«قطر للرعاية»: إصدار 25 ألفاً من بيانات الجينوم الحديثة للقطريين

alarab
محليات 25 أكتوبر 2024 , 01:20ص
حامد سليمان

نظّم معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وهو مركز وطني بحثي وتطبيقي ينضوي تحت مظلة مؤسسة قطر، فعالية خاصة كشف خلالها عن أحدث إنجازاته في مجال البيانات الجينومية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات بحثية جديدة واعدة. وأكد المعهد خلال الفعالية أن الإصدار الجديد لبيات الجينوم هو الثالث، والأكبر من نوعه، ويحوي بيانات جنيوم 25 ألف مواطن قطري.
انعقدت الفعالية في المقر الرئيسي لمؤسسة قطر، بحضور نخبة من خبراء الرعاية الصحية والبحث العلمي في الدولة، يتقدمهم الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، والدكتور خالد فخرو، رئيس قسم الأبحاث ومدير برنامج الطب الدقيق في مستشفى سدرة للطب، والدكتور هلال الأشول، مستشار البحوث والتطوير والابتكار لرئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والمدير التنفيذي للبحوث والتطوير والابتكار، والدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، والدكتور عمر البغا، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، إلى جانب ممثلي المجتمع الأكاديمي والبحثي في الدولة.


في كلمته الافتتاحية، أشار الدكتور سعيد إسماعيل، مدير معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة، إلى أهمية إصدار هذه البيانات الجينومية الجديدة، وأثرها على الجهود التعاونية الهادفة إلى تعزيز الرعاية الصحية الدقيقة.
وقال: «نحتفل اليوم بإنجاز بارز هو إصدار أكبر مجموعة من البيانات الجينومية التي يتم الكشف عنها في قطر والمنطقة. هذه البيانات تمثل خطوة أساسية في جهودنا لتثبيت صدارة دولة قطر في مجال الطب الدقيق على مستوى المنطقة والعالم».
وأضاف: «هذه البيانات ليست مجرد أرقام، بل تشكل أساساً لأبحاث مبتكرة تهدف إلى تطوير حلول صحية تحسن من حياة الناس».
وأكد رئيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة، في تصريحات صحفية، أهمية التعاون في تعزيز الرعاية الصحية الدقيقة مشيرا إلى أن إصدار هذه البيانات الجينومية الجديدة يمثل خطوة أساسية في جهودنا لترسيخ صدارة دولة قطر في مجال الطب الدقيق في المنطقة والعالم.  وأضاف أن مستقبل الرعاية الصحية في العالم يرتكز على الرعاية الدقيقة التي تعنى بتقديم العناية الصحية بناء على المكون الوراثي للمريض وذلك من خلال تحديد المكونات الجينية للمريض وبالتالي معرفة العلاج المناسب لهذا التكوين.
وتابع: تم الاعلان عن عشرات الآلاف من البيانات الجينية والصحية التي تم تجميعها وترتيبها لتكون متاحة لمجتمع البحث العلمي في قطر والمنطقة، للبحث عن مسببات أمراض أو طفرات ومتغيرات جينية قد تكون مسؤولة عن اختلاف الاستجابة لبعض الأدوية حيث ستكون هذه البيانات هي محرك البحث العلمي الذي يمكن ترجمته إلى رعاية طبية متطورة.
وأوضح أن هذه المعرفة الجينية سوف تحدد أيضا كيفية تحديد السياسات الصحية القائمة على البحث العلمي، من خلال الاستفادة من هذه البيانات المتاحة حاليا والتي تعتبر أكبر قاعدة بيانات جينية وصحية في قطر والشرق الأوسط.
وقال إن جميع العاملين في مجال الأبحاث يمكنهم الوصول لهذه البيانات بعد الحصول على موافقة مؤسسته التي يعمل بها والجهات الأخرى والبحث عما يهمه من مرض معين أو الاستفسار عن متغيرات تسبب استجابات مختلفة للأدوية وغيرها.
وأضاف أن هذا الاصدار من البيانات ليس الأول بل هو الثالث ولكنه الأكبر من نوعه، حيث تم إصدار بيانات الجينوم لـ 6 آلاف شخص وإصدار بيانات لنحو 15 ألف شخص وهذا الإصدار الجديد (25 ألف جينوم) هو الأكبر من نوعه، موضحاً أن علم الجينوم يعد بتغيير النظام الصحي العالمي وقطر إحدى الدول التي تحاكي هذا التطور العالمي عن كثب وتعتبر من أولى الدول في هذا الإطار، وأن مثل هذه البيانات سوف تحدث نقلة نوعية في مجالات طبية عديدة، بما في ذلك أمراض السرطان، والقلب والأوعية الدموية، والصحة النفسية.

