الأخضر يلعب.. والبولندي يكسب

alarab
رياضة 27 نوفمبر 2022 , 01:13ص
إسماعيل مرزوق

وقف الحظ حجر عثرة بالمرصاد أمام المنتخب السعودي خلال مباراته مع البولندي، فالبرغم من سيطرة الأخضر وتهديده للبولندي على مدار شوطى المباراة إلا أن البولندي حسم الموقعة بالخبرة بهدفين دون رد، في اللقاء الذي جمعهما، أمس، على استاد المدينة التعليمية في ثانية جولات المجموعة الثالثة من منافسات كأس العالم.
ورفع المنتخب البولندي رصيده إلى النقطة الرابعة في الصدارة بعدما كان قد تعادل مع المكسيك في الجولة الأولى، فيما تجمد رصيد المنتخب السعودي عند ثلاث نقاط جناها من فوز تاريخي على نظيره الأرجنتيني في مستهل المشوار بهدفين لهدف، ليحتل المركز الثاني مؤقتا.
وسجل المنتخب البولندي هدفيه عبر كل من لبيرت زيلنسيكي (د39) وروبرت ليفاندوفسكي (د82). كان الاخضر الأفضل والأكثر انتشارا على مدار المباراة بل وأضاع ركلة جزاء عن طريق سالم الدوسرى ورغم اضاعة الركلة إلا ان الاخضر هدد مرمى البولندي بكل الطرق. 
 خاصة الشوط الأول الذي بدأه مهاجما مجبرا المنتخب البولندي على التراجع إلى الخلف، ليبدأ التهديد مبكرا عبر تسديدة محمد البريك التي أبعدها الدفاع لركنية في الدقيقة السادسة، فيما جاءت أخطر الفرص وكانت صاروخية محمد كنو التى أطلقها نقطة تحول للاخضر رغم إبعاد الحارس تشيزني للكرة في الدقيقة 13، وفي المقابل تأخر رفاق نجم برشلونة الإسباني ليفاندوفسكي كثيرا في الدخول في أجواء المباراة. 
وفي غمرة انشغال المنتخب السعودي بالبحث عن الأسبقية، أرسل نجم يوفنتوس الإيطالي ميلك أركاديوس كرة عرضية وصلت إلى ليفاندوفسكي الذي راوغ الحارس العويس وهيأ الكرة لبيرت زيلنسيكي أطلقها قوية في سقف المرمى مسجلا الهدف الأول للمنتخب البولندي في الدقيقة 39.
وأظهر المنتخب السعودي رد فعل قويا عقب التأخر، وحاصر منافسه بحثا عن العودة، وكاد محمد كنو أن يعدل النتيجة من تسديدة قوية، لكن كرته مرت بمحاذاة القائم في الدقيقة 41 قبل أن يكسب صالح الشهري ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد تدخل من تقنية الفيديو المساعد (VAR) التي رصدت تدخلا قويا تعرض له الشهري من المدافع كريستيان بيليك، لينبري سالم الدوسري للركلة لكن الحارس تشيزني صد الكرة لتتهادى أمام محمد البريك الذي سددها فوق العارضة في الدقيقة 45+1 ليهدر الأخضر فرصة التعادل منهيا الشوط الأول متأخرا بهدف دون رد.
واستهل المنتخب السعودي الشوط الثاني بذات الطريقة التي أنهى بها الشوط الأول، مواصلا حصاره المشدد على المنتخب البولندي المتراجع أصلا إلى الخلف، وكاد التعديل أن يأتي عندما توغل سالم الدوسري وهيأ الكرة لنواف العابد بديل سامي النجعي لكن الدفاع أبعد الكرة لتصل إلى صالح الشهري الذي لم يحسن توجيهها إلى الشباك في الدقيقة 56،  وعلى عكس المجريات سجل المنتخب البولندي الهدف الثاني عندما ارتكب عبد الإله المالكي خطأ فادحا بفقدان كرة سهلة أمام المرمى خطفها ليفاندوفسكي ووضعها في الشباك معززا تقدم منتخب بلاده في الدقيقة 82. لتنتهي المباراة بفوز المنتخب البولندي. ولكن رغم خسارة الاخضر الا ان الامال قائمة في ظل المستوى الرائع الذي قدمه الفريق في مباراتى الارجنتين وبولندا لاسيما وان الاداء الرجولى لابناء الاخضر تبشر بالخير واحراز بطاقة التأهل للصعود للدور الثانى.

الشهري والعبود: النتيجة قاسية

أكد كل من عبد الرحمن العبود وصالح الشهري لاعبي المنتخب السعودي أن الخسارة أمام بولندا كانت قاسية في ظل الأداء الجيد الذي قدمه «الأخضر».
 «قدمنا كل شيء خلال المباراة، وهذه هي كرة القدم، أظن أن الحظ لم يكن بجانبنا في بعض الأحيان، رغم أننا سيطرنا على مجريات المواجهة».
وواصل اللاعبان: «نشكر الجماهير التي ساندتنا طيلة المباراة، ونعتذر منهم على هذه الخسارة، ونأمل أن نكون أفضل في المواعيد القادمة، الخسارة جزء من كرة القدم وعلينا تجاوزها سريعا»، وأردف: «المدرب طلب منا الهجوم في الشوط الثاني، هاجمنا وصنعنا فرصا أكثر من المنتخب البولندي لكننا لم نكن موفقين في التسجيل». ولو تمكنا من تسجيل ركلة الجزاء لكان هناك كلام آخر».
«حظوظنا لا تزال قائمة في التأهل، نملك مباراة ثالثة أمام المكسيك وسنحاول تقديم كل شيء فيها من أجل الفوز وتعويض هذه الخسارة».
مع ضرورة التدارك في المباراة المقبلة، ومحاولة تحقيق نتيجة إيجابية أمام المكسيك من أجل مواصلة المشوار في مونديال قطر وبلوغ الدور ثمن النهائي.

تشيسلاف: كنا أكثر فعالية

أعرب تشيسلاف ميخنييفيتش مدرب بولندا عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه أمام السعودية، وقال بعد نهاية المباراة: سوف نفرح بهذا الفوز. السعودية فريق جيد لكننا كنا أكثر فعالية. سجلنا هدفين ولا نحتاج أكثر من ذلك. سوف أتابع مباراة الأرجنتين والمكسيك لأعرف الفريق الذي سأنافسه في الجولة المقبلة».
وعن تأثر ليفاندوفسكي بهدفه الأول « أعلم أنه ليفا ينخرط في المباريات بكل مشاعره. كان يمكن أن يسجل هدفين أو ثلاثة اليوم. نحن سعداء على أية حال، لكن لاعباً واحداً لا يمكنه الفوز، بل الفريق، وليفا جزء من الفريق».

رينار: لا تظنوا أننا انتهينا

عبر هيرفي رينار المدير الفني الفرنسي لمنتخب السعودية عن فخره باللاعبين رغم الخسارة من بولندا في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة كأس العالم قطر 2022. وقال رينار: «أنا فخور باللاعبين وما أظهرناه في المباراة كان جيدًا، يجب علينا أن نستفاد مما حدث في المباراة القادمة».
وأضاف: «كنا قريبين من التعادل وكانت هجماتنا رائعة وللأسف أهدرنا ركلة جزاء، لكننا لم نسقط بعد، لم ننهار، وفريقنا يقف على قدميه ولا تظنوا أننا انتهينا».
وشدد: «لم ننته بعد وسنبذل كل ما بوسعنا حتى الثانية الأخيرة لنا في كأس العالم».