في ختام ندوات «ميليبول 2022».. خبراء يطرحون منهجية وقائية من التهديدات السيبرانية

alarab
محليات 27 مايو 2022 , 12:25ص
الدوحة - العرب

م. خالد الهاشمي: التكنولوجيا بحاجة لمتابعة مستمرة 
د. نورة فطيس: الحوار ضرورة في أوقات الأزمات 
اللواء مارك بوجيه: تصاعد التزييف العميق عبر الإنترنت 
 

ناقشت الندوات التي أقيمت خلال اليوم الثالث والأخير من المعرض الدولي للأمن الداخلي والدفاع المدني «ميليبول قطر 2022» في نسخته الرابعة عشرة عدداً من الموضوعات المهمة المتعلقة بالأمن السيبراني والتهديدات الإلكترونية.
وتحدث خلال جلسات هذه الندوة عدد من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في قطاعات الجرائم الإلكترونية والأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات ذات الصلة.
وفي هذا الإطار استعرض المهندس خالد صادق الهاشمي من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ــ 5GW عدداً من التجارب في التعامل مع التكنولوجيا أثناء الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة، مؤكداً أن التكنولوجيا بحاجة للمبادرة والمتابعة المستمرة للتطورات وليس التعامل معها بمبدأ رد الفعل.
وتناول المهندس الهاشمي في عرضه تاريخ حروب الأجيال التقنية الخمسة والتي أدت إلى الانتقال من المركزية إلى اللامركزية في التعاطي التقني، موضحاً أن العالم يواجه مشكلة ضياع المعلومات وتوزيعها الخاطئ مما يستدعي وجود إجراءات تقنية وقانونية خاصة للتعامل معها لاسيما خلال الفعاليات الكبرى.

نقص الوعي 
من ناحيته تحدث اللواء مارك بوجيه من قوات الدرك الوطني الفرنسي عن الهجمات السيبرانية المحترفة وتزايد أعدادها في ظل نقص الوعي بها في المجتمع وبين المؤسسات والشركات في حين تزايد الإقبال على الخدمات الإلكترونية والرقمية حول العالم، وخصوصاً الدول الأضعف في بنياتها التقنية والبشرية.
وبين دور قوات الدرك الوطني في التفاوض على الدعم الإقليمي، والذي يشتمل على حماية المسؤولين الحكوميين، وإنقاذ الرهائن، والتواجد في حالات الكوارث الطبيعية.
وتناول اللواء مارك بوجيه في عرضه التقديمي إستراتيجية التوظيف في شريحة واسعة من الجهات، وقسمها إلى نوعين: التوظيف التقليدي ويشكل 40 % منه الموظفون التقنيون ومحامون ذوو خبرة بالهجمات والاختراقات السيبرانية، والنوع الثاني هو توظيف الاحتياطيين وهم الاختصاصيون التشغيليون الذين تزداد الحاجة لهم أثناء الأحداث والفعاليات الكبرى، وأيضا المواطنون العاديون لدعم التنمية التقنية في البلاد بشكل عام.
ثم ذكر الكيفية التي تتم بها عمليات التوظيف، عبر الاتصالات الداخلية والخارجية، وعبر المشاركة في المنتديات والفعاليات الكبرى، وعبر الاحتكاك والتواصل مع المجتمع المدني.
وعرض المحاضر الرؤية العالمية والخيارات الإستراتيجية لعام 2022، وابتدأ بذكر المخاوف حيث تنظم الشبكات الإجرامية نفسها حول برامج الفدية، ومن المتوقع تسرب البيانات نظرا لحجم البيانات المخزنة والتي تتم مشاركتها، واتساع المنصات القابلة للهجوم والاختراق مثل تقنية الـ 5G والعمل عن بعد وعبر الإنترنت.. إلخ.

الكراهية عبر الإنترنت 
وأشار اللواء مارك بوجيه إلى تزايد أعمال الكراهية عبر الإنترت والتزييف العميق «Deep Fake» مما يؤدي إلى التلاعب بالأشخاص وأيضا زعزعة الأمن والاستقرار الاجتماعي.
وشدد في نهاية عرضه على ضرورة اتباع منهجية وقائية وعقد شراكات أكثر وأكبر، والتعاون لاعتماد استجابات موحدة حسب نوع الهجمات والاختراقات، وتقوية المهارات القضائية والتقنية على أعلى المستويات، وتقوية الشراكات الدولية وخصوصا في أوروبا، خاصة مع تطور أساليب الخارجين على القانون وتطور الجريمة بصورة جعلتها عابرة للحدود بل والقارات.
من جانبها تناولت الدكتورة نورة فطيس - الأمين العام والمؤسس لجمعية الأمن السيبراني والأستاذ المشارك في قسم علوم وهندسة الحاسب في كلية الهندسة بجامعة قطر - قضية الدبلوماسية السيبرانية الشاملة.
وعرفت الدكتورة نورة الدبلوماسية السيبرانية وأهدافها التي تسعى للنهوض بالقدرات الوطنية وتحسين تحديات الفضاء السيبراني الحالية والمستقبلية وتحسين الدفاع عن البنية التحتية الوطنية والتصدي للتصعيد أو الاتهام الخاطئ للهجمات السيبرانية.
ونبهت إلى أهمية التعاون الدولي متعدد التخصصات بين الأوساط المختلفة مثل الصناعة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والوزارات الحكومية، وأيضا الحفاظ على قنوات الحوار بين النظراء في أوقات الأزمات والخلافات السياسية، داعية إلى تنظيم هيئة مسؤولة عن الفضاء تهتم بتنظيم مجالات العمل ووضع قواعد وبروتوكولات على الدول من أجل معالجة الاختلافات وذلك عن طريق مجموعة من الهيئات ذات المستوى الدولي.
واستعرضت الدكتورة نورة فطيس أهداف الهجمات السيبرانية، على حسب دوافعها المختلفة والتي تعمل في كثير منها على تعطيل الشبكات لشل عدد كبير من المواقع الحكومية، وهذا مما دفع الحكومات إلى صياغة إستراتيجيات سيبرانية وطنية لها أبعاد عسكرية وإستراتيجية وتدريب مجموعة من الدبلوماسيين السيبرانيين.
ولفتت إلى دور المؤسسات غير الحكومية والتي يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة لتقديم الدعم للحكومات مثل الجامعات والمراكز البحثية ومراكز التفكير على تقديم التوصيات اللازمة للدبلوماسيين وصانعي القرار، كما أوضحت الاختلاف بين مصطلحي الدبلوماسية السيبرانية والدبلوماسية الرقمية حيث إن الأخيرة تقوم على الممارسة بواسطة الأدوات والتقنيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الجمهور وكسب الرأي العام.

تأمين وسائل التواصل 
بدوره أوضح السيد حمد البدر من الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في مداخلة له أهمية تأمين حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تزايد المخاطر المتمثلة في «الاختراق ــ تسريب المعلومات السرية ـ ونشر المواد غير الأخلاقية، وغيرها».
وتطرق إلى أشهر الطرق الخاصة باختراق الحسابات والأساليب المستحدثة في ذلك، مقدما مجموعة من الإرشادات التقنية للحيلولة دون الوقوع ضحايا لاختراق حسابات منصات التواصل الاجتماعي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بالتوعية الدائمة والمستمرة للحد من المخاطر المتعلقة بهذه المنصات.