هل وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم؟

alarab
تحقيقات 31 ديسمبر 2021 , 12:20ص
حنان غربي


«وراء كل رجل عظيم امرأة».. لطالما تردد هذا القول على مسامعنا، ولطالما افتخرت نساء قيل لهن إنهن السند وسبب النجاح.  لكن لا تقتصر تلك المقولة السائدة التي دائما تصل إلى أسماعنا، على الرجال فحَسبْ، بل يمكننا أن نراها مقلوبة وصائبة في الآن نفسه، إذ إن كثيرا من السيّدات تميّزن في مجال عملهن، ليصبحن علامة يُشار إليها بالبَنان بمجرد الحديث عن التميز والتألق في مجال ما.  وفي هذا التحقيق طرحنا على ضيوفنا سؤالا: هل صحيح أن وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم، أم أن الأمر يرتبط في الأساس بوجود أسس نجاح عند المرأة نفسها، وعزيمة جعلتها تنجح سواء كان هناك رجل عظيم وراءها أم لا؟. نستعرض هنا نماذج لسيدات يرجعن عظمة ما وصلن إليه إلى «رجل»، يربت على أيديهن لإثبات أنفسهن مجتمعياً وشخصياً، حتى أصبح كل ما لهن في هذه الحياة.

الإعلامية إيمان الكعبي: زوجي ساعدني في حياتي المهنية

الإعلامية إيمان الكعبي تؤكد من خلال تجربتها الشخصية أنه فعلا وراء كل امرأة عظيمة رجل، وخلف نجاح أي امرأة رجل عظيم، مثلما أن خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فهما مكملان لبعضهما البعض، وليس شرطاً أن يكون زوجاً وراء المرأة الناجحة، لكي تبدع في مجال عملها أو دراستها أو مجتمعها على نطاق أوسع، فمن الممكن أن يكون هناك أب ومربٍ فاضل يصنع من ابنته نموذجاً صالحاً، ويدفعها للنجاح في نطاق مجتمعها»، مشيرةً إلى أنه حتى الزوج الصالح يمكن المرأة ويساعدها على تفجير طاقاتها، بغيةَ اثبات نفسها وإثبات ذاتها مهنياً ومجتمعياً.
إلى ذلك تضيف إيمان: يحق لي ان افخر بوجود زوج متفهم مساند إلى جانبي في جميع مراحل حياتي المهنية او حتى من خلال تطوعي، اعتبره هو الداعم الحقيقي لي وهو الذي له الفضل من بعد الله فيما وصلت له اليوم من نجاحات فهو من ساندني في بدايات مشواري في العمل الإعلامي ووقف إلى جانبي مشجعا وناصحا واحيانا كثيرة مهونا علي بعض الصعاب التي واجهتني، تفهم زوجي طبيعة عملي في الإعلام وشجعني وآمن بي وبقدراتي، كنت وما زلت استشيره في جميع ما ما أفكر فيه نرسم مع بعضنا المستقبل ونضع الخطط والأهداف حتى في تربية أولادي لا أنكر وقفاته معي في أصعب المراحل التي قد تمر بها المرأة في هذه الفترة تحديدا، فكان دائما نعم الزوج والأب والأخ والصديق وأذكر حتى في بداياتي في التطوع لم يقف يوما في طريقي وكان يسمح لي بالسفر والتنقل والعمل في ظل ظروف صعبة، وما حققته من نجاح كان له فيه الفضل الكبير. وأضافت إيمان: وحتى عندما قررت مواصلة دراستي العليا فكان زوجي هو السند وهو الداعم وهو من يحفزني على المواصلة والاستمرار.

