حلف الأطلسي يعلن تضامنه مع الحملة التركية في سوريا

alarab
حول العالم 28 يوليو 2015 , 01:01م
أ.ف.ب
بدأ حلف شمال الأطلسي اليوم الثلاثاء مشاورات بطلب من تركيا لمناقشة الحملة العسكرية التركية على تنظيم الدولة الإسلامية والناشطين الأكراد في سوريا.

وفي بداية اجتماع سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف، أعلن امينه العام النرويجي ينس ستولتنبرغ أن الحلف "متضامن بقوة" مع تركيا في مواجهة "أعمال الإرهاب المرعبة" وعدم الاستقرار على حدودها الجنوبية.

وقال ستولتنبرغ إن الحلف "يتابع التطورات بشكل وثيق جدا ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا" .
وأضاف أن هذا الاجتماع "فرصة للتصدي لعدم الاستقرار على أبواب تركيا وعلى حدود الحلف"، مؤكدا أن "الإرهاب بكل أشكاله لا يمكن تبريره أو التسامح معه".

ودعت تركيا -الدولة المسلمة الوحيدة وأحد أقوى بلدان الحلف- إلى مشاورات مع حلفائها بعد هجوم سوروتش الدامي الذي نسبته إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهجمات نفذها حزب العمال الكردستاني واستهدفت شرطيين وجنودا أتراكا.

وتلقى العمليات التركية دعم فرنسا التي عبر رئيسها فرانسوا هولاند في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن "الشكر على العمل القوي التي تقوم به تركيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وعلى تعزيز التزامها إلى جانب التحالف" الدولي.

وأضاف البيان أن هولاند وأردوغان "طلبا من قوات المعارضة السورية التي بإمكانها المساهمة في المرحلة الانتقالية تعميق حوارها من أجل سوريا حرة وموحدة".

كما أعلنت السعودية دعمها العمليات العسكرية التي تشنها تركيا. 

وندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالهجمات الأخيرة في تركيا وأعرب عن تأييده "حق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية".

ويفترض أن ترد تركيا على أسئلة الحلف بشأن قرارها شن حملتها على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في وقت واحد في إطار "حرب على الإرهاب" مع أن المجموعتين متعاديتان.

يأتي هذا الاجتماع بعد يوم على قرار الولايات المتحدة وتركيا أمس الاثنين تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا. 

وقال مسؤول أمريكي كبير أمس الاثنين إن الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وتركيا "تهدف إلى إقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الإسلامية وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا" .
وأضاف أنه "لا يزال يتعين العمل على وضع تفاصيل" هذا الاتفاق غير أنه أكد أن "أي جهود عسكرية مشتركة لن تشمل فرض منطقة حظر طيران" وهو ما تريده تركيا منذ فترة طويلة. 
وأكد أن الاتفاق سيضمن دعم تركيا "لشركاء الولايات المتحدة على الأرض" الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية.

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء أن قيام "منطقة أمنية" خالية من تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وقال إن "تطهير هذه المناطق وإقامة منطقة أمنية سيسمح بعودة" اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1,8 مليون نسمة إلى بلدهم.

في الوقت نفسه، أكد أردوغان أن العمليات العسكرية ضد الناشطين الأكراد وجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية ستستمر. وقال قبل أن يغادر أنقرة متوجها إلى الصين إن "التراجع غير وارد. هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه".

وأكد أردوغان أيضا أن أنقرة لا يمكن أن تواصل عملية السلام مع الأكراد مع استمرار الهجمات على أهداف تركية. وقال "لا يمكن الاستمرار مع هؤلاء الذين يستهدفون الوحدة الوطنية والأخوة"، مشيرا بذلك إلى حزب العمال الكردستاني.

كان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد صرح الاثنين بأن بلاده ستواصل عمليتها العسكرية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني حتى يسلم هؤلاء أسلحتهم. وقال في مقابلة مع قناة إيه تي في التلفزيونية "سنواصل معركتنا حتى نحقق نتيجة معينة"، مضيفا "إما السلاح وإما الديمقراطية".

وأكد داود أوغلو في اجتماع مع عدد من محرري الصحف التركية أن التدخل التركي "سيغير التوازن" في المنطقة، غير أنه استبعد إرسال قوات برية إلى داخل سوريا. 
ونفى داود أوغلو أن تكون تركيا قلقة من المكاسب التي حققها الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، مشيرا إلى علاقات أنقرة مع إقليم كردستان العراق. 

ومنحت تركيا ضوءا أخضر للولايات المتحدة لاستخدام قاعدة أنجرليك الجوية لمهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية بعد أشهر من المفاوضات الصعبة. وقال داود أوغلو إن مطالب أنقرة بإقامة منطقة حظر طيران تمت تلبيتها "إلى حد ما"، بحسب صحيفة حرييت. 

وقال إن "الغطاء الجوي مهم وكذلك الحماية الجوية للجيش السوري الحر وغيرها من العناصر التي تقاتل التنظيم". وأضاف "إذا لم نرسل قوات برية - ولن نفعل ذلك - إذن يجب حماية عناصر أخرى تتعاون معنا على الأرض" .

ومساء أمس الاثنين أكد مكتب رئيس الوزراء التركي أن ضربات وجهت إلى حزب العمال الكردستاني في الساعات الـ24 الأخيرة، لافتا في بيان إلى أنها استهدفت "ملاجئ ومراكز لوجستية ومخابئ".

من جهتها، اتهمت قوات كردية سورية تشكل رأس الحربة في المعركة ضد الجهاديين على الأراضي السورية، الدبابات التركية بقصف قريتين في محافظة حلب بشمال سوريا يسيطر عليهما مقاتلوها، ما أسفر عن إصابة أربعة منهم.