د. نهاد العاجز الباحث بمعهد قطر لـ «الطب الحيوي» في حوار لـ العرب: تحديد التسلسل الجينومي الكامل لـ 200 عينة من سرطان الثدي

alarab
المزيد 28 أكتوبر 2024 , 01:21ص
حامد سليمان

 سرطان الثدي أكثر الأنواع شيوعًا بين النساء في المنطقة العربية
 هذا المرض يمثل 30 % من حالات السرطان لدى النساء في قطر
 تعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة واستخدام عينات لأشخاص أصحاء من قطر بيوبنك
 الباحثون حددوا عدة متغيرات جينية صُنِّفَت على أنها مسببة للأمراض
تحليل الدرجات الجينية المتعددة المخاطر يسفر عن تحديد أربعة معايير لدرجات الخطورة
«فك الشفرة» للعثور على المؤشرات الحيوية التي يمكن أن تسهل الكشف المبكر
جهود للكشف عن الأساس الجيني لسرطان الثدي في المنطقة

 

كشف الدكتور نهاد العاجز - باحث رئيسي بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، عن تحديد التسلسل الجينومي الكامل لأكثر من 200 عينة من سرطان الثدي حتى الآن، وذلك بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة واستخدام عينات لأشخاص اصحاء من قطر بيوبنك، وتحديد عدة متغيرات جينية صُنِّفَت على أنها مسببة للأمراض، أو من المحتمل أن تكون مسببة، وبعضها اُكْتُشِف فقط في المرضى، مما يشير إلى احتمال ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وأشار د. العاجز في حوار مع «العرب» إلى استكمال تحليل التنميط المتعدد لأكثر من 200 عينة دم من المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي العرضي وأشخاص أصحاء، ما مكنهم من تحديد الآلاف من المؤشرات الحيوية المحتملة.
ونوه إلى أن الفريق باستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم، يعمل حاليًا على تحليل البيانات (فك الشفرة) للعثور على المؤشرات الحيوية التي يمكن أن تسهل الكشف المبكر والتنبؤ باستجابة المرضى للعلاج.
وإلى نص الحوار:

هل يمكنكم إلقاء الضوء على أي مشاريع بحثية تعاونية حالياً بين معهدكم والمؤسسات الصحية في قطر؟
يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في المنطقة العربية، حيث يمثل حوالي 30% من حالات السرطان لدى النساء في قطر، مما يشكل تحديًا صحيًا كبيرًا. يسعى جهد تعاوني بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي ومركز الحسين للسرطان ومؤسسة حمد الطبية إلى تحسين فهمنا لسرطان الثدي في هذه الفئة السكانية وتحسين النتائج السريرية للمرضى.
أحد الأهداف الأساسية لهذه الشراكة هو اكتشاف جينات جديدة تحدد مدى قابلية الإصابة بسرطان الثدي العائلي بين السكان العرب. سوف يتيح ذلك متابعة العائلات ذات المخاطر الجينية العالية وتسهيل التدخل العلاجي المبكر لتحسين النتائج السريرية للمرضى.
تحسين الصحة العامة
كيف تسهم أبحاثكم في تطوير استراتيجيات جديدة لتحسين الصحة العامة في قطر؟
تسعى الشراكة بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي ومركز الحسين للسرطان ومؤسسة حمد الطبية أيضًا إلى تطوير المؤشرات الحيوية التي تتيح الكشف المبكر وتوقع فعالية العلاج، مما يلبي الحاجة الملحة للرعاية الشخصية في حالات سرطان الثدي. اكتشاف هذه المؤشرات الحيوية يمكن أن يحمل فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة من خلال تمكين التدخلات العلاجية المبكرة والعلاجات الأكثر فعالية.
تعمل هذه الشراكة على تعزيز تبادل المعرفة وتحسين استخدام الموارد بين المؤسسات، من خلال دمج مجموعات كبيرة من عينات المرضى من مركز الحسين للسرطان ومؤسسة حمد الطبية مع التقنية المتقدمة والخبرة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي. هذا التعاون يسهم في تعزيز الفهم العميق لسرطان الثدي في المنطقة العربية.

ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها الأبحاث في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وكيف تخططون لتوسيع نطاق هذه الأبحاث في المستقبل؟
تم إلى الآن تحديد التسلسل الجينوم الكامل لأكثر من 200 عينة من سرطان الثدي. بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة واستخدام عينات لأشخاص اصحاء من قطر بيوبنك، تمكن الباحثون من تحديد عدة متغيرات جينية صُنِّفَت على أنها مسببة للأمراض، أو من المحتمل أن تكون مسببة، وبعضها اُكْتُشِف فقط في المرضى، مما يشير إلى احتمال ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. بالإضافة إلى ذلك، أسفر تحليل الدرجات الجينية المتعددة المخاطر عن تحديد أربعة معايير لدرجات الخطورة أدت إلى التمييز بشكل واضح بين الأفراد الذين يعانون من سرطان الثدي العائلي من المجموعة نفسها. تنتظر هذه النتائج المشجعة التحقق من صحتها في عدد أكبر من العينات، ويمكن أن تؤدي إلى تحسين أدوات الفحص لتحديد الأفراد المعرضين لمخاطر عالية.

فك الشفرة
في ظل ارتفاع معدلات سرطان الثدي، كيف يتعامل معهدكم مع هذه القضية من خلال أبحاثه؟
زيادة على ذلك، أكمل الفريق تحليل التنميط المتعدد لأكثر من 200 عينة دم من المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي العرضي وأشخاص أصحاء، حيث حُدِّدَت الآلاف من المؤشرات الحيوية المحتملة. باستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم، يعمل الفريق حاليًا على تحليل هذه البيانات (فك الشفرة) للعثور على المؤشرات الحيوية التي يمكن أن تسهل الكشف المبكر والتنبؤ باستجابة المرضى للعلاج. كما تبذل الجهود للكشف عن الأساس الجيني لسرطان الثدي في هذه المنطقة باستخدام أحدث التقنيات البحثية، ويعمل الباحثون على تحديد التغيرات الجينية في الأورام لدى المرضى العرب. هذه الأفكار حول بيولوجيا الأورام قد تمهد الطريق للطب الدقيق، وتقدم تدخلات علاجية دقيقة تتوافق مع طفرات جينية محددة.
يحمل هذا الجهد التعاوني القدرة على إحداث تطور كبير في رعاية سرطان الثدي في العالم العربي. ومن الممكن أن يؤدي إلى التشخيص المبكر وتطوير علاجات دقيقة، مما يؤدي الى تحسين النتائج السريرية للمرضى. هذه الرؤية المفعمة بالأمل تؤكد أهمية عملنا الجماعي في هذا المجال.