محمد الأمين: القرآن له أثر واضح في الخلق والسلوك
عبدالرحمن اليافعي: حفظ أوقات الناشئة وتربيتهم إيمانياً
سعود الجطيلي: بيئة محفزة للتعلم وتربية النشء
أحمد فال الدين: بيئة مثالية للتربية واكتساب الأخلاق الحميدة
تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني عبر قسم القرآن الكريم وعلومه وشعبة التحفيظ بالنشاط النسائي على المراكز القرآنية الحكومية التابعة للوزارة، وتحرص على استيعاب الطلاب والطالبات الذين يتقدمون للانتساب والحضور لتعلم القرآن الكريم وعلومه بهذه المراكز، وتخييرهم في مواعيد البرامج الدراسية حسب الطاقة الاستيعابية المتاحة وحسب الوقت الذي يراه الطالب مناسباً وفق ظروفه الدراسية.
وتتيح إدارة الدعوة والإرشاد الديني للذكور والإناث على اختلاف أعمارهم ومن جميع فئات المجتمع ابتداءً من عمر خمس سنوات، الانتساب والحضور للمراكز القرآنية التي تنتشر في جميع مناطق الدولة، وذلك خلال أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس.
ويعد مركز علي بن عبداللطيف المسند لتعليم القرآن الكريم الذي تقام حلقاته بجامع عبداللطيف بن محمد المسند -رحمه الله- رقم (م. س 1181) بمدينة الخور، رافداً تربوياً وإيمانياً لتنشئة الأجيال وتخريج حفظة كتاب الله من المواطنين والمقيمين على أرض قطر.
ويحتضن المركز 80 طالبا، ويمثل واحدا من مراكز تعليم القرآن الكريم التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني، مع بيان أثر هذه المراكز القرآنية في نفوس المنتسبين إليها وتعزيز القيم النبيلة والمثل العليا في المجتمع.
وقال الشيخ محمد الأمين الصغير رئيس المركز «يوجد لدينا ثمانون طالبا موزعين على أربع حلقات قرآنية تدرس كتاب الله وتعلم النشء كلامه سبحانه ليكون لهم منهاجا ودستورا في حياتهم، لافتا إلى كل من تخرج من المراكز القرآنية أصبحوا موظفين ومسؤولين وأرباب أسر لأن القرآن له أثر واضح في الخلق والسلوك والتعامل مع الناس بشكل طيب».
وحث أبناءه الطلاب على الاعتناء بكتاب الله والعمل بما فيه كما قال سبحانه «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب»، وليعلموا أن هذا القرآن ليس للحفظ فقط بل هو لتدبر معانيه وللعمل به كما جاء في الحديث الصحيح «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».
كما حث أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بهذه المراكز القرآنية التي وفرتها وزارة الأوقاف في مناطق الدولة المختلفة وبالمجان حتى يتعلموا القرآن والآداب والأخلاق الإسلامية.
القاعدة النورانية
وذكر عبدالرحمن اليافعي ولي أمر أن ابنه إبراهيم يدرس في الصف الثالث بمدرسة الخور النموذجية، وبدأ في حلقات القرآن أونلاين خلال الجائحة عبر منصة وزارة الأوقاف التعليمية من خلال برنامج ميكروسوفت تيمز حتى تعلم القاعدة النورانية ونطق الحروف الهجائية بشكل صحيح، والتحق بالمركز حضوريا قبل نحو ستة أشهر ويحفظ في جزء عم.
وأضاف سعود عبدالعزيز الجطيلي العنزي ولي أمر الطالب خليفة بالصف الرابع، أن ابنه بدأ في تعلم الحروف الهجائية وقصار السور قبل الالتحاق بالمركز لتصحيح ما تعلمه وحفظه واستكمال حفظ القرآن.
وقال إنه يعتبر أن الحلقات القرآنية بالمركز هي الأساس في تعلم الأبناء كتاب الله، لافتا إلى أن المركز يتميز باستمراره وديمومته حتى في فترات العطلة الصيفية وفي عطلة نصف السنة، وهناك اهتمام كبير من المركز بكل الطلاب.
وحول أهمية الحلقات القرآنية قال إنها تحفظ أوقات الأبناء وداعمة لهم لأن البيئة هي التي تربي وتنشء فهي أماكن مهيأة ومحفزة لتعلم كتاب الله، وقد ذكر الله في محكم التنزيل أهمية الجماعة قال الله «وَما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون»، وأكد أن الاجتماع على كتاب الله له فضل عظيم، وقد أثنى الله على أمثال هؤلاء في قوله «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».
حفظ الاخلاق
وأعرب آدم حمدون سليمان ولي أمر لثلاثة طلاب أكبرهم سعد يدرس بالصف الثامن ويحفظ حتى سورة الشعراء والثاني خالد بالصف السابع يحفظ حتى سورة سبأ والصغير سلمان بالصف الرابع يحفظ حتى سورة النجم، عن قناعته التامة بأن الأبناء الذين ينشأون في بيت من بيوت الله سوف يتحسن حفظهم وأخلاقهم وقراءتهم فالقرآن تربية.
