تناولنا الشأن القطري بموضوعية.. ولم نتعرض لضغوط أو انتقادات
محليات
27 ديسمبر 2016 , 02:22ص
اسماعيل طلاي
أكد الدكتور صلاح الدين الزين مدير مركز الجزيرة للدراسات أن نجاح المركز في أن يتبوأ المراكز الخمسة الأولى عالمياً، في ظرف 10 سنوات فقط، يعكس نجاح المركز في صناعة وعي جديد بقضايا المنطقة والعالم، واستشراف العديد من الأحداث، والتنبؤ بصعود أطراف إقليمية وطنية ودولية، قبل سنوات طويلة.
ولفت إلى أن المركز، ورغم تواجده في قطر، إلا أنه لم يتعرض مطلقاً لأي تدخلات أو ضغوطات أو انتقادات من قبل السلطات القطرية، رغم تناوله للشأن القطري والسياسة الخارجية بموضوعية.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية نظمها مركز الجزيرة للدراسات مع ممثلي الصحف المحلية، وكوادر المركز وباحثيه، عشية الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيسه، يوم 8 يناير المقبل.
وقال الدكتور صلاح الدين الزين: إن «مرور 10 سنوات محطة مهمة للوقوف على تجربة المركز والإسهامات التي قدمها، والتحديات التي تواجهه في المنطقة، والتحولات التي تزداد معها أهمية مراكز البحث والدراسات».
وأشاد مدير المركز بالرعاية الكريمة للمركز من رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، وتوفير كافة سبل الرعاية والاهتمام لنجاح المركز في تأدية رسالته، فضلاً عن دعم مدراء شبكة الجزيرة على مدار السنوات الماضية.
تناولنا الشأن القطري بموضوعية
وردّا على سؤال لـ «العرب» بشأن مساهمة المركز بدراسات استشرافية وتحليلية، تعنى بالشأن القطري المحلي، قال الدكتور صلاح الدين الزين، مدير الجزيرة للدراسات: «لقد صدر عن المركز العديد من الكتب التي تناقش السياسة الخارجية لدولة قطر، والتجربة التنموية، ودراسة بعنوان «قطر بعيون أجنبية»، وكلها إصدارات تتناول الأوضاع بصورة موضوعية».
وحول ما إذا كان المركز تعرض لأي ضغوط أو انتقادات من قبل المسؤولين القطريين بسبب تناوله للشأن القطري، قال الدكتور صلاح الدين: «لم يحدث ذلك أبداً، بالعكس، فقد تناولنا الشأن القطري، ولدينا إصدار عن السياسة الخارجية، تناول تقييماً موضوعياً وعلميّا وبحثيّا، وبات اليوم مرجعاً للتدريس. كما أن المسؤولين القطريين شاركوا معنا في ندوات ومنتديات نظمها المركز، شهدت نقاشات مفتوحة، على المباشر، وتحدث فيها خبراء وباحثون من كل الأطياف والقناعات».
وتابع الدكتور الزين قائلاً: «إن استقلالية وموضوعية المركز مسألة محسومة، ومن القيم الأساسية لعملنا البحثي، تقديم قراءة موضوعية للأحداث، والمركز جزء من شبكة الجزيرة المستقلة في عملها، كما أن أوراقنا وفعاليتنا منشورة ومعلنة، وتؤكد أننا نعطي مجالات ومنبراً وفرصة لكافة الأطراف لطرح وجهات نظرها، كما أننا نعتمد على إسهامات باحثين من الخارج لا يمكن توجيهها».
واعترف د.الزين إلى أن «المركز تعرض فعلاً لبعض الانتقادات من جهات مختلفة، نتيجة تناوله لقضايا مسكوت عنها، مثلما حدث عقب إطلاقه ملفاً عن تنظيم الدولة «داعش»، وزعم البعض أننا نروج للتنظيم».
السياسة الأميركية ليست أولويتنا
وحول توقع المركز لفوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قال د. صلاح الزين: «إن تركيزنا على المنطقة ومحيطها المباشر. والسياسة الأميركية لا تشكل أولوية ضمن الأجندة البحثية للمركز، ولكننا عقدنا ندوة عن فوز ترامب وعودة موجة الشعبوية، واحتمالات سياسته تجاه فلسطين واليمن وصراعات المنطقة».
سيناريوهات.. لا توصيات
وعن استشراف المركز لمآلات الأزمة اليمنية وعملية عاصفة الحزم، قال الدكتور صلاح الدين: «إن مركز الجزيرة للدراسات عقد العديد من الأنشطة لفهم ديناميكيات المسألة اليمنية، وكان للمركز قراءة دقيقة لمسار هذه العملية. وقدمنا سيناريوهات وليس توصيات».
في حين أشار الحواس تقية، الباحث في المركز، المشرف على دراسات العالم العربي، إلى تقديم المركز رؤية واقعية للأزمة اليمنية وعملية عاصفة الحزم، بأنها حققت بعض الإنجازات بوقف تمدد الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، وأن العمليات لا تزال مفتوحة. وقد أصاب المركز في توصيف ما يجري والسيناريوهات القادمة.
