أكد أنها في أعلى مستوياتها التاريخية.. السفير تساو شياولين: العلاقات القطرية الصينية نموذج للتعاون الودي بين الدول

alarab
محليات 30 سبتمبر 2025 , 01:22ص
هشام يس

في أمسية مفعمة بالبهجة والاعتزاز، أشاد سعادة السفير تساو شياولين سفير الصين لدى الدولة، بالعلاقات بين الدوحة وبكين، ووصفها بأنها في أعلى مستوياتها التاريخية. 
وأكد خلال احتفال السفارة الصينية بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، على عمق الشراكة الاستراتيجية بين بلاده وقطر.
واعتبرها نموذجا للتعاون الودي بين الدول، مشيرا إلى أن البلدين يدعمان بعضهما بثبات في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، موضحاً أن بكين أدانت بشدة الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وعبرت عن دعمها الراسخ لسيادة قطر وأمنها الوطني.


أوضح سعادة السفير أن الصين ظلت أكبر شريك تجاري لقطر وأكبر مقصد لصادراتها لخمس سنوات متتالية، لافتا إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري من 10.6 مليار دولار في 2014 إلى 24.22 مليار دولار في 2024، بنمو تجاوز 128%.
وأشار إلى شعبية السيارات الصينية في السوق القطري، وزيادة عدد السياح الصينيين إلى 97 ألفا في 2024، بنمو سنوي 77%. وأشاد بحيواني الباندا «سهيل» و»ثريا»، اللذين أصبحا رمزا للصداقة بين الشعبين. 
ودعا إلى مواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، وتعزيز السلام والتنمية في المنطقة. 
وقال: «نتمنى معا لجمهورية الصين الشعبية الازدهار والرخاء، ولدولة قطر التطور السلمي المستمر، ولشعبي الصين وقطر السعادة والصحة، ولصداقة الصين وقطر الاستمرار إلى الأبد»
وحضر احتفال السفارة الصينية سعادة الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، وزير التجارة والصناعة، وسعادة السفير إبراهيم بن يوسف عبدالله فخرو، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، إلى جانب أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية لدى دولة قطر.

76 عاما من الإنجازات التاريخية

استعرض سعادة السفير تساو شياولين، المسيرة الحافلة بالإنجازات التي قطعتها جمهورية الصين الشعبية على مدى 76 عاما، مشيرا إلى أن الحزب الشيوعي الصيني وحد وقاد الشعب الصيني في كفاح مثابر، محققا «قفزة تاريخية من النهوض إلى الازدهار ثم إلى القوة».  وأكد أن هذه الرحلة خلقت «معجزتين نادرتي المثال في العالم: التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد». وأوضح أن الصين نجحت في شق طريق التحديث الصيني النمط المناسب لظروفها الوطنية، مما وسّع سبل الدول النامية نحو التحديث، وقدمت «الحكمة الصينية، والخطة الصينية، والقوة الصينية» لتسوية المشاكل المشتركة التي تواجه البشرية. وأضاف: «حاليا، يسير الشعب الصيني بخطى واثقة مرفوع الرأس في مسيرة جديدة، لدفع بناء دولة قوية ونهضة الأمة بشكل شامل من خلال التحديث الصيني النمط.»

اقتصاد مزدهر ومحرك عالمي

سلط سعادة السفير تساو شياولين، الضوء على التطور الاقتصادي اللافت للصين، مشيرا إلى أنه منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، كان إجمالي الناتج الاقتصادي الصيني يتجاوز عتبة مقدارها 10 تريليونات يوان كل سنة أو سنتين تقريبا. 
وأوضح أنه في غضون أكثر من 10 سنوات، حقق الاقتصاد الصيني قفزة تاريخية من أكثر من 50 تريليون يوان إلى أكثر من 130 تريليون يوان. 
وقال: «في النصف الأول من عام 2025، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين 66 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 5.3%، وهو ما وصفه الاقتصاديون بأنه (أداء فاق التوقعات).»  
وأشار إلى أن الصين ساهمت بنحو 30% سنويا في نمو الاقتصاد العالمي، وأن كل ارتفاع بنسبة 1% في الاقتصاد الصيني يدفع متوسط مستوى الإنتاج في الاقتصادات الأخرى للارتفاع بمقدار 0.3 نقطة مئوية، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي. وأكد أن الصين أصبحت «أكبر محرك لنمو الاقتصاد العالمي».

