مؤسسا فرقة الكترومقام لـ العرب: تراثنا الموسيقى غني ونحتاج في وطننا العربي لمشاريع جادة

alarab
المزيد 30 يوليو 2024 , 01:12ص
محمد عابد

أطلقت فرقة «الكترومقام» مؤخرا ألبومها الأول «حضرة ريف» بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية ويعتبر هذا الألبوم الموسيقى وقفة ضد عدم المساواة، حيث يقول مؤسسا فرقة «إلكترومقام» الموسيقيان مياس اليماني ويحيى تللو في حوار لـ»العرب»، إن الألبوم يمزج ببراعة النسيج الغني للموسيقى الشرقية التقليدية مع الطاقة النابضة للموسيقى الإلكترونية.
وأكد اليماني وتللو أن الألبوم يتغنى بالروح الإنسانية التي لا تتزعزع وقدرتها على إيجاد الأمل والقوة في مواجهة الصعوبات حيث تكشف كل مقطوعة عن قصة كفاح، مشددين على أن التراث العربي الموسيقي غني ومتنوع ما يعزز حضوره على الساحة الثقافية مؤكدين اننا ما زلنا بحاجة إلى مشاريع فنية جادة.

نود التعرف على فرقة «الكترومقام».. ماذا تعني وما فلسفتها الموسيقية؟
مشروع الكترومقام مشروع عصري جديد يحاكي الدمج بين الموسيقى العربية الأصيلة والألحان الشرقية الرائعة مع الموسيقى المعاصرة فهو يعبر عن التطور المواكب لتكنولوجيا العصر الحديث وتأثيره على الموسيقى العربية.

لو نتعرف على الألبوم الأول «حضرة ريف».. لماذا الاسم وما هي محتوياته؟
كلمة حضرة تستخدم في حالة للتعبير عن التواصل مع الكون وأيضا مع الخالق سبحانه وتعالى، فهي تبعد عن الماديات بكل صورها فيها البعد عن لون الإنسان وجنسه وجنسيته، أما كلمة ريف فهي كلمة إنجليزية تعني التمرد على الأشياء وهي نوع من الموسيقى الصاخبة، ومن هنا فإن معنى حضرة ريف بالمجمل هي محاولة للارتقاء بالروح.

ما نوع التعاون بينكم وبين قطر الفلهارمونية؟
كان التعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية منذ بداية الكترو مقام، حيث بدأنا منذ الحفل الأول بالعزف مع عازفين من أوركسترا قطر الفلهارمونية، والتي تعتبر أحد المشاريع الموسيقية الكبرى في المنطقة ومن أهم المشاريع الثقافية في دولة قطر، فكان التعاون تلقائيا، وبالتالي قدمنا حفلا مهما بمركز قطر للمؤتمرات، والألبوم هو تسجيل حي لهذا الحفل، وأنا عضو بالأوركسترا وبالتالي نعتز بهذا التعاون لأن أوركسترا قطر كيان ثقافي عربي وفي مستوى عال مقارنة بأهم الأوركسترات في العالم.

عبر مسيرتك الفنية كونت عددا من الفرق الموسيقية وانتقلت بين أطوار مختلفة لو تحدثنا عن هذا الأمر وهذا الرصيد الكبير كيف يستفاد به؟
كنت على اطلاع موسيقي وعزفت كثيرا مع أطوار وأنواع مختلفة من الموسيقى مع الجاز والروك وكذلك كلاسيكيات عالمية متنوعة، ولكن غيرها لكن كان دائما في عقلي الموسيقى العربية، لأن دائما الأدوات، ولكن الهوية العربية واضحة في كل المشاريع التي عملت بها.

وما هو النوع الأقرب إلى وجدانك؟
كل أنواع الموسيقى أقرب الى وجداني فأحب موسيقى الجاز وأحب موسيقى الروك لا يوجد نمط ثابت، ولكن عندي هوية موسيقية لأني أرى الموسيقي العربية من أجمل الألحان والموسيقى العربية تستخدم نظاما مختلفا وهو ما يعطيها تميزا عن غيرها.

