يمكن أن تظل في بطولة أوروبا لكرة القدم بفضل الحفاظ على نظافة شباكك والاعتماد على لاعبين وسط أقوياء، لكن في النهاية يحتاج الجميع للاعب مبدع يخترق الدفاع، وهو ما اقتنع به جاريث ساوثجيت على مضض أخيرا عندما دفع بجاك جريليش أمام ألمانيا اليوم.
وكانت النتيجة التعادل السلبي في مباراة دور الستة عشر في استاد ويمبلي حتى الدقيقة 70، حيث يخوض المنافسان القدامى مباراة خططية ولا يجرؤ أي منهما على المخاطرة كثيرا لكن لا يبدو أي منهما يعاني من مشاكل دفاعية كبيرة.
وأخيرا دفع ساوثجيت بجريليش بدلا من بوكايو ساكا، وهو قرار استقبله معظم الجماهير البالغ عددها 42 ألف متفرج بصخب كبير، على أمل الحصول على شيء ما يسعدهم.
وأجبر وجوده في الجانب الأيسر دفاع منتخب ألمانيا على إعادة تقييم أسلوبه، وبعد خمس دقائق من مشاركته أرسل جريليش تمريرة رائعة إلى لوك شو حولها من لمسة واحدة أرضية زاحفة داخل منطقة الجزاء ليتابعها رحيم سترلينج في المرمى ويحرز الهدف الأول.
وكان لجريليش دورا أكبر في الهدف الثاني، عندما أرسل تمريرة عرضية متقنة من الناحية اليسار نحو القائد كين الذي انقض عليها برأسه ليجعل النتيجة 2-صفر قبل أربع دقائق على النهاية ليحدث ضجة كبيرة في الملعب.
وقال آلان شيرر المحلل الذي سجل الهدف الوحيد في اخر مرة فازت فيها إنجلترا على ألمانيا في بطولة كبرى في انتصار غير مؤثر في دور المجموعات في بطولة أوروبا 2000 "هذا ما يحدث عندما تضع الكرة في منطقة الجزاء".
ويمكن أن يشعر جريليش، الذي أرسل أيضا تمريرة عرضية قاتلة إلى سترلينج أحرز منها هدف الفوز 1-صفر بضربة رأس في مرمى جمهورية التشيك في دور المجموعات، بخيبة أمل لعدم مشاركته من البداية ورغم أن الجماهير ترغب في مشاركته في كل مرة يجري فيها عملية الإحماء.
ورغم ذلك يشعر ساوثجيت بأنه أثبت صحة قراره باللجوء للتأمين الدفاعي في البداية. نظرا لأن جمهورية التشيك وكرواتيا وألمانيا أظهروا جميعا خطورتهم الهجومية في هذه البطولة لكن لا أحد منهم كان له تأثير على دفاع إنجلترا التي لم تهتز شباكها حتى الآن في البطولة رغم اعتمادها على ثلاثة لاعبين في الدفاع بدلا من أربعة اليوم.
ولا ينوي مدرب إنجلترا الابتعاد عن حذره الدفاعي في دور الثمانية أمام السويد أو أوكرانيا، لكن حتى في أقصى حالاته تحفظا قد يبدو خيارا استثنائيا أن لا يدفع بجريليش من البداية يوم السبت المقبل في روما.