

وقع المستشفى الأهلي، صباح أمس، مذكرة تفاهم مع مصنع تدوير الإلكترونيات في قطر، أول مصنع من نوعه في قطر متخصص في تدوير الالكترونيات في الدولة، بهدف إعادة تدوير الأجهزة غير الصالحة للاستخدام، بدلًا من تحولها إلى نفايات مضرة بالبيئة. وقع مذكرة التفاهم كل من سعادة الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس إدارة مصنع تدوير الإلكترونيات « ERF» والسيد خالد العمادي الرئيس التنفيذي للمستشفى الأهلي. وجرت مراسم التوقيع بمقر المستشفى الأهلي، وتهدف مذكرة التفاهم إلى تدوير الإلكترونيات بجميع أنواعها دون انتقائية، سواء الأجهزة الكهربائية المعتادة أو الأجهزة الإلكترونية المعقدة (WEEE)، الأمر الذي يعزز مكانة دولة قطر كواحدة من أكثر الدول تقدمًا في معالجة الأزمات البيئية العالمية المتفاقمة.
خالد العمادي: خطوة ترسخ قيم التنمية الشاملة
أعرب السيد خالد العمادي الرئيس التنفيذي للمستشفى الأهلي عن فخره لدعم مثل هذا النوع من الشراكات المجتمعية، التي من شأنها أن تساهم في تحقيق رؤية قطر 2030، وحماية البيئة وتوازنها الطبيعي من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لكافة الأجيال.
وقال العمادي: إن توقيع مذكرة التفاهم جاء لتنظيم التخلص من النفايات الإلكترونية، ويمثل ترسيخًا للقيم والسلوكيات التي تساعد في تحقيق الاستدامة البيئية، وضمان ظروف بيئية مناسبة للجميع ومستقبل أخضر بما يتماشى مع رؤية الدولة في الحفاظ على البيئة.
وأضاف: تهدف المذكرة بالأساس إلى تدوير الأجهزة الإلكترونية المستهلكة الموجودة بالمستشفى الأهلي بشكل متراكم منذ سنوات، بحيث ستتم إعادة تدويرها بطريقة آمنة للبيئة، أو إعادة استخدامها كمواد خام عن طريق المصنع.
وأكد أن المستشفى الأهلي أراد من خلال هذه المبادرة أن يساهم في التخلص الآمن من النفايات، بهدف تحقيق الاستدامة البيئية، خاصة أن مصنع تدوير الإلكترونيات في قطر، يعد الأول من نوعه في الدولة في تدوير النفايات الإلكترونية.
وأشار إلى أن المستشفى يعمل على التخلص الآمن والسليم من الأجهزة الإلكترونية، التي قد تكون ضارة بالبيئة لاحتوائها على مختلف المواد التي تؤثر سلباً على البيئة، مضيفاً: وقع المستشفى الأهلي هذه المذكرة للنفع العام لصالح المستشفى والمصنع والمجتمع بصورة عامة، خاصة أن لدينا كمية من الأجهزة الإلكترونية والطبية القديمة التي تحتاج بالفعل إلى إعادة تدوير.
حمد بن عبدالعزيز: قدرة المصنع الاستيعابية 45 ألف طن سنوياً
أكد سعادة الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن ناصر آل ثاني حرص مصنع تدوير الإلكترونيات في قطر على توقيع اتفاقيات، ليس فقط مع المستشفى الأهلي بل مع العديد من مؤسسات الدولة، وقال: «إن إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية غير الصالحة للاستخدام، هي واحدة من القضايا التي تحظى بالكثير من الاهتمام، ويتم تناولها في جميع أنحاء العالم، بسبب قدرتها على الحد من المخاطر البيئية والتلوث، والحفاظ على حياة البشر وصحة الكائنات الحية الأخرى. وقال إن النفايات الإلكترونية تطلق سموم المعادن الثقيلة في التربة والمياه الجوفية والهواء، وتؤثر على النباتات والأشجار التي تنمو في التربة، حيث تتسرب إلى المياه الجوفية، كما أن إحراق المخلفات الإلكترونية يطلق في الجو هيدروكربونات تعمل على تلويث الهواء الذي تعتمد عليه حياة الإنسان والحيوان.
وأضاف: كما تحتوي النفايات الإلكترونية على مواد كيميائية ضارة مثل الزئبق والرصاص والتي تتسلل إلى المصادر الغذائية للإنسان، من خلال المياه والنباتات، وتتسبب بتشوهات الأجنة واختلالات في الدماغ والقلب والكبد والكلية والأعصاب، كما تسبب أضرارًا للجهاز التناسلي والهيكل العظمي. ولفت إلى أن المصنع لديه خطة للتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتدوير هذه الأجهزة الإلكترونية، لاسيما ونحن أول مصنع من نوعه في قطر متخصص في هذا المجال. وأكد أن قدرة المصنع الاستيعابية تصل إلى 45 ألف طن سنويًا، مشيرًا إلى وجود حملات توعوية في وسائل الإعلام من مخاطر النفايات الإلكترونية وضرورة التخلص السليم والآمن منها.
ولفت سعادته إلى أن المصنع ينتج المواد الخام الناتجة عن إعادة التدوير ويقوم ببيعها في السوق للاستفادة منها في المشاريع، بجانب وجود إمكانية لتصدير هذه المواد الخام للخارج بعد كفاية السوق المحلي، مشيرًا إلى وجود كوادر فنية على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة والقدرة على التعامل مع مختلف النفايات.
وأوضح سعادة الشيخ حمد بن عبدالعزيز آل ثاني أن عملية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية تساعد على استعادة المواد القيمة من المنتجات الإلكترونية القديمة والتي لم تعد مستخدمة، وهذا بدوره يوفر الموارد الطبيعية ويحافظ عليها، حيث يمكن لأصحاب المصانع الحصول على المواد الخام من النفايات المعاد تدويرها، وبالتالي توفير خيرات الأرض للأجيال القادمة.
جمال حماد: النفايات الإلكترونية مصدر قلق عالمي خطير
قال السيد جمال حماد نائب الرئيس التنفيذي بالمستشفى الأهلي: إن النفايات الإلكترونية مصدر قلق عالمي خطير للعديد من الأسباب، لما لها من تأثير مباشر وقوي على البشر والحياة على الأرض بشكل عام.
وأضاف، نحن كمؤسسة صحية نسعى للمساهمة في جهود مكافحة تكدس النفايات الإلكترونية ونشر ورفع الوعي بتأثيرها على الصحة، لا سيما صحة الأطفال؛ وأنه من واجبنا توفير وخلق مسار قانوني وتنظيمي محلي ومبادرات لتنظيم النفايات الإلكترونية.