دراسة قطرية بقائمة أفضل 10 إنجازات بحثية عالمية
محليات
26 يناير 2016 , 10:26م
الدوحة - العرب
أشادت جمعية القلب الأميركية بأهمية دراسة، شارك بها باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر عن استقلاب الدهون والكولسترول في جسم الإنسان، مصنفةً إياها ضمن أهم عشرة إنجازات بحثية عن أمراض القلب في العالم خلال عام 2015.
وحددت الدراسة المذكورة جُسيمات دقيقة من مادة جينية لم تنَلْ مِن قبل اهتمامَ الباحثين، رغم تأثيرها في كيفية تعامل الجسم مع الكوليسترول والدهون الأخرى، ونُشرت الدراسة في الدورية العالمية واسعة التأثير"Nature Medicine"، ويؤكد التصنيف المرموق الذي نالته الدراسة من جمعية القلب الأميركية أهميتها البالغة في التمهيد لخيارات علاجية جديدة للمصابين بمستويات كولسترول غير طبيعية في الدم.
وكان الدكتور هاني نجفي، الأستاذ المساعد لبيولوجيا الخلية والبيولوجيا التطورية في وايل كورنيل
للطب - قطر، قد استهلَّ الدراسة البحثية قبل خمسة أعوام، وأعرب عن سعادته بأن الدراسة التي أُجريت في المختبر سيكون لها تأثير مباشر في تحسين الرعاية الطبية المقدمة للمرضى عبر إتاحة استراتيجية غير مسبوقة في محاربة مستويات الكولسترول والدهون غير الطبيعية في الجسم.
وقال: "علينا ألا نستهين بالكثير من الأمور التي قد تبدو غير مهمة، غير أنها في حقيقة الأمر
بالغة الأهمية بالنسبة لجسم الإنسان وتفاعلاته، وهذه الدراسة شاهد على حقيقة أن الإنجازات الهائلة التي يحققها العلماء حول العالم عاماً تلو آخر في مجال البحوث الجينية الأساسية، لم تقترن بمعرفة كافية موازية عن تأثيرها في الطب".
وعكف د.نجفي بالتعاون مع مراكز بحثية عالمية أخرى، منها مستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفرد ووايل كورنيل للطب – نيويورك، على دراسة الكمية الهائلة من البيانات المتأتية من الدراسات الجينومية، لاسيَّما ما يُعرف باسم دراسات الرابطة على نطاق الجينوم الرامية لرصد
جينات محددة وتحديد الرابطة بينها وبين أمراض محددة. وحددت هذه الدراسات، على سبيل المثال، الجينات التي يمكن أن تسهم في سمات حالات مرضيّة مثل ارتفاع مستويات الكولسترول/الدهون، في الدم والسمنة المفرطة وعدد من الأمراض الأيضية.
وتأخذ هذه الدراسات التسلسلات الجينية لرصد ما يُعرف باسم متعددات ظاهرية أحادية النيوكليوتيد "أس.أن.بي"، وهي تغيرات تحدث في التسلسلات الجينية، وقد يؤثر بعض هذه التغيرات في وظائف جينة محددة، وفي حالة ما تبيَّن وجود رابطة قوية بين أحد المتعددات الظاهرية أحادية النيوكليوتيد وصفة معينة أو مرض معين، عندئذ تكون له أهمية خاصة، وتبدأ مهمة الباحث في تحديد الجينات الشاملة له أو القريبة منه.
وإلى جانب الجينات المشفِّرة للبروتين المرصودة، وجد الدكتور نجفي جينات صغيرة غير مشفِّرة للبروتين تُعرف باسم الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة متاخمة للمتعددات الظاهرية أحادية النيوكليوتيد، وتُعرف الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة كمثبطات جديدة للتعبيرات الجينية وظهر دورها مؤخراً في الأمراض الأيضية البشرية. وقام د. نجفي بالتعاون مع فريق الباحثين باستقصاء إذا ما كان للأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة دور ما في مستويات الدهون غير الطبيعية.
وقال: "وجدنا ما مجموعه 69 من الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة الملاصقة للمتعددات الظاهرية أحادية
النيوكليوتيد المرتبطة بمستويات دهون غير طبيعية، كما وجدنا أن نحو ثلاثين جينة مختلفة من الجينات ذات الدور في استقلاب الدهون مستهدَفة من جانب أحد الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة المحدَّدة".
وقد قام فريق الباحثين بتحليل ما يمكن أن تفعله أربعة من الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة مسؤولة عن تنظيم عنصرين أساسيين مؤثرين في استقلاب الدهون، يحُولان دون حدوث مستويات الدهون غير الطبيعية في الدم، هُما مستقبِلات البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة "LDLR" وبروتين" ABCA1"، ويتمثل دور مستقبِلات البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة في إزالة الكولسترول الضار، فيما يتمثل دور بروتين ABCA1 في توليد الكولسترول الجيد أو المفيد.
وقام فريق الباحثين المتعاون الذي يضم الدكتور تيموثي هلا والدكتور يي-تشين لو من وايل كورنيل للطب – نيويورك باستقصاء حزمة بيانات الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة التي تتفاعل مع جنيات استقلاب الدهون، ولاحظا أن الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة ذاتها تنظم مستقبِلات البروتينات
الشحمية منخفضة الكثافة وبروتين ABCA1 في الخلايا الضامة عند الفئران.
ووجد د. نجفي وفريق الباحثين أن اثنين من الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة، هما miR-128 وmiR-148a، يمكن استهدافهما لأغراض علاجية باستخدام ما فيهما من مضادات تحسُّس قليلة النوكليوتيد كعقاقير دوائية محتملة لخفض مستويات الدهون في الدم.
م . م /أ.ع