ابتكار تكنولوجي يعزز مكانة الصين

أبرز سعادة السفير تساو شياولين، التقدم الهائل في الابتكار العلمي والتكنولوجي، وأشار إلى أن الصين عمّقت تنفيذ إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، وحققت إنجازات كبرى في مجالات الفضاء المأهول، استكشاف القمر والمريخ، القطارات فائقة السرعة، ونظام الملاحة «بايدو». 
وتابع: «تشكلت ميزات صناعية في السيارات العاملة بالطاقة الجديدة، بطاريات الليثيوم، والطاقة الكهروضوئية، مع تسريع تطبيق التقنيات المتقدمة مثل الروبوتات البشرية، الميتافيرس، التكنولوجيا الكمية، والاتصالات 6G.»
وأشار إلى أن تقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2025، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، أظهر صعود الصين إلى المركز العاشر، مما يعكس مكانتها كقائد للابتكار العالمي. وسلط الضوء على نموذج DeepSeek للذكاء الاصطناعي ونظام التحكم المتزامن لشركة Unitree، اللذين أحدثا طفرة في هذا المجال. وأكد استعداد الصين لتعزيز التعاون التكنولوجي مع دول العالم لصالح الشعوب.

انتصار في مكافحة الفقر

تناول سعادة السفير تساو شياولين، إنجازات الصين في معركة مكافحة الفقر، موضحا أنه بين عامي 1978 و2019، انخفض عدد الفقراء في الصين بما يقرب من 800 مليون نسمة. وفي عام 2021، حققت الصين نصرا كاملا في هذه المعركة.
وقال: «تخلص 98.99 مليون فقير ريفي وفقا للمعايير الحالية من الفقر، وتمت إزالة صفة الفقر عن 832 محافظة فقيرة، وخرجت 128 ألف قرية فقيرة من قائمة الفقر.. الصين حلت مشكلة الفقر الإقليمي الشامل، وأنجزت المهمة الشاقة للقضاء على الفقر المطلق، محققة هدف الحد من الفقر في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل عشر سنوات من الموعد المحدد، مما قدم مساهمة كبيرة لقضية الحد من الفقر عالميا.»
وأضاف سعادته: «الصين حافظت على خط الأساس المتمثل في عدم حدوث عودة واسعة النطاق للفقر، واستمرت في دفع بناء نهضة الأرياف، مما أتاح للدول النامية الاستفادة من الخبرة الصينية والتعاون مع الجنوب العالمي لدفع تطور هذه القضية.

تأثير دولي متزايد ومبادرة الحوكمة العالمية

تحدث سعادة السفير تساو شياولين، عن التأثير الدولي المتزايد للصين، مشيرا إلى إدراج مفهوم بناء «مجتمع المستقبل المشترك للبشرية» في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لثماني سنوات متتالية، وانضمام أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم إلى مبادرة «الحزام والطريق»، ودعم أكثر من 100 دولة لمبادرات التنمية العالمية، الأمن العالمي، والحضارة العالمية.
واستعرض مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ في اجتماع «منظمة شانغهاي للتعاون بلاس»، والتي ترتكز على خمسة مبادئ: المساواة في السيادة، سيادة القانون الدولي، تعددية الأطراف، وضع الشعب في المقام الأول، وتحقيق نتائج ملموسة. وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز فعالية النظام الدولي لمواجهة التحديات العالمية، مؤكدًا أن الحوكمة العالمية يجب أن تكون شأن الجميع، بعيدًا عن الأحادية والهيمنة.