د. سعد البازعي في لقاء فكري «عن بعد»: جائزة الكتاب العربي تدعم العلماء والمبدعين

alarab
المزيد 28 يوليو 2025 , 01:25ص
محمد عابد

نظمت جائزة الكتاب العربي، جلسة حوارية (عن بُعد)، استضافت فيها الناقد والمفكر السعودي الدكتور سعد البازعي الذي كُرِّم في الدورة الأولى من الجائزة. شكل اللقاء الذي أداره الإعلامي الأردني الدكتور عامر الصمادي، منصة فكرية ثرية، استعرض خلالها الدكتور البازعي رؤاه حول المشهد الثقافي العربي الراهن، ومسيرته البحثية والنقدية الممتدة، مقدما للحضور والمتابعين عمقا في التحليل المعرفي والنصائح للجيل الجديد من الباحثين.
وأشاد الدكتور سعد البازعي، بالدور الذي تؤديه جائزة الكتاب العربي في دعم مسيرة العلماء والمبدعين العرب، وأن مثل هذه المبادرات النوعية تسهم في ازدهار المشهد الثقافي والفكري العربي، وتحفيز حركة التأليف والنشر، والارتقاء بجودة المنتج المعرفي، مؤكدا أن الجوائز فعل ثقافي يتدخل في الحياة الثقافية لتوجيهها نحو التميز وأنها بتكريمها لأعمال محددة تسهم في تشكيل الذائقة الأدبية، قائلا: أعتقد أن الجوائز تمارس دورا حيويا كبيرا، وهناك إنجازات ما كان لها أن تحدث لولا الجوائز التي تحفز الباحثين على الأصالة والتميز 
 وحول استخدام الذكاء الاصطناعي في انتاج أعمال أدبية تشارك في الجوائز قال بالفعل الذكاء الاصطناعي يشكل تحديا في المنظومة الثقافية عموما سواء الجانب الابداعي أو البحثي لكن على الرغم من هذا التحدي فهناك برامج كاشفة تقابل هذا التطور التقني الذي يهدد الابداع والبحث العلمي.
كما نوه البازعي بالدعم الذي تقدمه جائزة الكتاب العربي للعلوم الإنسانية في ظل معاناتها من قلة الدعم مقارنة بالتخصصات الطبية والعلمية، واعتبر أن مجرد تسميتها بـ (جائزة الكتاب العربي) يعد دعما كبيرا للكتاب العربي في حد ذاته.
وحول حيادية الجوائز بشكل عام قال الدكتور سعد البازعي والذي يشغل رئيس جائزة القلم الذهبي: ليست هناك جائزة محايدة حيادا مطلقا، لأن الحياد المطلق مشكلة، فالجائزة تحمل رؤية من يمنحها، ودعا إلى تنويع لجان التحكيم لضمان عدم سيطرة اتجاه فكري معين.
كما تناول خلال الجلسة التحديات التي تواجه الباحثين والمفكرين في سعيهم نحو التميز المعرفي في عالم متسارع، مشدِّدا على أهمية الأصالة والعمق في مواجهة تسطيح المعرفة، مؤكدا على أهمية الدور الذي يؤديه دارس الأدب والمثقف العربي في تشكيل الوعي الحضاري.
وتوقف المفكر السعودي عند أبرز محطات مشواره الأدبي والفكري الذي جعله أحد أبرز الأصوات النقدية في العالم العربي، وتحدث عن بداياته، وتأثراته الفكرية، والمشاريع النقدية التي خاضها في مجالات الأدب المقارن والنقد الثقافي والترجمة والتي يعمل عليها حاليا.
وفي قراءته للواقع الثقافي العربي وتحولاته الراهنة، قدم الدكتور البازعي تحليلا معمقا للتحديات التي تواجه المشهد الإبداعي، خاصة في ضوء التغيرات الاجتماعية والمعرفية المتسارعة وتأثيرات العولمة وثورة التكنولوجيا الرقمية، داعيا إلى ضرورة تطوير الأدوات النقدية لفهم هذه التحولات والتفاعل معها بوعي وإيجابية، وتأكيد دور المثقف في تشكيل الوعي المجتمعي، وأنه يُفترض به أن يكون صوت أمته وضميرها. 
وتطرق في سياق حديثه عن التأزم الحضاري، لافتا إلى أن الأزمات تحيط بالحضارات كلها، مؤكدا أن هناك ضرورة إلى فهم الحضارة الغربية من داخلها وإلى الحفاظ على هويتنا ومكانتنا في العالم، وضرورة أن نُبرز هويتنا وثقافتنا وأن نكون موازين للعالم في ذلك. 
وأفرد الدكتور البازعي جانبا كبيرا من اللقاء الحواري للحديث عن أهمية الترجمة، واصفا إياها بـالجسر الكبير الذي تحتاجه كل الثقافات، ورأى أن ما مُنح للترجمة في العقدين الأخيرين يمنحنا الكثير من التفاؤل والأمل في العالم العربي، مشيدا في هذا الصدد بالدور الكبير لدول الخليج، وذكر على سبيل المثال جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في قطر، ومشروع كلمة في الإمارات، وما تقدمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، مبينا أن الحاجة إلى من هذه المشاريع لا تزال قائمة، وأن تكون حركة الترجمة فعلا منظما وموجها إلى حد بعيد، وأن يتم اختيار ما تحتاج إليه الثقافة العربية بشكل مدروس وترجمته.