رئيس مجلس إدارة النخبة لإعادة تصنيع الورق لـ «العرب»: 250 مدرسة تتعاون مع مشروع إعادة التدوير

alarab
محليات 27 يونيو 2021 , 12:20ص
منصور المطلق

مخلفات الورق والكرتون في شوارع قطر كانت مصدر إلهام للسيد عبدالله إبراهيم السويدي لتأسيس وإنشاء مصنع، يستخدم تلك المخلفات كمصدر للمادة الخام التي تدخل بإنتاج ورق وكرتون جديد بأشكال تجارية عديدة تلبي حاجة السوق المحلي.

وكشف السويدي رئيس مجلس إدارة النخبة لإعادة تدوير الورق، عن توسع في مشروع إعادة التدوير عبر نشر حاويات أكثر، لإعادة التدوير وعقد شراكات جديدة مع القطاع العام وسفارات الدول في البلاد. وقال لـ «العرب» : إن مصنع النخبة ينتج نحو 48 ألف طن سنوياً من الأوراق المعاد تدويرها، سواء كانت كتباً مدرسية أو أوراقاً مستخدمة في البنوك والوزارات وغيرها.
وأوضح أن مصنع النخبة يضم أسطولاً من 100 شاحنة لجمع الأوراق ونحو 2000 حاوية لإعادة التدوير، مشيراً إلى أن المادة الخام تأتي من خلال جمع مخلفات الورق والكرتون من مختلف أنحاء البلاد، إذ يبلغ عدد النقاط التجميعية 1500 نقطة لجمع الورق والكرتون، تقوم بتجميع نحو 4 آلاف طن شهرياً بمعدل 140 طناً يومياً. 

 شراكات واتفاقيات
وعن الشراكات مع القطاع العام والجهات الأخرى، قال السويدي: «لدينا اتفاقيات مع نحو 30 سفارة في البلاد ولدينا مذكرات تفاهم واتفاقيات مع أغلب الوزارات والجهات الحكومية، حيث تقوم هذه الجهات بتزويدنا بالمواد الخام الورقية لإعادة تدويرها»، لافتاً إلى أن المصنع يرتبط بعقود مع العديد من المؤسسات الحكومية والشركات الوطنية والمجمعات التجارية والبنوك والمدارس لجمع المخلفات الورقية منها من خلال حاويات إعادة التدوير الخاصة بالمصنع. 
وأضاف أن أكثر من 250 مدرسة وجامعة تتعاون مع مشروع إعادة التدوير، معبراً عن فخره بأن المصنع يسهم في الاكتفاء الذاتي، حيث يزود السوق القطري بورق مقوى وكرتون معاد تدويره بنسبة 100 %، ونوه بأن المصنع بصدد التوسع بالإنتاج ليصبح حلقة إنتاج كاملة من بداية المنتج الجديد بالسوق المحلي وجمعه بعد الاستخدام ومن ثم العمل على تجميعه، وإعادة تدويره داخل المصنع والعودة به كمنتجات تجارية جديدة بالسوق المحلي.
وعن المبادرات والفعاليات التي يقيمها مصنع إعادة تدوير الورق، قال رئيس مجلس إدارة «النخبة»: إن المصنع أطلق العديد من المبادرات والفعاليات التوعوية، منها القبة البيئية، التي كانت قبل انتشار فيروس كورونا تعمل على استقبال طلاب المدارس لتدخلهم بعالم افتراضي عبارة عن غابتين إحداهما ميتة والأخرى مزدهرة، وذلك لعرض آثار الأضرار بالغابات عبر قلع الأشجار وصناعة الورق، واستعراض أهمية إعادة التدوير لتخفيف الضغط على الغابات والحفاظ عليها خضراء مزدهرة مما يعود بالنفع على العالم أجمع، بالإضافة إلى العديد من المبادرات لتشجيع وترسيخ ثقافة إعادة التدوير لدى جيل المستقبل، وإسهامهم في تنمية قطاع إعادة التدوير حفاظاً على البيئة والموارد الطبيعية. 

 فكرة عمرها 10 سنوات
 وأوضح السويدي أن فكرة مشروعه الصناعي بدأت منذ أكثر من عشر سنوات عندما كان يرى الورق والكرتون موجودا في الشوارع دون فائدة تُرجى منه ودون استغلال حقيقي من أي مؤسسة أو شركة محلية. وأضاف أن فكرة المشروع قامت على النظر لتلك المخلفات كمصدر للمادة الخام والأولية لتصنيع الورق والكرتون الجديد الذي قد يكون له أثر ملموس في السوق المحلي. 
ويستطرد السويدي: إن تلك الكميات من الورق والكرتون التالف في قطر كانت تشكل عبئا على كافة الجهات المعنية في إزالتها وإتلافها، بالإضافة إلى أنها تشوه المنظر العام في الأسواق والشوارع المختلفة بالدولة. 
ونوه بأن تأسيس المشروع كان قبل 10 سنوات ليبدأ بعده مشوار الإنتاج في المصنع، وقال إن البداية كانت بإعادة تدوير الورق والمخلفات منه وتصنيع ورق الكرتون بعدة أشكال تجارية حسب رغبة السوق. وأكد أن المشروع لاقى دعما واضحا من قبل العديد من الجهات المعنية بالدولة ومنها تخصيص الأراضي للمصنع من قبل وزارة التجارة والصناعة، كما كان هناك دعم مالي من قبل بنك قطر للتنمية بأكثر من 70% من رأس مال المصنع بالبدايات، بالإضافة إلى دعم من قبل غرفة قطر من الناحية التسويقية وإيجاد الزبائن للمصنع. وشدد على أن المشروع الذي بدأ بفكرة سيستمر بالنمو والتوسع، إذ إن هناك دراسة للتوسع بإعادة التدوير والانتقال إلى أصناف جديدة ومنها منتجات المناديل الورقية والأكياس الورقية وورق الكتابة.
ولفت عبدالله إبراهيم السويدي إلى أن المشروع حصد جائزة «جرين إيرا» تقديراً لالتزامه بمزاولة أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستدامة وحماية البيئة وأفكارها المبتكرة، ضمن احتفالية ضخمة جمعت عدداً من الشركات والمؤسسات الحكومية، وشركات الطاقة المتجددة العالمية، والهيئات البيئية، وغيرها من أكثر من 35 دولة، لتغطية الموضوعات المتعلقة بالاستدامة.