أزمة مفتوحة بين إسرائيل وحليفتها التاريخية ألمانيا

alarab
حول العالم 27 أبريل 2017 , 01:14ص
ا ف ب
بلغت الأزمة في العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل في أعقاب أشهر من التوتر مستويات غير مسبوقة حالياً، بعد أكثر من نصف قرن من الروابط الوثيقة، خصوصاً بسبب مسؤولية برلين في المحرقة اليهودية.
ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعاً الثلاثاء مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال بسبب تمسك الأخير بلقاء ممثلي اثنين من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي توجه انتقادات محرجة لحكومتها.
وقال الوزير الألماني «يؤسفني هذا كثيراً».
وتساهم هذه السقطة الدبلوماسية في تشويه «العلاقات الخاصة» -وفق تعبير باللغة الألمانية- التي تربط ألمانيا بإسرائيل بعد 70 عاماً على الإبادة الجماعية لأكثر من 6 مليون يهودي إبان الحقبة النازية.
وقد تشكل الأزمة نقطة تحول في العلاقة التي لم يعد يمليها فقط وخز الضمير الألماني. وقالت مجلة «دير شبيغل» الأربعاء إن «المعاملة الخاصة لإسرائيل لأسباب تاريخية بلغت حدها مع حكومة نتانياهو».
وأضافت: «خطأنا التاريخي لا يمكنه أن يدفع ألمانيا إلى قبول أن الحكومة الإسرائيلية تبتعد أكثر فأكثر عن القيم التي كانت مشتركة حتى الآن».
تطبيع
ويعبر إلداد باك، مؤلف كتاب «ميركل وإسرائيل واليهود» عن اعتقاده «أن الاتجاه في ألمانيا منذ عشرين عاماً يميل نحو + تطبيع + العلاقات مع إسرائيل، و+ التطبيع + يعكس عموماً دلالة إيجابية، لكنه هنا يعني العكس، أي إنهاء وضع العلاقة الفريدة من نوعها مع إسرائيل».
ويقول هذا الخبير في العلاقات الألمانية الإسرائيلية إن الأمر يتعلق بتغيير عميق في المجتمع الألماني، وخصوصا جيل الشباب الذي «يريد إنهاء هذه الشوائب التي تمنعه من أن يكون أمة مثل غيرها».
وغداة الحرب العالمية الثانية، كانت الدولة اليهودية الشابة قررت مقاطعة ألمانيا الغربية إلى حين توقيع «اتفاق التعويض الاقتصادي» العام 1952، ثم إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العام 1965.
وأقيمت في الذكرى الخمسين لهذه الصداقة عام 2015 احتفالات في برلين والقدس، وكانت مناسبة لألمانيا كي تجدد دعمها الراسخ لدولة إسرائيل التي قالت أنغيلا ميركل عام 2008 إن وجودها «جزء من أسباب وجود الدولة الألمانية».
عقبات
وقد ظهرت بوادر التصدع الأولى في يناير عندما أعربت وزارة الخارجية الألمانية للمرة الأولى عن «شكوكها» في رغبة نتانياهو في تحقيق حل الدولتين بعد تصويت الكنيست على قانون يسمح لإسرائيل بتملك أراض جديدة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وفي أعقاب ذلك، أعلنت حكومة ميركل في فبراير إلغاء المشاورات السنوية بين الحكومتين، عازية الأمر رسمياً إلى مشاكل في التوقيت. وقال فولكر بيك، وهو رئيس لجنة برلمانية ألمانية حول العلاقات مع إسرائيل، لوكالة فرانس برس إنه لأسباب دبلوماسية، «تم تأجيل مشاورات الحكومة باعتباره مشكلة فنية، هناك رغبة في عدم السماح بتصعيد المسالة».
من جهته، قال خبير الشؤون الألمانية موشي زيمرمان من الجامعة العبرية في القدس إن «ميركل حاولت أن تكون مهذبة، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتقط الإشارة».