شهد قطاع السياحة في دولة قطر انتعاشاً كبيراً وارتفاعاً قياسياً في عدد الزوار خلال الأشهر الماضية بعد تخفيف القيود المفروضة على السفر بحسب التقرير الرُبعيّ الأخير الصادر عن قطر للسياحة في الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022.
ويعكس تزايد أعداد الزوار القادمين إلى دولة قطر تعافياً ثابتاً للحركة السياحية، واستعادتها لمستويات ما قبل الجائحة في ظل التحديثات الجديدة على سياسة السفر وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد نجاح الدولة في مكافحة جائحة فيروس «كوفيد - 19»، وتخفيف القيود والإجراءات الاحترازية، الأمر الذي عزز من حركة السفر والسياحة وكان له بالغ الأثر في إحداث قفزة كبيرة خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث ارتفع عدد القادمين من مختلف الدول ليصل إلى 316 ألفا بنهاية مارس على الرغم من انتشار متحور أوميكرون وتأثيره على عدد القادمين في يناير وفبراير الماضيين.
وشهدَ القطاع السياحي في قطر تعافيًا ملموسًا منذ نهاية العام الماضي وخلال العام الحالي، وهو ما أثبتته إحصاءات وتقارير جهاز التخطيط والإحصاء، حيث بلغ إجمالي عدد الزوّار خلال شهر مارس 2022، 152.772 زائرًا، مقابل 17.782 زائرًا بنفس الشهر من 2021، وبنسبة زيادة تقدر بـ 759.1% على أساس سنوي.
قفزة نوعية بالربع الأول
وخلال مارس الماضي، بلغَ عدد الزوار والوافدين من دول مجلس التعاون 52.691 زائرًا، مقارنة بنحو 2.670 زائرًا في نفس الشهر من عام 2021، وهي قفزة نوعية ضخمة، كما ارتفع عدد الزوار من الدول العربية الأخرى من 1.096 زائرًا في مارس 2021 إلى 11.736 زائرًا في مارس 2022، أما زوار الدول الأفريقية فقد بلغ عددهم في مارس الماضي 3.173 زائرًا مقارنة بنحو 346 زائرًا في مارس العام الماضي، وبالنسبة للدول الآسيوية الأخرى وأوقيانوسيا فقد بلغ عدد زائريها في مارس 2022 حوالي 36.969 زائرًا مقارنة بنحو 7.399 زائرًا في مارس 2021، كما بلغ عدد الزوار والوافدين من أوروبا في مارس الماضي 37.498 زائرًا مقارنة بنحو 5.418 زائرًا في مارس 2021، أما عدد زوار الأمريكتين فقد بلغ في مارس 2022 نحو 10.705 زائرين مقارنة بنحو 853 زائرًا في مارس 2021.
729 ألف زائر
وفي السياق سجل عدد زوار قطر ارتفاعاً قياسياً خلال النصف الأول من العام الجاري بواقع 729 ألف زائر بنسبة زيادة بلغت 19% مقارنة بإجمالي عدد الزوار في عام 2021 بأكمله حيث قفز عدد الزوار الدوليين في شهر يونيو الماضي إلى 149 ألف زائر، وهو الأعلى بين أشهر الصيف خلال السنوات الخمسة الماضية.
وشكل عدد زوار قطر القادمين عن طريق الجو النسبة الأكبر بـ 59% ما يقدر بـ 88 ألفًا عبر مطار حمد الدولي، بينما وصل 34% عن طريق البر (51 ألفًا) من خلال معبر أبو سمرة الحدودي، ونحو 6% عن طريق البحر (10 آلاف).
أبرز الأسواق الوافدة
وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة أبرز أسواق السياحة الوافدة إلى قطر في شهر يونيو بنسبة 26 %، وتليها الهند بنسبة 10%، ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 5%، وعُمان بنسبة 5%، والمملكة المتحدة بنسبة 4 %، والإمارات العربية المتحدة بنسبة 4%، والكويت بنسبة 4%.
الرحلات البحرية
كما شهد يونيو الماضي نهاية موسم الرحلات البحرية الشتوية في قطر، والذي امتد من ديسمبر 2021 إلى يونيو 2022، حيث استقبلت الدولة 101 ألف زائر بحري من خلال 34 زيارة قامت بها بواخر سياحية، ويمثل ذلك حوالي 12% من إجمالي عدد الزوار الذين قدموا إلى قطر خلال نفس الفترة من العام الماضي.
قطاع الضيافة
وأظهرت بيانات قطر للسياحة، تحقيق قطاع الضيافة عوائد إيجابية، حيث بيعت 3.1 مليون ليلة فندقية حتى يونيو 2022 مقابل 3.2 مليون ليلة فندقية حتى يونيو 2019 (مستويات ما قبل جائحة كورونا)، فيما يتزايد المعروض من الغرف بشكل ثابت حيث سجل 30 ألف غرفة حتى يونيو الماضي.
الفعاليات والعروض
وأرجعت قطر للسياحة زيادة معدلات تدفق الزوار إلى الفعاليات والعروض السياحية الفريدة التي أقيمت على مدار العام الحالي خاصة خلال مواسم الأعياد مثل عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى والتي نجحت في تحقيق هدفها باستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار الراغبين في الاستماع بأجواء العيد في قطر، مشيرة إلى أن أعداد الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي شكلت ما نسبته 54% من إجمالي عدد زوار قطر الدوليين خلال شهر مايو الماضي، أي أكثر من النصف، وقد قدم معظمهم من المملكة العربية السعودية نظرا لقرب المسافة بين البلدين وسهولة الوصول إليها.
وقال برثهولد ترينكل، الرئيس التنفيذي للعمليات في قطر للسياحة: «شهدنا خلال النصف الأول من العام زيادة بنسبة 19% في عدد زوار قطر مقارنة بإجمالي عدد الزوار في عام 2021 بأكمله، ونتوقع زيادة تدفقات الزوار بشكل أقوي في النصف الثاني من العام الجاري، نظرا لانطلاق كأس العالم FIFA قطر 2022 وهي البطولة الأولى التي تقام في العالم العربي».
ويمثل 2022 عاماً محورياً في مسيرة نمو القطاع السياحي في دولة قطر خاصة مع تصنيفها كإحدى الوجهات الأسرع نمواً في العالم، لاسيما فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وإنشاء مرافق جديدة للضيافة والتسوق والمرافق الثقافية والتعليمية وهو مؤشر لما يمكن تحقيقه من جذب المزيد من الزوار وتحقيق أهداف قطر للسياحة بمزيد من الاستثمار في القطاع.