نضوج وعمق الأسلوب مع رحلة العمر

كيف تصف أسلوبك الموسيقي الخاص وما هي السمات المميزة لموسيقاك؟
أشعر أن أسلوبي الموسيقي اختلف مع المراحل العمرية، فعندما كنت في سن أصغر كان يشغلني الإبهار الموسيقى أكثر من التقنية، وتكون الموسيقى براقة تكون تجتذب المستمع، ولكن مع الوقت تغير أسلوبي الموسيقي ليصبح أكثر عمقا، فلم تعد هناك لهفة للحصول على رد فعل سريع من الجمهور، بل أسعى لأن يشاركني المستمع رحلتي الموسيقية، ومن هنا فأعتقد أن أسلوبي تغير مع الوقت فأصبح أكثر عمقا ونضجا من قبل لأن التركيز على الفكر أكثر من التقنية والأدوات في موسيقاي حاليا وصرت أفضل التواصل الإنساني عبر الموسيقى أكثر من البحث عن الكمال، بغض النظر عن أن هذا الكمال يؤثر على شفافية الأفكار الموسيقية.

نجحت في تقريب الموسيقى العربية إلى الشباب العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي من وجهة نظرك ما الذي يمكن أن يساعد في بناء منظومة موسيقية معبرة عن هويتنا؟
إننا بحاجة في الوطن العربي، بكل وضوح إلى المشاريع الموسيقية الجادة، ويعني ذلك أن لدينا فرق موسيقية ربما تقدم حفلات تجارية ولكن إننا بحاجة إلى الموسيقى ذات بعد ثقافي وليس ذات أهداف ربحية، وأعتقد هذا ما نحتاجه في عالمنا العربي لأن الموسيقى جزء من البنية الثقافية العربية وبالتالي نحتاج إلى إدارة تعمل على مشروع ثقافي للموسيقى العربية، بدلا من الاستيراد سواء لموسيقيين أو أفكار من الغرب خاصة أن لدينا موسيقيين عربا لديهم القدرة على تقديم موسيقانا بشكل افضل وفي نفس الوقت نقوم بتثقيف جمهورنا وتوعيته بدلا من الاعتماد على الثقافة الغربية.

تراثنا الموسيقي العربي غني ومتنوع فكيف يمكن الاستفادة من هذا التراث؟ وأين تجد مواطن القوة في هذا التراث؟
لدينا كعرب تنوع ثقافي وجغرافي وفي نفس الوقت وحدة ثقافية. يعني أنا كموسيقي عربي محظوظ بإمكاني الاستمتاع بموسيقى الراي الجزائرية، وأتمتع بالإيقاعات الخليجية، أو السلطنة الموجودة بموسيقى الشام أو بجمال الموسيقى المصرية، فهذا التنوع مصدر غنى، أما الاستفادة بهذا التراث الكبير تكون بشكل غير مباشر، في ظل الغزو الثقافي المباشر حاليا، ما يحتم علينا أن نعرف الناس بثقافتنا واستخدامها كقوة ناعمة في التعريف بنا لإيصال الصورة الحقيقية بدلا من الصور التي يقدمها الإعلام والدراما في الغرب.

كيف تنظر إلى مشهد الموسيقى العربية حاليًا وما هي رؤيتك لمستقبله؟
وجهة نظري بمشهد الموسيقى العربية اعتقد بالنسبة لي هناك تضارب بين وضع يساعد على التفاؤل وآخر عكسه لأنه على الرغم من ظهور جيل جديد من الموسيقيين الموهوبين ولكن ينقصنا البنية الفنية التي تساعد في الترويج للموسيقى العربية، فمثلا كموسيقي لو شاركت على مدار العام في 40 حفلة بيكون فقط 5 منها في دول عربية والباقي في أوروبا وشرق آسيا ولا اعرف لماذا فما زلنا بحاجة إلى تعزيز البنية الفنية.