غادة النعمة: نجاح الزوجة لصالح كل الأسرة

السيدة غادة النعمة ابتدأت حديثها معنا بقولها إنها تؤيد بشدة العبارة القائلة وراء كل امرأة ناجحة رجل، وقالت غادة إنه إذا كان الزوج متفهماً لزوجته ومتفقاً معها في غالبية الأمور فهو سيكون أكبر عون لها بعد الله، ويزرع في حياتها ومستقبلها كل بوادر النجاح والأمان، بل وسيقف معها في الضراء قبل السراء، ويدعمها خيّر دعم ليكون بذلك خير زوج إلى خير زوجة، كما قال سبحانه وتعالى: «الطيبون للطيبات».
 وتسترسل السيدة غادة: إصرار زوجي على إثبات نفسي مهنياً وممارسة هواياتي دفعني للعودة إلى عالم العمل وأنا التي كنت قد تقاعدت مبكرا من عملي بسبب رغبتي في التفرغ لأبنائي وأسرتي، خصوصا أنه كان لدي طفل يحتاج إلى رعاية خاصة. وبقي ملازماً لخطواتي حتى أسست مركزي الخاص للتدريب الذي حققت من خلاله شغفي وطموحي، وكان زوجي يدعمني منذ البداية، وكان يسهر على تخليص كل المعاملات الورقية والرخص، وباشرت عملي، وكان هدفه الأول في ذلك هو تحقيق طموحاتي والاستمرار بجني ثمارها قبله، دون أن يمنعني أو يوهن بريق شمعة أحلامي للحظة واحدة.
وخارج إطار العمل تقول السيدة غادة: تربطني بزوجي علاقة توافق كبيرة، إضافة إلى اعتمادنا على أسلوب الحوار والنقاش، فهو يناقشني في أعمالي الخاصة، وأنا كذلك، وهو لا يتخذ أي قرار عائلي دون أن نتناقش فيه وننظر فيه ونختار الأحسن، والرأي الأرجح، فأحادية القرار غير موجودة عندنا، لأن الشريك يجب أن يكون شريكاً في كل شيء، فعليه أن يدعم نجاح شريكه في كل شيء وأن يكون شريكاً في نجاحاته، لأن هذا النجاح هو نجاح لهما معاً وللأسرة ككل التي هي فريق واحد، ويعني نجاحا للمنظومة الأسرية كاملة.

وجيبة القحطاني: الرجل هو السند في كل مراحل العمر

وجيبة القحطاني تعتبر أن الرجل هو السند والعضيد للمرأة سواء في الحياة المهنية والعلمية أو في كل المراحل العمرية، بدءا من الطفولة وحتى الكبر، فالطرف الآخر الذي هو الرجل يمكن أن يكون بأي صفة من أب أو أخ أو زوج، ونحن في مجتمعاتنا ننظر إلى الرجل على أنه مصدر للقوة، فالمرأة عندما يكون معها رجل سواء كان الأب أو الزوج فإننا نعتبر أن هذه المرأة لديها قوة تسندها.
إلى ذلك تضيف وجيبة أن الرجل في حياة المرأة عون لها على كافة ما تواجهه سواء من المجتمع أو مصاعب مهنية أو من الناس. وأقرب مثال لذلك هو السيدة الموظفة، إذا لم يكن هناك تعاون بينها وبين زوجها، فإنه يصعب عليها أن تكمل المشوار وأحيانا يستحيل، فإن وجود الرجل المُحفز بحياة المرأة يمنحها ثقة أكبر، ودوافع للاستمرار، من جهة أخرى ففي مرحلة ما قبل الزواج، يعد وجود الرجل المساند والداعم هو الدافع لتحدي الصعوبات والتغلب على عوامل الإحباط الخارجي مهما تعددت، وبعد الزواج يقوم الزوج بالدور المُكمل والكبير في دعم زوجته، باعتباره يملك تأثيراً أكبر في حياتها الشخصية، ويمكن لتعاظم الواجبات عليها كأم وزوجة، سواء أكانت ربة منزل أم موظفة، أن يؤدي عدم تشجيعه لها ودفعها نحو التميز إلى إحداث دمار على مُجمل حياتها المهنية أو الاجتماعية على حد سواء، نظراً لكل تلك المسؤوليات التي بالإمكان أن تجعلها تتراجع وتتخلف عن امتطاء صهوة جواد أحلامها.
 وتوضح الأستاذة نجيبة أن المرأة دائما بحاجة إلى دعم ومساندة وإلى من يرفد قدراتها ومهاراتها بالإسناد المعنوي، لافتة إلى أن ارتباط المرأة بالزوج عاطفي وأي شيء يصدر منه يعتبر كبيرا بالنسبة لها. ويعزز اهتمام الزوج ودعمه لزوجته إحساسها بأنها مختلفة عن غيرها بالأهمية ويقوي إيمانها بذاتها، مؤكدة أن الأصل في الزوج أن يكون داعما لها في تحقيق أهدافها وأحلامها.
وتشير وجيبة إلى أن وجود زوج داعم في حياة المرأة يعني أنه يتفهم احتياجاتها، وأن يكون رافدا لتحقيق حلمها، الأمر الذي يتطلب أن يكون عند حسن ظنها للدعم المعنوي والنفسي وأن يكون داعما لها في البيت.
وترى أنه على الزوج مناقشة زوجته ومعاملتها حتى تشعر بذاتها، ولا تدخل في دائرة الشك والأنانية، لافتة إلى أن الرجل الواثق من نفسه يمنح زوجته مساحة من الحرية تمكنها من الإبداع.
وتؤكد وجيبة أن كثيرا من النساء الناجحات، خلفهن أزواج داعمون يسهلون لهن سبل النجاح، ويحفزوهن للوصول لأفضل المراكز، معتبرين نجاحهن من نجاحهم وتفوقهن فخر لهم. مضيفة إن دعم الأزواج للزوجات أمر مهم وإيجابي، مبينة أن تقاسم الأدوار بين الأزواج والدعم المعنوي للزوجة يشد من أزرها ويشجعها على المضي قدما.
وتضيف إن قيام الزوج ببعض مهام زوجته كمشاركتها في تدريس الأطفال والواجبات المنزلية من شأنه أن يعطي حافزا جيدا للمرأة.

