أكد الدكتور عيسى البوحليقة – استشاري أمراض كلى وزراعة كلى بمؤسسة حمد الطبية، أن المؤسسة توفر كافة الاحتياجات الطبية للمصابين بأمراض الكلى في قطر، وأن معدلات الإصابة بأمراض الكلى في قطر تبلغ إصابة شخص من كل 8 أشخاص في المجتمع بأمراض الكلى.
وأشار في حوار لـ «العرب» إلى أن 50 عيادة موزعة في كافة المنشآت الصحية التابعة لمؤسسة حمد الطبية، من بينها 40 عيادة في مستشفى حمد العام، لافتاً إلى افتتاح 12 عيادة متخصصة لمن يعانون من ضعف في وظائف الكلى بنسبة أقل من 20 %، وهي مرحلة ما قبل الغسيل الدموي، إضافة إلى زيادة عدد العيادات المتخصصة في قسم الكلى لتلبية احتياجات المرضى، وتوفير مواعيد قريبة ودورية لمرضى الزراعة الذين يعانون من السكري.
وأوضح أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت جهودا كبيرة لزيادة حالات زراعة الكلى، كما أن قسم الكلى يشهد نشاطا في الأبحاث العلمية بعدة نواح.
وبين د. عيسى البوحليقة أن مؤسسة حمد الطبية عملت على زيادة عدد العيادات الخارجية المتوفرة لمرضى الكلى بجميع مناطق الدولة، فتم توفير وحدات غسيل كلوي في مناطق مختلفة من الدولة، من بينها وحدات مراكز الشمال الصحي والشيحانية الصحي والخور الصحي والوكرة الصحي، ووحدتا غسيل كلوي في مستشفيي الوكرة وحزم مبيريك. وإلى نص الحوار:
◆ بداية.. ماذا عن قسم الكلى وما يقدمه من خدمات؟
■ قسم الكلى بمؤسسة حمد الطبية يوفر كافة الاحتياجات الطبية للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى من مراجعي المؤسسة، سواء من ناحية الخدمات الطبية و العناية الصحية و احدث الأدوية الوقائية. ويمكن تقسيم أمراض الكلى إلى عدة أقسام، تشمل أمراض الكلى الحادة والمزمنة، ومرضى الفشل الكلوي ممن يحتاجون إلى الغسيل الدموي أو البيريتوني، وكذلك فئة مرضى الكلى ممن خضعوا لعملية زراعة الكلى. وتعمل مؤسسة حمد الطبية على تلبية احتياجات كافة مرضى الكلى، فنقدر أنه في الدولة شخص من كل 8 أشخاص في المجتمع يعاني من أمراض الكلى، والتي لها عدة مراحل بناءً على نسبة وظائف الكلى وأغلب مرضى الكلى الذين يتابعون في عيادات مؤسسة حمد الطبية تكون نسبة عمل الكلى أقل من 60 %.
50 عيادة
◆ وكم عدد عيادات أمراض الكلى؟
■ لدينا 50 عيادة موزعة في كافة المنشآت الصحية التابعة لمؤسسة حمد الطبية، منها 40 عيادة في مستشفى حمد العام. ولدينا عيادات متخصصة لمرضى الكلى الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى بنسبة أقل من 20 %، وهي عيادة ما قبل الغسيل الدموي، وهذه الفئة تحتاج إلى رعاية طبية مكثفة، تشمل مواعيد شهرية وتثقيف عن أنواع الغسيل الدموي وعن زراعة الكلى واستشارات غذائية وتنسيق مع أطباء الأوعية الدموية لعمل قسطرة الغسيل الدموي.
وهذه العيادات تضم 12 عيادة، متوفر أغلبها في مركز فهد بن جاسم لأمراض الكلى.
◆ هل من عيادات جديدة تم اضافتها مؤخراً؟
■ تم زيادة عدد العيادات المتخصصة في قسم الكلى لتلبية احتياجات مرضانا في جميع انحاء البلاد، وتم التعاون مع قسم الغدد الصماء لتخصيص عيادة سكري لمرضى الزراعة والغسيل الدموي، ونتيجة لهذا التعاون أصبح من السهل توفير مواعيد قريبة ودورية لمرضى الزراعة الذين يعانون من السكري وقد لاحظنا تحسنا واضحا في معدل السكري لدى المرضى. كما قمنا بالتعاون مع قسم الروماتيزم لتخصيص عيادة لهشاشة العظام لمرضى زراعة الكلى.
زراعة الكلى
◆ ماذا عن جراحات زراعة الكلى في مؤسسة حمد الطبية؟
شهدت الفترة الأخيرة تطورا كبيرا بالنسبة لزراعة الكلى في الدولة، فالسنوات الخمس الأخيرة شهدت جهودا كبيرة لزيادة حالات زراعة الكلى في قطر، وهذه الزيادة ترجع إلى الشراكة المثمرة بين الكادر الجراحي والطبي والمخبري لتهيئة امان ونجاح العملية الجراحية، فضلا عن الجهود المبذولة باستمرار لتثقيف المرضى، أفراد عائلتهم عن زراعة الكلى كأفضل علاج متوفر للفشل للكلوي، وتسهيل سبل التواصل مع قسم الزراعة، والذي أدى الى الثقة الكبيرة في إمكانيات الكادر الطبي العامل في مؤسسة حمد الطبية، والنتائج السنوية الممتازة لبرنامج زراعة الكلى والتي تضاهي الكفاءة العالية المتوفرة بالخارج.
