نقاد وأدباء: الشهر الفضيل يلهم المبدعين

alarab
ثقافة وفنون 29 مارس 2023 , 12:30ص
الدوحة - قنا

على مر العصور احتفى المبدعون في الأدب العربي شعرا ونثرا ورسائل وخواطر ومقامات وتعبيرات اجتماعية بشهر رمضان المبارك، الذي كان ملهما لإبداعهم.
ويؤكد عدد من الأدباء والنقاد في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أن الشهر الفضيل كان حاضرا بقوة في المخيال الأدبي للشعراء والكتاب والمبدعين، منوهين بأن ذلك يرجع إلى استلهام القيم والجماليات التي ارتبطت بهذا الشهر من النواحي الدينية والثقافية والاجتماعية أيضا.
وفي هذا السياق، لفتت الناقدة الدكتورة صيتة نقادان العذبة أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر، إلى أهمية شهر رمضان في تعزيز القيم الإسلامية والإنسانية السامية وفي تأديب النفس، موضحة أن هذا الشهر بقدسيته كان دائما حاضرا في ذاكرة الأدب الذي هو لسان حال الأمة والمعبر عن تفكيرها. وقالت العذبة: تدفق الأدب العربي منذ عصر النبوة بمختلف صور التعبير عن هذه اللهفة والاحتفاء بشهر رمضان الكريم وذكر مآثره وأثره في تهذيب النفس وتكريس قيم الإنسانية والتآزر والتعاضد بين المسلمين، وما تتركه العبادات من أثر روحي شديد الصفاء والقوة في نفوس المسلمين بين ذكر وصلاة وتراويح وعبادة ودعاء.
بدوره، أكد الدكتور رضوان منيسي عبدالله- الأستاذ بقسم اللغة العربية-كلية الآداب والعلوم جامعة قطر أن أدب المناسبات يشغل حيزًا له قيمته الفنية والموضوعية قديما وحديثا في الإنتاج الفني والإبداعي.
وأشار إلى أن الأشعار، والمكاتبات الاجتماعية، والتعبيرات الإنسانية المرتبطة بشهر الصيام تدخل ضمن هذا السياق الأدبي والاجتماعي المتعلق بالمناسبات الروحية والتعبدية مثلها مثل الحج والعمرة، والأعياد الإسلامية والمناسبات التاريخية، وهي مناسبات جامعة للأمة العربية والإسلامية وقد تكون ذات سمات قُطْريّة تتعلق بكل بلد منفردا، ولكنها تحمل المشتركات الأساسية بين العرب والمسلمين في قيم الشغف والتعبد والعطاء ومظاهر الفرح والتكافل.
وأكد د.منيسي أن تأثير شهر رمضان وتفرده يتجلى في الأدب العربي عامة، والشعر على نحو خاص، بأنه الشهر الوحيد الذي تنتقل فيه مشاهد الحياة الإسلامية الاجتماعية بتفاصيلها عبر الأجيال ومن ثم تتنوع اتجاهات الشعراء في تعبيرهم عن شهر الصيام، فنجد حضورًا ممتدًّا لمجموعة من القيم الإسلامية التي تحمل المضمون الروحي والتربوي، وكذلك الثقافي والاجتماعي الذي تعيشه الأمة في عصور مختلفة، ولا يغيب ذلك المضمون عن تصورهم أو تصويرهم لمشاهد احتفالات استقبال الشهر الكريم وشغف البداية ولذة التجربة عند الأطفال، وما يختم به من تعظيم العشر الأواخر وسنة الاعتكاف، والانقطاع للتعبد والدعاء، وتحري ليلة القدر وتزامن ذلك مع إخراج الزكاة والتسابق في الصدقات وتزامن الوداع واستقبال عيد الفطر.
وأوضح أن الشعراء اهتموا كذلك بتصوير مشاعر الشغف والشوق إلى لقيا رمضان كما اهتموا بوداعه بالتأسف على سرعة مغادرته، وانقضاء أيامه الحسان، ففي وداع الشهر الكريم يصور لنا الشعر تذكر المسلمين لعمران المساجد بالصلاة والميادين بالزكاة واجتماع الناس على الدعاء وليلة القدر وحلقات الذكر والتنافس في إفطار الصائمين وفرحة الأطفال والفقراء والتقارب بين الأرحام والجيران، والشعور بانقضاء الزمن.
وقال الناقد الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ النقد الأدبي بجامعة قطر: لقد احتفى الكتاب والأدباء قديما برمضان ومظاهره الروحانية في نثرهم وشعرهم، وقد استمر هذا الاحتفاء عند أدبائنا في العصر الحديث، مبرزين بهجة قدومه، وروحانيات جلساته، وكيفية الاستعداد له عند الكبار والصغار، وكل هذا وجدناه داخل مجتمع الرواية العربية.