صلاح الدين: المركز تنبأ بصعود تركيا وإيران قبل سنوات
أكد الدكتور صلاح الدين، مدير المركز الجزيرة للدراسات « أن المركز حقق نجاحاً ملموساً خلال 10 سنوات الماضية في تلمس واستشراف القضايا الرئيسية في منطقتنا، وطرحها قبل وقت مبكر»، لافتا إلى أن «المركز كان له دور كبير في استشراف والتنبيه على الكثير من القضايا الحالية قبل فترات طويلة من احتدامها، مثل صعود لاعبين إقليميين يؤدون أدوارا مهمة في المنطقة، على غرار تركيا وإيران. إلى جانب الاهتمام بالقضية العراقية. حيث عقد المركز ملتقى حول العراق، تناول قضية الوحدة وبناء الدولة عام 2007. كما حذر المركز من قضية التشدد والعنف في المنطقة، وتناول بالبحث والدراسة مسيرة ومستقبل الحركات الإسلامية، وناقش المسألة الكردية على حساسيتها، حيث كانت من بين أهم الأنشطة التي نظمها المركز عام 2013، فضلا عن العلاقات مع إفريقيا وتطوراتها، وغيرها من الملفات المهمة. كما نجح المركز في تقديم تحليلات موضوعية للأحداث الجارية، وخلق وعي عميق عبر أوراق تحليلية وتقديرات موقف، سلَّطت الأضواء على الأحداث».
صناعة وعي جديد بقضايا المنطقة
اعتبر الدكتور صلاح الدين أن مركز الجزيرة للدراسات «نجح في تحقيق الهدف من إنشائه، بصناعة وعي جديد بقضايا المنطقة والعالم»، لافتاً إلى أن «رسالة المركز قامت على ركيزتين أساسيتين؛ هما تقديم الدعم البحثي لشبكة الجزيرة الإعلامية من خلال التقارير والتحليلات المعمقة، وإصدار الكتب والملفات البحثية وتنظيم الفعاليات والأنشطة ذات الصلة، مثل منتدى الجزيرة وغيرها من الفعاليات، من مؤتمرات وندوات عامة، بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، إضافة إلى محور الأنشطة البحثية مع مؤسسات أخرى داخل وخارج قطر».
وأشار إلى إنشاء برنامج للدراسات الإعلامية حول تحولات الإعلام في المنطقة والعالم، حيث عقد المركز سلسلة ندوات ومؤتمرات، تعدّ منصات للحوار، وتم الحرص خلالها على التنوع الجغرافي والفكري، باستدعاء كافة الأطراف المعنية للمناقشة والبحث، واستدلّ الدكتور بإحدى إسهامات المركز، قبل انفصال جنوب السودان، حيث كان هناك احتقان وتوتر شديدين، واستدعى المركز أطراف القضية ما قبل الاستفتاء وبعده، عبر 4 فعاليات رئيسية وتوافقت مؤشرات الأبحاث والمناقشات إلى حد كبير مع مجريات الأحداث الحالية.
استفتاء 7 آلاف شاب حول «الربيع العربي»
نوّه الدكتور صلاح الدين إلى «حرص المركز على الانفتاح على شريحة الشباب لتقديم رؤيتهم حول ما يجري من أحداث، فضلاً عن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للانفتاح على جمهور أوسع، وعرض المنتج البحثي على مستخدمي هذه الوسائل، وكان لذلك أثر ايجابي وفعال، لافتاً إلى مشاركة حوالي 7 آلاف شخص في استطلاع لآراء الشباب في دول الربيع العربي عام 2014 حيث تباينت الآراء ووجهات النظر حول ما يجري في بلدانهم».
إصدارات تحولت إلى مراجع دولية
وحول مدى الاستشهاد بالمركز وأبحاثه، قال الدكتور: «هناك مؤشرات كثيرة حول توظيف الإنتاج البحثي للمركز والاستفادة منه، على سبيل المثال، هناك كتب أصدرها المركز يتم تدريسها في معهد الدوحة للدراسات مثل كتاب «السياسة الخارجية القطرية»، وأخرى تم ترجمتها للعديد من اللغات مثل «كتاب الإسلاميون»، فضلاً عن نشر منتجات المركز بالعديد من الصحف بدول المنطقة، إضافة إلى الإشادة من شخصيات إقليمية ودولية بجهود المركز، ونشر المعرفة بقضايا المنطقة، وكلها أمور لا تقدر بثمن».
تطوير الدراسات الاقتصادية والانفتاح على اللغات
وحول ما يحتاجه المركز لتطوير أعماله في السنوات المقبلة، قال: «إن المركز حريص على وضع خطط استراتيجية لمسيرته كل عامين، لتحديد نقاط القوة والضعف، ومع التركيز على القضايا الجيوسياسية، لابد أن نهتم أكثر بالدراسات الاقتصادية، ومع اهتمامنا بتحليل ما يجري من أحداث والبعد الاستشرافي، ينقصنا البعد الخاص بوضع تصورات للحلول».
الاستفادة من توسع شبكة الجزيرة
وختم قائلاً: «إن الخبرات الموجودة بالمركز لا تغطي كافة المجالات والتخصصات، وإنتاجنا البحثي أغلبه باللغتين العربية والإنجليزية، ولكن هناك لغات أخرى مهمة مثل الصينية والروسية والإسبانية، وهناك طلب على منتجاتنا البحثية من طرف الناطقين بتلك اللغات، لافتاً إلى أنه يتم التعامل مع هذه المسائل عبر وسيلتين؛ بناء شراكات مع مؤسسات ومراكز أكاديمية، والاستفادة من توسع شبكة الجزيرة بإطلاقها منصات صحفية في عدد من الدول بوضع منتج بحثي بهذه اللغات.