ما خططك المستقبلية في مجال الموسيقى، وأهم المشاريع الجديدة؟
أركز حاليا على مشروع إلكترومقام، نريد أن تصل موسيقانا إلى العالم، ولدينا خطط مستقبلية تتعلق بالتراث الموسيقي في أوروبا وآسيا، وعدد من البلدان العربية..

يحيى تللو: تمكنا من دمج الموسيقى الشرقية مع الإلكترونية بسلاسة

لو نتعرف على مشروع الكترومقام؟
هو مشروع عصري جديد يحاكي الدمج بين الموسيقي العربية الأصيلة والألحان الشرقية الساحرة مع الموسيقى الإلكترونية المعاصرة والموضوع يعبر عن التطور المواكب للعصر والتكنولوجيا وتأثيره على الموسيقى.
كيف يمكن الدمج بين الموسيقى الإلكترونية والموسيقى العربية الشرقية؟ وما مدى التأثر والتأثير بينهما؟
الدمج كان من خلال التعاون بيني بحكم الخبرة بالموسيقى الالكترونية وأدوات التوزيع التكنولوجي الحديث للموسيقى، وبين مياس اليماني، بحكم خبرته الكبيرة في الموسيقى الشرقية والمقامات العربية، فكان الدمج بطريقة سلسة.
يتعرف على هذه التجربة عن طريق الآلات، والأفكار والوصلات الموسيقية، فالمشروع هو موسيقى خالصة ونود الوصول إلى المستمع ليصل إلى جمال الموسيقى وأشكالها؟ خاصة أننا نؤكد جمال الموسيقى الشرقية ومقاماتها وفي نفس الوقت نستطيع تقديمها في أفكار جديدة باستخدام الأدوات والأفكار في الموسيقى الإلكترونية، فتم الدمج بينهما.
وأضاف أن الموسيقى العربية ألحان موجودة، وعندما تتأثر بالموسيقى الإلكترونية التي هي الأساس تتميز بالترددات الصوتية المتميزة وهو منشأ الموسيقى الإلكترونية، فالترددات الصوتية تجعل من الصوت آلة، فعندما نقدم «كمان شرقي» ويعزف مقام شرقي بحت ويوضع في جو من المؤثرات والأصوات الداعمة له من الموسيقى الإلكترونية فيصير شيئا جديدا وهذا هو التأثير والتأثر بين الاثنين.

كيف وجدتم ردود الأفعال على مثل هذا النوع الموسيقي الذي يمزج ألوانا مختلفة؟
ردود الأفعال كانت جدا رائعة من مختلف الشرائح من الكبار والصغار، لأن الناس تسمع لشيء جديد وتجربة جديدة، وخاصة جيل الشباب الذي يمكنه الاستماع للموسيقى الشرقية بطريقة ولغة جديدة.
ما أبرز التأثيرات الثقافية والاجتماعية التي انعكست على موسيقاك؟
 الموسيقى لغة عالمية للجميع ولذلك كان التأثير الثقافي كبيرا باعتباري عاشقا ومستمعا ومؤلفا للموسيقى، ولذلك انا أستمع لجميع الأنماط الموسيقية وأستمع لشريحة كثير كبيرة من المؤلفين العرب والأجانب خاصة الأوروبيين ولذلك كان التأثير الثقافي كبيرا، ولكن يبقى التأثير الأكبر والأهم هو تأثير ثقافة منطقتنا العربية بموسيقاي حيث تجذبنا أصولنا وطبيعتنا دائما.
وما مصادر إلهامك وتأثيراتك الموسيقية؟
باختصار أهم شيء هو الحياة اليومية وضغوطات الحياة التي يمر بها الانسان، وهي كثيرة بالموسيقى ترتبط بكل ما نشعر به يوميا، والموسيقى هي الوسيلة التي يعبر بها الفنان عما يشعر ويحس، لذلك أرى أن أهم مصدر إلهام هو ما نراه في حياتنا اليومية من مشاعر مختلطة من حزن أو فرح أوغيرها.