وقال: لا شك أن جلوسهم بالمسجد بحد ذاته جانب تربوي شامل، ووجودهم في الحلقات القرآنية يجعلهم يجدون البيئة الإيمانية ويتمسكون بكتاب الله ويجدون الصحبة الطيبة الصالحة فجميعهم اجتمعوا على كتاب الله وتحت إشراف نخبة من المشايخ المدرسين من الحفظة المتقنين.
وأوضح أحمد فال الدين ولي أمر الطالبين صلاح الدين بالصف الأول الابتدائي وهشام لم يدخل بعد المدرسة، أنه ألحق ابنيه بالمركز لعدة أسباب وعوامل أولها أن الابن عندما يتعرض للقرآن وهو صغير تتفتق لديه العديد من الميزات بجانب بركة القرآن وحفظ الله له والأجر والكثير من المواهب لأن القرآن ينمي لديه الحاسة اللغوية ويكتسب العديد من المفردات، والعامل الثاني أن هذه المراكز المباركة فيها نخبة من الطلاب من بيئة طيبة حرصوا على مشاركة أبنائهم وتعليمهم حفظ القرآن، لافتا إلى أن المراكز القرآنية بيئة طيبة ومثالية للتربية والتنشئة الصالحة، أما العامل الثالث الذي جعله يعول على المركز أن يتعلم أبناؤه كتاب الله وتتفتق أذهانهم ويصبحوا من حفظة القرآن ويكونوا بمشيئة الله من الأجيال الصالحة ويصبحوا هم معلمين للقرآن وناشرين للخير ويكونون ممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
تحفيز وتشجيع
وقال جهاد محمد عبدالمطلب ولي أمر الطالب عبدالرحمن إن ابنه يحفظ نحو ستة أجزاء حتى سورة غافر، حيث حرص على إلحاق ابنه منذ صغره قبل مرحلة المدرسة وقد تعلم الحروف الهجائية والنطق الصحيح والقراءة بشكل سليم من والدته كونها مدرسة، لافتا إلى أن المساجد مصنع الرجال وهي من أفضل البيئات التي تنشئ الأجيال، فالمسجد هو بيت الله ومكان العبادة وحفظ القرآن ومن يحفظ القرآن فالله يحفظه ويبارك في وقته وييسر له أمره ويوفقه في حياته، وللحفاظ على هذا النشء لابد من التحفيز والتشجيع المستمر من أولياء الأمور لأبنائهم على حفظ كتاب الله وتدبر معانيه والعمل بالقرآن الكريم.
ويدرس الطالب خليفة سعود في الصف الرابع بمدرسة الخور النموذجية، وأوضح أنه التحق بالمركز منذ صغره وهو في الخامسة من عمره، وانتهى من تعلم الحروف الهجائية ويحفظ الآن نحو أربعة أجزاء، وقال إنه يحب الحضور إلى المركز لحفظ القرآن لكسب الحسنات ونيل رضا الله ويتمنى أن يختم حفظ كتاب الله وأن يكون سببا لنيل الفردوس الأعلى من الجنة.
ويدرس الطالب سالم حمد سعيد في الصف السابع والتحق حديثا بالمركز حيث يحفظ في جزء تبارك، وأكد أهمية تعلمه للحروف الهجائية التي ساعدته في نطق الحروف والقراءة بشكل صحيح ومن ثم حفظ القرآن.
وقال الطالب عبدالله علي حسين، إنه يدرس بالصف الثاني والتحق بالمركز ليستفيد من وقته فيما ينفعه من تعلم القرآن وتلاوته وأن يكون سببا في دخوله الجنة، وذكر أن والدته ووالده يتابعان معه الحفظ وحضوره للمركز.
قيم وأخلاق
ويدرس الطالب محمد علي بمدرسة الخور بالصف الرابع، أوضح أنه يحب المركز ويحرص على الحضور لتعلم كلام الله والتنشئة الطيبة حتى يحفظنا الله ويعطينا الأجر والحسنات على حفظ القرآن.
كما يدرس الطالب عبدالله أحمد عادل في مدرسة عبدالله بن علي المسند بالصف التاسع، وذكر أنه التحق بالمركز قبل الجائحة ثم التحق خلال الجائحة بالحلقات القرآنية الأونلاين عبر منصة الوزارة التعليمية، وبعدها التحق بالمركز ليكمل مسيرته القرآنية حيث وصل حتى سورة العنكبوت أي يحفظ نحو عشرة أجزاء.
وقال إن المركز يكسبه الصفات الطيبة والتحلي بالقيم الإسلامية والأخلاق السامية فضلا عن مفردات القرآن وتدبر معانيه، بل يسعى جاهدا لأن يتدبر القرآن الكريم ليكون هاديا للإنسان يعمل بمحكمه يطيع أوامره ويتجنب نواهيه.
وأوضح الطالب شهاب حمد المعمري، أنه يدرس بالصف الثامن بمدرسة عبدالله بن علي المسند، وذكر أنه يحرص على أن يحفظ كل يوم صفحة ونصف الصفحة ويعتزم ختم القرآن خلال عام، ولفت إلى أهمية المركز في المساعدة على الحفظ وتصحيح التلاوة من خلال مدرس الحلقة وتوجيهاته.