وأحد أهداف جراحات زراعة الكلى في قطر هو تسهيل سبل التواصل مع قسم الزراعة، وإدخال برامج جديدة لدعم برنامج زراعة الكلى، ومن بينها البدء في برنامج زراعة الكلى من متبرعين بفصائل دم مختلفة، والمريض في هذه الجراحات يحتاج إلى تجهيز مكثف من شهر إلى شهرين قبل اجراء الجراحة، من خلال إعطاء عدة جلسات لتنقية الدم من الأجسام المضادة، وقد تم اجراء عدد من الجراحات من هذا النوع، وفي عام 2023، بدأنا في برنامج جديد وهو زراعة الكلى لمرضى يعانون من أجسام مضادة لأنسجة المتبرعين، وكان العديد من المرضى يسافرون للخارج لإجرائها إلا أنَّ نجاح فريق الزراعة في قطر بوضع بروتوكولات محلية جديدة لهذه البرامج بالاستفادة من الخبرات العالمية، وهذا النوع من البرنامج أيضاً يحتاج إلى تجهيز مكثف، وقد تم اجراء ثلاث جراحات من هذا النوع، ونسبة نجاح هذه العمليات في قطر هي ١٠٠٪ منذ بدايتها.
تبرع من المتوفين
◆ وماذا عن حالات التبرع من المتوفين دماغياً؟
■ هذا الامر يختلف من عام لآخر، وهذا يعتمد على عدد المتوفين دماغياً، ومركز «هبة» لزراعة الأعضاء، والذي يضم مئات الآلاف من الأشخاص الموقعين على وثائق التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
العام الماضي، شهد التبرع اكثر من 6 حالات متوفاة دماغياً، بعضها تبرع بكلية واحدة والبعض يتبرع بكليتين، بناءً على الحالة الصحية للمتبرع.
◆ حدثنا عن الاهتمام بالبحث العلمي في مؤسسة حمد الطبية؟
■ البحث العلمي جزء هام من الرعاية الصحية، من أجل توفير أحدث التقنيات ومواكبة المستجدات الطبية عالمياً، وفي الوقت الحالي يشهد قسم الكلى بمؤسسة حمد الطبية نشاط في الأبحاث العلمية بعدة نواحي، حيث شهدت الأعوام الماضية إجراء العديد من الأبحاث العلمية حول أمراض الكلى أو زراعة الكلى أو أيضاً مرضى الغسيل ودراسة بعض المتغيرات الحديثة.
◆ هل من خدمات تم اضافتها مؤخراً؟
■ نعمل على زيادة عدد العيادات الخارجية المتوفرة لمرضى الكلى بجميع مناطق الدولة، بحيث نواكب توفير الخدمات بصورة عامة، يوجد حاليا وحدات غسيل كلوي في مناطق مختلفة من الدولة وأنَّ مركز فهد بن جاسم يقوم على خدمة قرابة 50% من مرضى غسيل الكلى، وهناك وحدة غسيل كلوي في مركز الشمال الصحي، ووحدة غسيل في مركز الشيحانية الصحي، ووحدة غسيل في مستشفى الوكرة ووحدة غسيل في مركز الوكرة الصحي، ووحدة غسيل في مركز الخور الصحي، ووحدة غسيل في مستشفى حزم مبيريك العام.
نصائح وتوعية
◆ البعض يلجأ لجراحات زراعة الكلى بالخارج.. ما هي نصائحكم؟
■ في الفترة الأخيرة من الملاحظ تزايد عدد الأشخاص الراغبين في اجراء جراحة زراعة الكلى داخل الدولة، وعدم السفر للخارج، وهذا يثبت ثقة المجتمع في الخدمات والرعاية الصحية المتكاملة التي توفرها مؤسسة حمد الطبية.
◆ ما أبرز ملامح برامجكم التوعوية؟
الإصابة بأمراض الكلى في قطر مقارب للمعدلات العالمية، والسبب الرئيسي في أمراض الكلى هو مرض السكري ومرض ارتفاع الضغط، و من المهم جداً تفاديهما للوقاية من الإصابة بأمراض الكلى.
وللتوعية دور كبير في التقليل من الأمراض التي تؤدي إلى مشاكل الكلى، حيث يجب ممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي والمتابعة الدورية مع الطبيب العام لتفادي أمراض الكلى، إضافة إلى أهمية الفحص المبكر لأمراض الكلى عن طريق تحليل الدم، والتحكم المناسب في مستويات السكري والضغط للذين يعانون منهما.
بشكل عام، نؤكد على أهمية شرب السوائل لأي شخص من أجل تفادي الإصابة بأمراض الكلى، خاصةً في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة والذي يزيد من خطر الجفاف وتكوين حصوات الكلى ويستثنى من ذلك المرضى الذين يعانون من فشل عضلة القلب أو فشل الكبد، إضافة إلى أهمية الابتعاد عن الأدوية الضارة للكلى واهمها مسكنات الآلام اللاستيرويدية.