يدشنه بمعرض الدوحة للكتاب.. المؤلف إبراهيم المحمدي: «المُعلِّم القائد» نبراس لإعداد قادة المستقبل

alarab
المزيد 27 أبريل 2025 , 01:25ص
الدوحة - العرب

يدشن الكاتب القطري إبراهيم عبدالله المحمدي لتدشين كتابه الجديد «المعلم القائد»، وذلك خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين، والذي تنطلق فعالياته تحت شعار «من النقش إلى الكتابة» خلال الفترة من 8 حتى 17 مايو الحالي في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.


يتناول الكتاب بالشرح المبسط اختلاف النظرة عبر العصور تجاه الأدوار التي يؤديها المعلم؛ حيث إنه في عصر ما قبل التربية الحديثة كان ينظر للمعلم على أنه ملقن وناقل معرفة فقط، وما على الطلاب الذين يعلمهم إلا حفظ المعارف والمعلومات التي يوصلها إليهم، ليتطرق إلى تطور هذا المفهوم في عصر التربية الحديثة، حيث ينظر إلى المعلم على أنه معلم ومرب وقائد نهضة في آن واحد، وتقع على عاتقه مسؤولية الطلاب في التعلم والتعليم، والمساهمة الموجهة والفاعلة في تنشئتهم التنشئة السليمة كقادة للمستقبل من خلال الرعاية الواعية والشاملة للنمو المتكامل للفرد المتعلم «روحيا وعقليا وجسديا ومهاريا ووجدانيا»، هذا بالإضافة إلى دور المعلم في مجال التفاعل مع البيئة وخدمة المجتمع والمساهمة في تقدمه ورقيه.
كما يبرز الكتاب ما يجب على المعلم تجاه أدواره ومهامه، والتي من بينها أن يكون بمثابة محور للعمل في المدرسة وعمودها الفقري، وأن قيمته تتركز على وعيه وإلمامه بمسؤولياته الجسام واكتساب الخبرات الجديدة والمتطورة والشاملة التي تناسب روح العصر في تحقيق الأهداف التربوية بجوانبها المختلفة، والمشاركة الفعالة والإيجابية من خلال عمله كعضو في المؤسسة التعليمية، في إعداد المواطن الصالح الذي يعرف ما له وما عليه.
ويأتي كتاب «المعلم القائد» ليبين أيضا دور المعلم وأهميته وصفاته وكل ما من شأنه الارتقاء بمستواه وبالتالي مستوى طلابه، حيث جاء الفصل الأول ليعرف بما كان عليه المعلم في العصور القديمة حتى العصر الحديث، ويتطرق لأول معلم في البشرية وفضل المعلم في الإسلام وأهمية العلم في الإسلام، والواجب تجاه المعلم، ثم يعرف بالمعلم ومسؤولياته وأخلاقياته، وكذلك التعريف بمهنة التعليم وتحدياتها وأخلاقيات هذه المهنة، ودور المعلم والنظرة إليه قديما وحديثا.
 وفي الفصل الثاني ينتقل الكتاب إلى تعريف القيادة وشرح أساليبها والفرق بين القائد والمدير، ودور القيادة في العمل الجماعي، وأهمية بناء الطالب القائد، كما يتحدث عن المعلم والقائد الأول وصفاته ومسؤولية القيادة في الإسلام، ويضرب مثالا بـ»قصة ذي القرنين نموذجا»، ثم يتناول القيادة في ضوء القرآن والسنة النبوية، ليتناول في الفصلين الثالث والرابع بالتفصيل المعلم القائد والتعريف به ومعرفة المعلم صفات القادة، وبيان هل كل معلم قائد أم كل قائد معلم؟ وأهمية تعليم الطلاب القيادة، وصفات المعلم القائد كي يكون قائدا لصناعة قادة المستقبل.
ويقول الكاتب إبراهيم المحمدي في مقدمة كتابه إنه منذ القدم النظرة للمعلم نظرة تقدير وتبجيل، وأنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة على مر العصور، فهو معلم الأجيال ومربيها وصانع قائدي المستقبل وبناته، مضيفا أنه «إذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة نجد أن مهنة التعليم ركيزة رئيسة في تقدم الأمم وازدهارها، وأن بعض الأمم تعيد فشلها أو نجاحها وتحقيق الرقي الحضاري إلى سياسة التعليم وكفاءة كوادره وخصوبة بيئته.
وأوضح الكاتب أنه نظرا لتأثير القادة بشكل مباشر على أوطانهم عبر العصور، فإن الاهتمام باكتشاف القيادات منذ الصغر وتنمية المهارات القيادية لديهم هدف تسعى إليه الدول، التي تعمل على التطور والرقي في جميع المجالات، وهنا تبرز أهمية دور المعلم في صناعة هؤلاء القادة، وما يجب أن يتوفر لديه من صفات وأدوات تخوله النجاح في مهمته. باختصار أن يكون «معلما قائدا».
وأوضح المحمدي أن دافع إعداد هذا الكتاب يرجع للأهمية البالغة لدور «المعلم القائد» في بناء الأمم والحضارات، لإلقاء الضوء على كل ما يجب أن يكون عليه المعلم القائد، وليظهر تأثيره بوضوح على طلابه، وينقل لهم أهمية القيادة وصفاتها وعلاقتها بتحصيلهم الأكاديمي وتحسن سلوكهم، وتمكنهم من التفاعل الإيجابي في حياتهم ومجتمعهم، وتهيئتهم للقيام بأدوارهم القيادية في المستقبل ليكونوا مواطنين فعالين وقادة مؤثرين.
 وأضاف الكاتب أن المعلم صانع أجيال وناشر علم ورائد فكر ومؤسس نهضة، وإذا كانت الأمم تقاس برجالها؛ فالمعلم يبني الرجال وهو صانع المستقبل. لافتا إلى أنه استلهم الكتاب مما جاء في كتاب الله تعالي من أمثلة حية، ومن سيرة النبي الأعظم محمد بن عبدالله قائد الأمة ومعلمها صلى الله عليه وسلم.
 ويأمل الكاتب إبراهيم المحمدي أن يكون هذا الكتاب نبراسا لكل معلم في أداء مهامه من أجل بناء قادة قاطرة المستقبل نحو ازدهار ورفعة الوطن.
الجدير بالذكر أن إبراهيم عبد الله المحمدي كاتب قطري ومسؤول يمتلك خبرة 30 عاما في المجالات التربوية والتعليمية، وقد صدرت له عدة مؤلفات متنوعة.