احتفالا بمرور 20 عاما على بدء مؤتمرات نموذج الأمم المتحدة بجامعة جورجتاون في قطر (GMUN)، حقق مؤتمر هذا العام الذي عقد الأسبوع الماضي أعلى إقبال بمشاركة أكثر من 860 طالبا من 55 مدرسة ثانوية محلية. وقد جمع مؤتمر هذا العام قادة المستقبل من الشباب الواعد بدولة قطر في تجربة شاملة تمحورت حول قضايا «تحقيق التضامن العالمي وإحلال السلام في مناطق النزاعات: أهمية بناء إرادة فردية وجماعية».
أفتتح المؤتمر بترحيب حار، بدءا من الطالبة نجلاء عبد الهادي (دفعة 2025)، نائب الأمين العام لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بجامعة جورجتاون في قطر، واعقبها كلمة «أندرو هينلي»، الرئيس التنفيذي للعمليات بالجامعة. وسادت القاعة أجواء حماسية حيث ألقت خريجة الجامعة الدانة الملا، (دفعة 2012)، وهي الآن محامية ودبلوماسية رفيعة في وزارة الخارجية القطرية، كلمة رئيسية حماسية، تحدثت فيها عن قوة الدبلوماسية والمسارات التي يمكن أن تتيحها مؤتمرات نموذج الأمم المتحدة في جورجتاون للطموحين بأن يكونوا صانعي التغيير المرتقبين.
وقالت نجلاء في كلمتها: «أنتم في طليعة العمل لإيجاد حلول جديدة للمشاكل التي تبدو مستعصية على الحل»، وأضافت رسالة تشجيع مستمدة من تجربتها الخاصة كطالبة مهتمة بالقضايا الدولية: «عند رؤية الدمار في جميع أنحاء العالم اليوم، قد يشعر البعض منا بالعجز، لكنني آمل أن تقدم هذه الأيام المقبلة دفعة قوية. فأنتم كشباب ملتزمين بفهم العالم من حولكم، لديكم فرصة حاليا لمغادرة هذا المؤتمر بعد الانتهاء وأنتم أفضل استعدادا لإيجاد حلول، أينما كنتم، وأنتم محاطون بأقرانكم من جميع أنحاء العالم، وهذا هو المكان المثالي للبدء».
ووجه عميد الجامعة الدكتور صفوان المصري رسالة قوية للشباب الواعد قال فيها: «من خلال هذه المنصة، سوف تتقمصون شخصيات الدبلوماسيين، وتتفاوضون للتوصل إلى حلول لبعض أكثر مشاكل العالم تعقيدا. سوف تتعلمون أهمية الاستماع بإنصات واهتمام، والاشتباك باحترام، والوقوف بحزم وراء قيمكم»، متوقعا مستوى نقاشي مرتفع ليومين من الحوارات والتفاوض العسير.
وانتقل المؤتمر بسرعة إلى العمل، حيث دخل المندوبون إلى غرف اللجان لمناقشة القضايا العالمية الملحة، من حل النزاعات إلى تغير المناخ والمساعدات الإنسانية. وبقيادة رؤساء من طلاب جامعة جورجتاون في قطر، و100 طالب متطوع، تناول هؤلاء الدبلوماسيون الواعدون من الشباب سيناريوهات معقدة، ومارسوا خطاباتهم العامة.
وقال محمد عبد الله النعيمي، وهو طالب في الصف الثاني الثانوي من مدرسة «حياة يونيفرسال للغات»، إن تجربته في نموذج الأمم المتحدة علمته التعاون مع الآخرين، واكتساب الثقة في التحدث أمام الجمهور. وقال: «قبل أول مشاركة لي في مؤتمر نموذج محاكاة الأمم المتحدة، كنت شخصا خجولا جدا»، متذكرا أن «طلاب جامعة جورجتاون في قطر الذين ساعدونا كثيرا في إدارة فعاليات هذا الحدث». وهو يفكر الآن في مسار وظيفي جديد نتيجة لذلك. «لقد فتحت عيناي على عالم السياسة والشؤون الدولية الرائع، والآن أفكر حاليا في تخصص السياسة الدولية».