انطلاق فعاليات الورشة الإقليمية بالدوحة حول مرض "كورونا"
محليات
27 أبريل 2015 , 04:33م
الدوحة - قنا
بدأت اليوم بالدوحة ورشة العمل الإقليمية حول متلازمة الشرق الأوسط "كورونا" و "الصحة الواحدة " والتي تنظمها وزارة البيئة والمجلس الأعلى للصحة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
تناقش الورشة التي تستمر ثلاثة أيام بفندق الماريوت عدة موضوعات، منها تفشي مرض الكورونا وآخر المستجدات حول المرض والانتقال الفيروسي بين الإنسان والحيوان، ومخاطر الاصابة بالفيروس عند تعامل الإنسان مع الإبل، واللقاحات للفيروس، وأنشطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بخصوص هذا المرض.
وستعقد ضمن فعاليات الورشة جلسات متخصصة تبحث ممارسات "الصحة الواحدة " فيما يتعلق بالوضع الحالي لمرض الكورونا في المنطقة و" كورونا من التشخيص المصلي الى البحوث التجريبية" و" الكورونا في القرن الإفريقي .. الوضع الحالي والتوجهات المستقبلية".
وأكد سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة أن أهمية هذه الورشة تنبع من عدة حقائق، أولها أنها جمعت بين ممثلي الهيئات البيطرية والزراعية والصحية المعنية بفيروس الكورونا المسبب لمتلازمة شرق المتوسط التنفسية والخبراء العالميين ولأول مرة في مكان واحد منذ ظهور الفيروس المستجد في 2012، ما ينبئ بالمستوى العالي من تبادل المعلومات لإحداث مزيد من التقدم في الاستيعاب الجمعي للفيروس، وما يفرضه من تحديات على الصحة العامة.
وأوضح سعادته في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الورشة أن اهميتها تنبع كذلك من أنها تأتي في أعقاب مشاورات مكثفة واجتماعات على مختلف المستويات على صعيد التماس بين الإنسان والحيوان، مشيرا إلى أنه رغم أن كل واحد من هذه الاجتماعات نجح في تسليط الضوء على أحد الجوانب المتعلقة بهذا المرض الخطير، فإن هذه الورشة تفردت في تأكيدها على أهمية مكاملة الجهود بين مؤسسات القطاع الصحي والبيطري والزراعي من خلال استعراض آخر ما توصلت إليه البحوث حول احتمال وجود علاقة للشق الحيواني في الدائرة الوبائية لفيروس الكورونا.
كما أن الورشة تنعقد في قطر باعتبارها إحدى دول المنطقة التي تأثرت بالمرض، مبينا أن ذلك قد شجع من ناحية عددا كبيرا من منتسبي الهيئات والمؤسسات المعنية بالصحة العامة والمؤسسات الأكاديمية من دول المنطقة للمشاركة وجعل إسهامهم في إثراء عملية المعرفة ممكنا، بينما مثل انعقاد الورشة في الدوحة من ناحية أخرى فرصة استثنائية للضيوف الخبراء من خارج المنطقة للتعارف والتواصل مع نظرائهم من داخلها والتعرض للجوانب الاجتماعية والثقافية والإثنية بالمنطقة، لما لذلك من أثر مؤكد في تشكيل فهم أفضل لفيروس الكورونا المسبب لمتلازمة شرق المتوسط.
ولفت سعادة مدير إدارة الصحة العامة في كلمته إلى أن المجتمعات الخليجية على امتداد الجزيرة العربية والدول الأخرى المتأثرة ، تعلق آمالا عريضة على هذه الورشة المهمة من حيث إيجاد الأجوبة لآلية انتقال عدوى فيروس الكورونا وطرق السيطرة عليه.
ومضى الى القول " في ظل الضبابية التي ميزت الأيام الأولى لتعاملنا مع مشكلة الفيروس المستجد في المجلس الأعلى للصحة، كنا على يقين أن النهج الذي أرسيناه في التعاون مع زملائنا في إدارة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة هو السبيل الأوحد لسبر أغوار المرض من خلال روح العمل الجماعي وتكامل الجهود". ونوه بأن هذا المستوى من التنسيق بين الجانبين قد حقق اختراقا علميا ووبائيا مهما تمثل في عزل الفيروس الحي من الإبل، بدعم من منظمة الصحة العالمية ومعهد إراسمس للصحة العامة في هولندا.
واضاف ان القناعة قد تعززت لدينا بأهمية الحفاظ على نهج الصحة الواحدة الذي اتبعناه ، وأنه من الجيد أن هذه الورشة العلمية جعلت من هذا النهج شعارا لها " ومن هنا نجد أنفسنا اليوم أكثر ترحيبا بالعمل لإيجاد صيغة تعزز من التعاون القطاعي بين دول الإقليم والمنطقة والعالم في مجال تبادل المعلومات والتحري الوبائي والبحوث وتقاسم المعرفة".
ونوه سعادته بأن ما تزخر به هذه القاعة من تنوع معرفي وعلمي ومهني يعطينا قناعة قوية أن هذه الورشة الإقليمية ستصنع تحولا وعلامة فارقة في محصلة المعرفة المتعلقة بفيروس الكورونا المستجد.
وتحدث في جلسة الافتتاح السيد بيتر بن إمبارك ، من منظمة الصحة العالمية، وقال إن الورشة جاءت في وقت مناسب وحساس لتعزيز التعاون بين قطاعي الصحة العامة والصحة الحيوانية وتبادل التجارب والخبرات بشأن مرض كورونا.