د. مسعد النجار: عبارة غير صحيحة.. والنجاح لا يعتمد على عوامل خارجية

اعتبر الدكتور مسعد النجار أستاذ الإرشاد النفسي في كلية المجتمع أن عبارة (وراء كل رجل عظيم امرأة أو وراء كل امرأة ناجحة رجل) عبارة غير صحيحة في الاتجاهين، سواء بالنسبة للمرأة أو للرجل، وقال الدكتور مسعد: هذه العبارة غير صحيحة، لأن نجاح الرجل أو المرأة مرتبط بقوة بحاجة كل منهما لتحقيقه، ولا يعتمد على عوامل خارجية.  وأضاف موضحا: إذا كانت حاجة الإنسان قوية وملحة لتحقيق هدف ما أو إشباع حاجة ما فسوف يندفع بقوة ويعمل بجميع الأسباب المتاحة لتحقيق ذلك الهدف أو إشباع تلك الحاجة. والناس المحيطة بالرجل أو المرأة هم عوامل مشجعة او مساعدة.
واستدرك الدكتور مسعد قائلا: كما يمكن لمحيطك أن يكون محفزا ومشجعا فهو قادر على أن يكون من بين العوامل المثبطة أو المعوقة، وبالتالي الآخرون ليسوا أساسا في موضوع تحقيق الذات ولا النجاح، ولا يمكنهم أن يكونوا ركنا من أركان النجاح، وإنما الأساس هو قوة الحاجة والعمل بالأسباب، ولكي نكون من المؤمنين الأقوياء الذين هم خير وأحب إلى الله.
وختم الدكتور مسعد النجار كلامه بنصيحة إلى المرأة والرجل على حد السواء قائلا: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).

