حذرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من مخاطر الإفراط في تناول «الوجبات السريعة» خلال احتفالات عيد الأضحي المبارك التي تدخل يومها الثالث.
وأكدت المؤسسة أن الكثير من الدراسات توضح الآثار الصحية السلبية العديدة للإفراط في تناول الوجبات السريعة على المديين القصير والبعيد.
وقالت «غالبا ما تكون الوجبات السريعة سيئة للغاية من حيث التغذية، لأنها تحتوي بشكل عام على العديد من المواد غير الصحية لكونها غنية بالسكر والملح والدهون المشبعة أو غير المشبعة، كما تحتوي على المواد الحافظة والمكونات المصنعة، وتنخفض بها العناصر الغذائية المفيدة.
وفي السابق كانت أكثر الوجبات والأطعمة هي التي كان يتم تحضيرها في المنزل لكن هذه العادة الغذائية الصحية اختفت كثيرا في الفترة الأخيرة بين الجيل الجديد ومع انتشار مطاعم الوجبات السريعة ورخص أسعارها وسهولة وصولها الى المنازل او في متناول الشباب والمراهقين بحيث تناول الوجبات السريعة وشراء الطعام الجاهز تحولت إلى جزء من عاداتنا الغذائية، واستهلاك المستمر لهذه المواد له أضرار كثيرة للصحة الجسدية، النفسية وحتى على ادمغتنا ومستوى التركيز والتحصيل العلمي.

وقال حسن موسى اخصائي التغذية العلاجية في مركز أبو نخلة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية «إن هذه المأكولات تحتوي على الكثير من الإضافات التي تضفي عليها نكهة خاصة، لافتا إلي أن جميع الوجبات السريعة تحتوي على نسب عالية من السكر، والتتبيلات، والصلصات، واللحم، والعجين، مما يسبب الكثير من الأمراض المزمنة مثل السكري، والسمنة، والقلب، والاكتئاب.
وأضاف: أن بعض الأطعمة السريعة مثل اللحوم الحمراء والجبن تحتوي على دهون مشبعة طبيعية، ويتم تحويل الزيوت إلي دهون صلبة ثم تتم إضافتها إلى اللحوم والدجاج بما يعمل على بقائها صالحة للأكل لفترة أطول. 
وأضاف: تزيد الدهون المتحولة من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (density Lipoproteins Low) الضارة، وتقلل البروتينات الدهنية عالية الكثافة النافعة، وتزيد من تراكم الكولسترول.
وأشار اخصائي التغذية بمركز أبو نخلة الصحي، إلي أن الوجبات السريعة تحتوي على ملح الصوديوم المستخدم كمادة حافظة تعمل على إطالة العمر الافتراضي للمنتجات، كما يستخدم لتحسين النكهة.
وأوضح أن وجبة واحدة من الوجبات السريعة يمكن أن تحتوي على ما يزيد عن 1300 مليجرام من ملح الصوديوم أي أكثر من نصف الكمية اليومية الموصي بها، مما يؤدي إلى الإصابة بارتفاع الضغط، والسكري، وأمراض الكلى، لافتا إلى استخدام الغلوتامات أحادية الصوديوم كمحسن للنكهة في العديد من الوجبات السريعة، مما يسبب السمنة، وتلف الكبد، وتقلبات السكر في الدم.
وأوضح أن إضافة المواد الكيميائية للمنتجات والوجبات السريعة لتحسين المذاق وإطالة مدة الصلاحية، مثل «بروبيلين غليكول» يجعل المنتجات المستخدمة في الأطعمة السريعة للمحافظة عليها رطبة، ومنعها من الالتصاق أو الجفاف، كما يضاف نترات الصوديوم (، Sodium Nitrite) إلى لحم البقر لجعله طازجا لفترة أطول وتعزيز اللون مما يزيد من جاذبية هذه الأطعمة، كما تضاف كبريتات الأمونيوم الى المعجنات المحفوظة الجاهزة للطبخ، حيث تحافظ كبريتات الأمونيوم على جعلها هشة، ما يؤثر إجمالا علي صحة الإنسان.

مخاطر وأضرار 

وفيما يتعلق باضرار الوجبات السريعة قال حسن موسى اخصائي التغذية العلاجية بمركز أبو نخلة الصحي، إن هذه الوجبات تحتوى على كميات كبيرة من الملح، والسكر، والكوليسترول، والدهون الضارة في المقابل تحتوي على نسب ضئيلة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية مقارنة بالأطعمة الصحية.
وحذر من أن الإفراط في تناول الوجبات السريعة يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين لوجود كميات عالية من الكوليسترول والملح، وهما عنصران يساهمان في مشاكل القلب ومشاكل الأوعية الدموية وتأثيرات سلبية على ضغط الدم. 
وأوضح أن الإفراط في تناول الكوليسترول يعمل على تراكم الترسبات في الشرايين أو تصلب الشرايين. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى السكتة الدماغية والنوبات القلبية والموت.
 
«الإصابة بالسكري»

وأكد اخصائي التعذية العلاجية بمركز أبو نخلة الصحي، أن هناك احتمالية كبيرة في الإصابة بمرض السكري بسبب احتواء الوجبات السريعة والمشروبات التي يتم تناولها على نسبة عالية من السكر، يمكن أن يكون لاستهلاك الكثير من السكر بانتظام آثار سلبية دائمة على مستويات السكر في الدم.
وأضاف أن هذه الوجبات السريعة بما تحتويه من دهون وسعرات حرارية عالية تزيد مخاطر الإصابة بمرض السمنة، والتأثير سلباً على الذاكرة خاصة بين الأطفال والمراهقين، لافتا إلي أنها تتسبب في حدوث تفاعلات كيميائية في المخ تؤدي إلى ضعف الذاكرة. 
وأوضح أن الوجبات السريعة تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون تؤثر على نشاط المخ المسؤول علي زيادة التعلم وتقوية الذاكرة، كما تزيد من خطر الإصابة بالخرف، وارتفاع مستويات الأنسولين، مما يؤدي إلى توقف الدماغ عن الاستجابة لهذا الهرمون ويصبح مقاومًا له. يمكن أن يحد هذا من قدرتنا على التفكير أو التذكر أو تكوين الذكريات، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وإلي ما سبق أشار اخصائي التغذية العلاجية أن الوجيات السريعة تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب لان أكل هذه الأطعمة تؤدي إلى نقص العوامل المغذية الأساسية مثل الأحماض الأمينية والتربتوفان، وزيادة الشعور بالاكتئاب.