وحذر من خطورة فيروس كورونا وآثاره الوبائية الأمر الذي جعله من الأولويات التي تواجهها منظمة الصحة العالمية.
ونوه بأنه منذ اكتشاف الفيروس عام 2012 تم تعلم الكثير من الدروس عنه وطرق معالجته فيما يرغب الجميع في التعرف أكثر على التعامل معه وطرق انتشاره، وبخاصة من الحيوانات المصابة وانتقاله للبشر حتى يمكن الحد من مخاطره.
وأكد إمبارك أهمية الورشة من حيث التركيز على الأبحاث و الاستقصاءات للتحقق من المرض وكيفية الإصابة به وحماية الإبل منه، وهو أمر كما قال يتطلب إشراك الكثير من القطاعات والجهات المعنية فيه بما في ذلك قطاعي الصحة العامة والثروة الحيوانية.
وعبر السيد إمبارك عن جزيل الشكر لدولة قطر لتبنيها ومنذ وقت مبكر مثل هذه المقاربات للتعامل مع هذا المرض في تعاون تام بين جميع الجهات ذات العلاقة بالدولة.
وحول الموضوع ذاته تحدث السيد غازي يحيى من المنظمة العالمية لصحة الحيوان عن العلاقة المتلازمة التي يسببها فيروس كورونا، داعيا إلى إيجاد حلول مناسبة لمواجهته والتصدي لمخاطره، مشيرا إلى أن المتلازمة التنفسية تنتقل للإنسان وهي منتشرة في المناطق التي تتواجد فيها الإبل بكثرة مما يحتم بذل الجهود لمنع انتشار الفيروس من الإبل للإنسان من خلال القيام بالدراسات الملائمة على المدى البعيد.
وقال إننا نحاول أن نتشارك المعلومات من حيث الاهتمام بالمرض ومضاعفاته وانتقاله من الحيوان للإنسان وتوفير مجموعات عمل علمية وإرشادات وأنشطة بحثية حول قطاع الثروة الحيوانية وتقديم الدعم العلمي حول المرض وطرق السيطرة على الفيروس وضرورة تطبيقها للتحقق من مستوى الإصابة به والتعرف على أفضل المقاربات والطرق لمواجهة المشكلة عبر التعاون بين المنظمات والجهات الأخرى التي تساعد في الحل.
وقدمت السيدة سوجيربر، من المركز الأمريكي للتحكم في الأمراض والحماية منها، عرضا رئيسيا بشأن آخر المستجدات حول وبائيات فيروس كورونا والمعلومات الأخيرة حول الارتباط في الإصابة به بين الإنسان والحيوانات.
كما قدمت نبذة عامة عن المرض ووضعه الحالي في المنطقة وأعراضه ومعدلات الإصابة به في الحيوان والإنسان، مبينة أن المرض ظهر في تسع دول بالمنطقة، وقالت إن أكثر أنواعه شيوعا ما يصيب الجهاز التنفسي ، كما أنه يصيب بصورة أكبر الإبل التي يقل عمرها عن أربع سنوات.
وتم خلال حفل الافتتاح عرض فيلم عن الاستجابة الوطنية في قطر لمواجهة مرض كورونا.
وعلى الرغم من الجهود البحثية على مدى الأشهر الماضية، لا تزال العديد من الأسئلة دون إجابة ، منها كيفية ظهور متلازمة الشرق الاوسط – كورونا وآليات انتشار المرض.
وكجزء من الجهود المتواصلة لمواجهة خطر الإصابة بمتلازمة الشرق الاوسط – كورونا ، جاء تنظيم هذه الورشة الإقليمية بالدوحة حول متلازمة الشرق الاوسط – كورونا و"الصحة الواحدة" بالتعاون بين دولة قطر ومنظمة الفاو والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ومنظمة الصحة العالمية.
ووفقا للمعلومات التي وفرها المنظمون للورشة، فقد بلغ إجمالي حالات الاصابة بمتلازمة الشرق الاوسط " كورونا " 1118 حالة في جميع أنحاء العالم منذ أبريل 2012 و حتى 2 ابريل 2015 ، بما في ذلك 458 حالة وفاة بسبب الاصابة.
وتشمل أهداف الورشة تقديم أحدث نتائج البحوث والحقائق الجارية حول هذا المرض في البلدان المتضررة والتأثير المحتمل للحيوانات بأنواعها في الدورة الوبائية للمرض، وتحليل التطورات الأخيرة في أدوات التشخيص والمراقبة لدعم التحريات في مجال الاصابة في الحيوان ومراجعة ممارسات منظومة "الصحة الواحدة" مع التركيز على متلازمة الشرق الاوسط – كورونا في البلدان المتضررة ، وارتباطها بالمعايير الدولية، وسبل تحسينها والتعرف على الخطوات الملموسة وخارطة الطريق لاتخاذ إجراءات منسقة على المستوى شبه الإقليمي بهدف وقف انتشار المرض ، ومناقشة والاتفاق على آليات التعاون الإقليمي والعالمي في التحقيقات والبحث وتبادل المعرفة ودور المنظمات الدولية والإقليمية.
وتستهدف في المقام الأول الأطباء البيطريين والخبراء في مجال الصحة الحيوانية، ومسؤولي الصحة العامة في المواضيع المتعلقة بمتلازمة الشرق الاوسط – كورونا من المنطقة.