العمالة الوافدة في مرمى حملات دعم المؤسسات الخيرية طوال رمضان

alarab
محليات 30 أبريل 2021 , 12:50ص
يوسف بوزية

جاسم العمادي: العمل الخيري تمليه علينا قيم وأعراف مجتمعنا وديننا
محمد المري: هدفنا إدخال الفرحة إلى قلوب كثير من المحتاجين 
 

تحظى العمالة الوافدة في شهر رمضان المبارك، كما في غيره، بمختلف أشكال الرعاية الاقتصادية والاجتماعية والصحية، خاصة بعد النقلة التشريعية التي تمثل التوجهات الحديثة للقانون القطري، وتصب في صالح الحفاظ على حقوق وحماية شركاء النهضة من العمالة الوافدة، حيث باتت دولة قطر وجهة للعديد من العمال حول العالم، لما تحظى به من قوانين وتشريعات توفر أسباب الرعاية والحماية للعامل الوافد. 
وفي هذا السياق، وتزامناً مع يوم العمال الذي يحتفل به العالم غداً السبت الموافق أول مايو، تواصل مختلف الجمعيات الخيرية والإنسانية في الدولة تنفيذ مشاريع حملاتها الرمضانية الخيرية، بما فيها توزيع وجبات إفطار الصائمين على العمال، وتنفيذ الإفطار الجوال في مختلف المواقع.
وتعد العمالة الوافدة من الفئات المستهدفة لمؤسسات العمل الخيري في الدولة، بما تعكسه ظروفهم المعيشية والعملية المتقشفة، وما ينطوي عليه حضورهم من الأبعاد الاجتماعية والإنسانية، فهم يكابدون غربة المجتمع واللغة والبيئة، وما تحمله من آلام في سبيل توفير سبل العيش الكريم لهم أو ما يسد رمق أسرهم.
وترعى العديد من المؤسسات برامج العمل الخيري في رمضان تحت مظلة مبادراتها للمسؤولية الاجتماعية التي تركز على المجتمع.

تكافل مجتمعي
وتواصل «قطر الخيرية» تنفيذ مشاريع حملتها الرمضانية «رمضان الأمل» لعام 1442هـ بتوزيع وجبات إفطار الصائم على العمال، وتنفيذ الإفطار الجوال داخل قطر. وتقوم المؤسسة بتوزيع 14 ألف وجبة يومياً على العمال في 4 مناطق هي: سكن عمال الشركات، وصناعية الدوحة، وصناعية الخور، والعزب. ومن منطلق حرص «قطر الخيرية» على اتخاذ الإجراءات الاحترازية، نظراً للظروف المرتبطة بجائحة كورونا، يتم توزيع الوجبات عن طريق السيارات، بحيث تخصص وجبة لكل عامل.
وتبلغ تكلفة مشاريع وجبات إفطار الصائم المتنقل للعمال المستهدفة داخل قطر 6 ملايين ريال، وينتظر أن يستفيد منها خلال الشهر الكريم 456,000 عامل من عمال العزب والصناعية والشركات الخاصة وغيرها.
وبموازاة ذلك يتم توزيع 1600 وجبة يومياً منذ الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك في الدوارات والإشارات المرورية، وملتقى الطرق، وغيرها من الأماكن، حيث يتم تغيير النقاط باستمرار وصولاً إلى أكبر قدر من المستفيدين.
ويستهدف «الإفطار الجوال» توزيع 48 ألف وجبة إفطار خفيفة في عدة مناطق على سائقي السيارات أو الأشخاص الذين يدركهم أذان المغرب قبل وصولهم لمنازلهم، أو الوجهات التي يقصدونها.
كما تم قبل بداية الشهر الفضيل توزيع «مونة رمضان» التي يتم من خلالها توفير المواد التموينية الخاصة بالشهر الكريم لأسر الأيتام والأرامل والأسر ذات الدخل المحدود من خلال كوبونات توزع عليهم، حيث استفاد منها 4000 أسرة (20,000 شخص)، وبتكلفة تقدر بحوالي 2,4 مليون ريال.

 

وفي هذا السياق، ثمّن السيد جاسم بن محمد العمادي، مدير إدارة البرامج وتنمية المجتمع بـ «قطر الخيرية»، حرص العديد من المؤسسات على دعم برامج ومشاريع قطر الخيرية، بما فيها مصرف قطر الإسلامي، بدعمه مشروع وجبات إفطار صائم الذي يستهدف فئة العمال خلال الشهر الكريم، وهو ما يعكس رغبتهم الصادقة في دعم الجهود الخيرية والتكافل والتعاضد الاجتماعي الذي تمليه علينا قيم وأعراف مجتمعنا القطري الإسلامية وديننا الحنيف. 
وأكد العمادي أهمية الدعم المقدم من المصرف الذي يساهم في مساعدة أكبر عدد من العمال والوقوف إلى جانبهم وإعانتهم خلال الشهر الفضيل، خاصة في ظل الظروف والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا. وتعد مساهمة المصرف في مشروع توزيع وجبات إفطار صائم لأفراد المجتمع من ذوي الدخل المنخفض خلال الشهر الكريم جزءاً من برنامج المسؤولية الاجتماعية للمصرف، ويعكس تمسك المصرف بالقيم الإسلامية والتقاليد القطرية الراسخة في مجال التكافل الاجتماعي. وقد درج المصرف سنوياً على دعم مثل هذه البرامج تأكيداً لالتزامه تجاه المجتمع.

جسور التعاون والعطاء
من جهته، أكد السيد محمد راشد المري، مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة ورئيس لجنة إدارة وتنفيذ حملة رمضان 1442هـ بالهلال الأحمر، أن الأخير «تعوّد في شهر الرحمة والبركة على إدخال الفرحة على قلوب الكثير من المحتاجين مهما اختلفت درجة حاجاتهم، باعتبارهم جزءاً من المجتمع القطري يهدف النهوض به، وتحقيق اللحمة، وبناء جسور التعاون والعطاء فيما بين مكوناته، مؤسسات وأفراداً». وأثنى على جهود فندق رتاج الريان، واستعداده لدعم المشاريع والبرامج الإنسانية التي من شأنها التخفيف على الكثير من الأسر المحتاجة والعمال، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث تتضاعف الأجور وتتزاحم الطاعات والصدقات.
رمضان الأمل
إلى ذلك، يواصل متطوعو الهلال الأحمر القطري توزيع 96 طناً من التمور على العمال في عدة مناطق صناعية بالدوحة والخور، وبتبرع سخي من «تمور الدوحة»، وذلك ضمن مشروع «يد واحدة»، بإشراف قسم التنمية المجتمعية التابع لقطاع التطوع والتنمية المحلية.
كما شرع الهلال الأحمر في تنفيذ سلسلة من المشاريع الخيرية لصالح الفئات الأَوْلى بالرعاية في المجتمع، بمن فيها العمال، وذلك ضمن حملته الرمضانية لهذا العام تحت شعار «فاستبقوا الخيرات».
وعلى مدار شهر رمضان المبارك، يتم توزيع وجبات إفطار جاهزة يومياً على العمال -إلى جانب الأسر المتعففة- في عدة مناطق من الدولة، بتكلفة إجمالية قدرها 1.2 مليون ريال قطري لصالح 48,000 شخص.