. فصنعت ملاعب عالمية تراثية الهوى، وجادت بتبرعات وإنجازات بأيدٍ كريمة في الخير لجميع دول العالم المستحقة مثل أفريقيا وغيرها.
وتابعت آمنة: الإصلاح الذي تبنته دولة قطر في جميع المجالات التي هوجمت فيها يدل على رغبتها بإزالة كل العوائق التي تم انتقادها فيها واعتبرتها دولة قطر علامة على حسن النية بهدف الإصلاح كدولة سفيرة للرياضة في العالم أجمع تستقطب كل العالم وتفتح ذراعيها لكل موهوب ومثقف وإعلامي.
إلى ما سبق قالت الأستاذة آمنة: ومن هنا أقول لكل من اعترض على استضافة الدولة الفتية قطر وطلب مقاطعة حضور المباريات في أرضها وعدم وضع شاشات العرض لجماهير هذه الدول في أراضيها، إنكم تتعاملون بازدواجية، فلماذا تجنون الثمار من وراء اقتصادها كأكبر الداعمين لكم وفي ذات الوقت ترفضون مشاركتها كسفيرة للرياضة في العالم.
حملات التشكيك
المؤرخ والباحث الدكتور خالد البوعينين قال إن قطر تتصدى منذ حظيت بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 للكثير من حملات التشكيك التي طالت منحها الاستضافة التاريخية الأولى في المنطقة العربية. واعتبر الدكتور البوعينين أن التصريحات بخصوص حقوق العمال في قطر جانبها الصواب، و تفتقر إلى الدقة والمصداقية فضلاً عن مخالفتها لأعراف الدبلوماسية. وأضاف د. البوعينين: بالعودة إلى التاريخ تكتشف أن الغرب بالخصوص كان دائماً يحرك أدواته السياسية وأذرعه الإعلامية لمعارضة من يريد خاصة تنظيم كأس العالم مثلما فعل مع جنوب أفريقيا سنة 2010، لأنه بلد أفريقي، وفعل مع البرازيل سنة 2014، ثم روسيا في 2018 لدواعي غياب الأمن وتفشي الفقر في هذه البلدان، قبل أن يبدأ اللعب على وتر الرطوبة والحرارة، ثم حقوق الإنسان والعمال، منذ فازت قطر بحق تنظيم البطولة، واستمر التشويه والتشويش إلى اليوم، قبل بضعة أسابيع من الموعد رغم كل الجهود والنوايا الحسنة.
وتابع: من جهتي أعتبر أن الحملات التي تتعرض لها قطر هي بدافع عنصري ضد كل عربي وإسلامي، وبالنظر إلى التفاعل العربي الأخير عبر منصات تويتر، ووسائل التواصل الاجتماعي وحملات المؤازرة من العرب سواء المقيمين داخل الدولة أو من الدول العربية فإننا نشهد وعيا كبيرا من الجماهير العربية وفطنة بأن مونديال الدوحة هو مونديال العرب، وأن المستهدف ليست الدوحة أو قطر بل هي الأمة الإسلامية والوطن العربي.
إلى ما سبق أضاف الدكتور البوعينين: قطر من الدول الرائدة التي وفرت بيئة تشريعية رائدة لخدمة العمال، ومن الدول الرائدة في هذا المجال، وقد أنشأت الدولة محكمة عمالية خاصة بالعمال، إضافة إلى سرعة الفصل في هذه القضايا وإنشاء صندوق دعم العمال، منظمة العمل الدولية وعلى موقعها الرسمي أشادت بالقوانين المحدثة والبنية التشريعية المتعلقة بالعمال في دولة قطر، وأكدت أن القوانين نموذج يحتذى به.
نسخة يصعب تكرارها
من جانبها ذكرت الدكتورة عائشة جاسم الكواري مدير الملتقى القطري للمؤلفين بأن الرد على تلك الحملات سيكون من خلال العمل على تحقيق أفضل نسخة من بطولة كأس العالم، وقالت إن قطر ستنظم نسخة يصعب تكرارها، وقالت د. الكواري: ذكر صاحب السمو الأمير المفدى في الخطاب الأخير في مجلس الشورى أن استضافة قطر لكأس العالم ليست حدثا رياضيا فقط بل هي دعوة للتسامح والسلام هناك الكثير من المفردات إلى تسعى دولة قطر إلى ترسيخها. مضيفة أن المونديال يعني دعم الاقتصاد الوطني وهو دعم حقيقي للكثير من الدول الصديقة، وأي حملات تشويه ضد استضافة قطر لهذا المحفل الدولي سنقابلها بكثير من العمل والاستعداد بكل ما أوتينا من قوة ومن خطط إستراتيجية ومن سياسة داخلية وخارجية وتلاحم الشعب أيضا لإنجاح هذه البطولة والإصرار على تحقيق النجاح والإبهار. ونحن على يقين بإذن الله سبحانه وتعالى من نجاح بطولة كأس العالم وأن يكون كأس العالم 2022 في قطر نسخة من الصعب تكرارها.
الثقافة والعادات العربية
واعتبر أستاذ الدراما والفنان القطري سعد بورشيد أن الرد على الحملات التي تتعرض لها دولة قطر جاء من كل مواطن قطري وكل عربي مقيم على أرضها ومن العرب من شتى بقاع هذا الوطن الكبير، وأكد أن دولة قطر من خلال هذه البطولة ستمثل الثقافة والعادات العربية وتسعى لتمثيل العرب أحسن تمثيل، وأضاف الفنان بورشيد قائلا: ما تتعرض له قطر هو حملة غير مسبوقة، لكنها دافع لنا للعمل لإخراج أحسن ما لدينا والعمل على إظهار الأحسن، وأكد أن دولة قطر حكومة وشعبا رفعت التحدي لإنجاح هذه البطولة وبشائر هذا النجاح باتت واضحة للعيان. وطالب أستاذ الدراما بأنه لا تتم المساهمة في الترويج لكل ما يتم تداوله من الحاقدين وطالب بعدم تداول تلك التصريحات ولو من باب الرد عليها، معتبرا أن العمل في صمت يكون أكثر جدوى.