جواهر النعيمي: الرجل الصالح نعمة

جواهر النعيمي واحدة من السيدات الناجحات في المجال المهني، تستشعر نعمة الرجل الصالح في حياتها بدءا من وجود الأب الذي كان خير مربٍ. 
تقول جواهر: لا تقتصر تلك المقولة السائدة التي لطالما تهافتت على أسماعنا «وراء كل رجل عظيم امرأة»، على الرجال فحَسبْ، بل يمكننا أن نراها مقلوبة وصائبة في الآن نفسه، إذ إن الكثير من السيّدات تميّزن في مجال عملهن، ليصبحن علامة يُشار إليها بالبَنان بمجرد الحديث عن التميز والتألق في مجال ما، وقبل الوصول إلى الزوج تضيف جواهر هناك أب تربت على يديه هذه السيدة لتصبح ناضجة مسؤولة عن أسرة وأصبح لها كل ما لها في هذه الحياة.
وتستطرد جواهر عن تجربتها الشخصية: الرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض في الحياة، قد لا يكون وجود الرجل في حياة المرأة شرطا من شروط النجاح لكن وجوده يشكل داعما لها وإضافة إيجابية في حياتها. فخلف نجاح أي امرأة رجل عظيم، مثلما أن خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فهما مكملان لبعضهما البعض، وليس شرطاً أن يكون زوجاً وراء المرأة الناجحة، لكي تبدع في مجال عملها أو دراستها أو مجتمعها على نطاق أوسع، فمن الممكن أن يكون هناك أب ومربٍ فاضل يصنع من ابنته نموذجاً صالحاً، ويدفعها للنجاح في نطاق مجتمعها.
وتؤكد جواهر النعيمي أنه إذا كان الزوج متفهماً لزوجته ومتفقاً معها في غالبية الأمور فهو سيكون عونا لها، ويزرع في حياتها ومستقبلها كل بوادر النجاح والأمان، وأنا لا أنسى حين كنت أنشغل بدراستي وكان زوجي يقوم بالاعتناء بأطفالنا لكي أتفرغ لدراستي، وعندما كنت أسافر لحضور مؤتمرات أو فعاليات كان يرافقني وكان يشجعني على النجاح والاستمرار.
وتلفت جواهر إلى أن المرأة يمكنها أن تتميز بدون مساعدة الرجل لكن تفهمه لها ولاحتياجاتها ودعمه تزيد من قدرتها على التحقيق، لافتةً إلى أن تميزها يساهم فيه زوجها بدرجة كبيرة، الذي تحمل ضغوطاتها عند اختيار خطوة دراسة الماجستير، حيث قدم لها المساعدة وشاطرها جميع أعبائها للتوفيق فيما بينها، خاصة مع وجود الأطفال، وانشغالها كل أيام الأسبوع بين عملها ودراستها.
وتستذكر جواهر تجربة والدتها التي تقول إنها أصبحت تعتمد على أبنائها الرجال بعد أن كبروا وأصبحوا السند الأول لها، وتستنج من ذلك أن دور الرجل مهم في حياة المرأة في كل مراحلها العمرية، وهي صغيرة تحتاج إلى وجود الأب والأخوة في حياتها وهي امرأة فوجود الشريك ضروري، وعندما تكبر يصبح أبناؤها هم السند والعزوة.

7 أمور يفعلها الزوج الداعم لشريكة عمره

يلخص الخبراء دور الزوج الداعم لزوجته في سبع نقاط:
1 - تعزيز ثقتها بنفسها: أي تشجيعها أن تكون النسخة الأفضل من نفسها والوثوق بها بأنها تستطيع فعل ذلك، فالزوج الداعم عليه أن يشجع زوجته دائماً لتكون أفضل ولتنجح في حياتها وتطور من شخصيتها وفي عملها.
2- منحها الأمان: فمن المتطلبات الأساسية لأي شخص ليستطيع العيش بسلام وليفكر في تطوير نفسه هو الأمان، فكن لها رجلاً دائماً، ودعها تعلم أنك هنا لحمايتها من أي مكروه.
3- احترام قراراتها واختياراتها واهتماماتها: فلا تفرض عليها رأيك وتقول إنك تدعمها وتود أن تساعدها في التطور، ولا تسخر من اهتماماتها وهواياتها. فهناك من الأزواج من يقررون كل شيء حتى بما يتعلق بلباس زوجاتهم والأطعمة التي يأكلنها!.
4 - الاستماع لها: تحتاج المرأة بالذات للاستماع كنوع من أنواع الاحتواء والدعم، ففي كثير من الأحيان تتكلم المرأة بموضوع أو مشكلة معينة بقصد الفضفضة فقط باحثة عن الاستماع الجيد الذي يريحها، وليس لتلقي النصائح والحلول، فلتكن آذانك صاغية لها.
5 - إشباع حاجاتها العاطفية: من المتطلبات الأساسية لأي إنسان لكي ينجح هو أن يتم إشباع حاجاته العاطفية.
6- تقدير عملها: فهناك من الأزواج من يعتبرون عمل المرأة مجرد سبيل لتسليتها؛ فلا يقدرون نجاحها في العمل ولا إنجازاته، وكأنها تفعل أمراً غير مهم، هذا يقلل من شأنها ويقلل من عزيمتها للعمل والإنجاز.
7- المرونة والتسامح: فتجاوز عنها إن قصرت في شؤون المنزل أو الأسرة أو الأطفال قليلاً، وكذلك إن تكلمت عما يخص عملها معك. وكن مرناً؛ فإن وجدتها مرهقة أو مشغولة فبإمكانك أن تقول لها ألا تعد الطعام لهذا اليوم وأنك ستحضر طعاماً معك وأنت عائد من عملك، فكن مرناً ولا تكون نكدياً.