كبير خبراء المعلومات الحيوية: البيانات تحدث نقلة نوعية بمجالات طبية عديدة

أكد الدكتور شادي سعد، كبير خبراء المعلومات الحيوية في المعهد، أن إنجاز التسلسل الجينومي لـ 25,000 مواطن قطري هو انجاز رائد، وأوضح كيف يمكن لهذه البيانات أن تحدث نقلة نوعية في مجالات طبية عديدة، بما في ذلك أمراض السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والصحة النفسية.
وأكد د. سعد على أهمية الاستفادة من أدوات التحليل المتقدمة لتقليل الوقت اللازم لإجراء الأبحاث العلمية، وأيضاً خفض التكاليف، فضلاً عن فتح آفاق جديدة لتحقيق اكتشافات علمية رائدة في مجال الرعاية الصحية الدقيقة».
وقال الدكتور شادي سعد إن الاعلان عن آخر الإصدار الجديد من البيانات الجينية جاء بعد أن عكف المعهد على العمل خلال الأشهر الماضية بالتعاون مع الشركاء، موضحا أن هذا التحليل تمّ من العام الماضي وأجرينا تحديثاً له واستغرق عام كامل وصار مهيأ للعمل البحثي والعلاجي للمختصين.
ولفت إلى أن الخطوة التالية هي العمل على عدد من الجينيوم لأفراد عرب ومقيمين داخل دولة قطر صار لهم أكثر من 15 سنة يقيمون بقطر وسيتم الإعلان عن النتائج حال الانتهاء منها قريباً. وأكد أهمية البيانات في العمل البحثي وللطب الدقيق حيث يتيح للأفراد والباحثين تكثيف دراساتهم وأبحاثهم في طب الجينيوم وذلك لما له من أهمية بالغة في اكتشاف متحورات جينية ودراستها طبياً والعمل على تحسينها من خلال التشخيص والعلاج ومن ثم تعمل هذه البيانات الحديثة على الارتقاء بالجهود الصحية وخاصة في مجال الطب الدقيق.

مدير الأبحاث والشراكات: تحولات جوهرية في تقديم الرعاية الطبية

أعلن الدكتور حمدي مبارك، مدير الأبحاث والشراكات بمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، عن إطلاق الجولة الثانية من عمل تجمع البحوث التابع للمعهد. وأشار إلى أن التجمع البحثي يركز جهوده ضمن مجالات رئيسية مثل السرطان، وأمراض القلب والشرايين، الصحة الإنجابية، الصحة النفسية، والذكاء الاصطناعي في علم الجينوم، وغيرها من المشاريع البحثية ضمن رؤية متكاملة.
وأكد الدكتور مبارك أهمية توحيد الجهود البحثية التي تبذلها مختلف الجهات في مواجهة التحديات الصحية الطارئة. وقال: «تم إنشاء هذا التجمع البحثي لتعزيز التعاون بين الخبراء والباحثين، فتنشأ فرق بحثية من مؤسسات وتخصصات مختلفة، بمن فيهم طلاب الدكتوراه ما يعزز من القدرات الوطنية». وأضاف: «هذه فرصة للباحثين للعمل بالاستناد إلى بيانات جينومية متطورة، ما يعزز من قدرتهم على تحقيق اكتشافات رائدة من شأنها إحداث تحولات جوهرية في كيفية تقديم الرعاية الطبية».  وأضاف أن رصد بيانات الجينيوم وإعدادها بحثياً استغرق أكثر من عامين لإنشاء قاعدة بيانات الجينيوم وهي أكبر قاعدة في المنطقة وستعود بالفائدة على الباحثين من مختلف المستويات .

د. خالد فخرو: إتاحة التعامل مع الأمراض المعقدة والنادرة

قال الدكتور خالد فخرو رئيس قسم الأبحاث ومدير برنامج الطب الدقيق في سدرة للطب إن تطبيق علم الجينوم في الرعاية الصحية سيكون له تأثير كبير في تغيير النظام الصحي بشكل جذري مستقبلا خاصة من حيث التشخيص الذي سيكون أكثر دقة.
وأشار إلى أن التشخيص سوف يتركز على سبب المرض ولن يكون قائما على رصد أعراض المرض، وأوضح أن علم الجينوم يتميز بانه قادر على التعامل مع الأمراض المعقدة والنادرة من خلال قراءة جينوم المريض لاستنتاج الطفرة المسببة للمرض ومن ثم بناء الخطة العلاجية المناسبة لهذه الطفرة.

عالمة بالمعهد: تسريع تطوير العلاجات المتخصصة

تناولت الدكتورة إيليني فتينو، العالمة في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، إطلاق الفهرس المحدث للبيانات الجينومية، والذي يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوصول إلى المعلومات البحثية الحيوية. وشرحت كيف تم تصميم منصة جديدة لتسهيل وصول الباحثين إلى هذه البيانات، مما يبسط عملية استكشاف الأسس الجينية للأمراض ويسرّع من تطوير العلاجات المخصصة.
ولفتت الدكتورة فتينو إلى الإمكانيات الكبيرة التي توفرها المنصة الجديدة لتعزيز التعاون وتحفيز الابتكار في مجال الطب الدقيق. وقالت: «نسعى إلى تمكين الباحثين، وتشجيع التعاون والعمل المشترك، ومعرفة احتياجات المجتمع الأكاديمي والبحثي، لمساعدتهم على تطوير حلول صحية مبتكرة»
وقدمت سنيها تشاندران، أخصائية مخزن البيانات بالمعهد نظرة شاملة على الدارسات البحثية التي يجريها المعهد.