كتاب يرد على المشككين بشأن عصر «البداوة والحروب».. حضارة العرب قبل الإسلام

alarab
ثقافة وفنون 25 سبتمبر 2022 , 12:40ص
الدوحة - العرب

صدر حديثا للدكتور علي عفيفي علي غازي، كتاب جديد بعنوان «حضارة العرب قبل الإسلام». الكتاب في 130 صفحة من القطع الصغير، ومقسّم إلى أربعة فصول.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: «قد يظن البعض أنه لا فائدة من دراسة تاريخ وحضارة العرب قبل الإسلام، إلا أن هؤلاء، بكل تأكيد، جانبهم الصواب، ذلك أن دراسة المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية من كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، بالإضافة إلى أنها تعطي العبرة والعظة، وتعلّم دروس التاريخ، وتبيّن كيف كان المجتمع، وكيف أصبح بعد أن أشرقت شمس الإسلام على العرب، فإنها بالإضافة لكل ذلك تُفيد في فهم الحاضر، وتستشرف المستقبل، إذ تُبرز دور العرب في الحضارة الإنسانية، وترد على المشككين في أن العرب قبل الإسلام، كانوا أهل بداوة، وصراعات وحروب، ولم يعرفوا أي قيم أو تقاليد، وكانوا من العرب الرحل، لم يعرفوا الاستقرار، ولم تقم لهم مراكز ومدن حضارية، ونهضة عمرانية معمارية، وغير ذلك من مظاهر الحضارة، والتي يجب عند النظر إليها أن نضعها في سياقها التاريخي، وألا نقارنها بالحضارة المعاصرة، والتي تقوم على التكنولوجيا والعولمة والحداثة في مظاهرها.
يحاول هذا الكتاب الرد على المشككين في دور العرب الحضاري قبل الإسلام، ويؤكد على أن العرب كانوا أهل طور حضاري، في مسيرة الحضارة البشرية، وكانت لهم حياتهم الدينية ومعبوداتهم الخاصة، وكذلك عرفوا الديانات السماوية، كما قامت فيهم ممالك، وتوسعت تجارتهم، وقامت في جانب منها على تجارة الترانزيت، وازدهرت في سواحل شبه الجزيرة العربية موانئ، قام نشاطها الاقتصادي في الأساس الأول على التجارة، وغيرها من المهن والحرف المعاونة، بالإضافة لازدهار الزراعة في كثير من مناطق جزيرة العرب، وقيام مراكز استيطانية حضارية، حول مصادر المياه، ومن ثم قيام زراعة مستقرة. يتناول الفصل الأول «مصادر التأريخ لحضارة العرب قبل الإسلام»، وهي: القرآن الكريم، الحديث النبوي الشريف، كتب التفاسير، كتب السيرة والمغازي، كتب التاريخ والجغرافيا، كتب الأنساب، الشعر، كتب اللغة، النقوش والآثار، التوراة والتلمود، المصادر الكلاسيكية، كتابات الرحالة. ويستعرض الفصل الثاني «طبقات العرب قبل الإسلام»، فيعرف أولا بالعرب البائدة: قبائل عاد، ثمود، مدين، طسم وجديس، عبيل، العماليق، جرهم، ثم يعرف ثانيًا بالعرب الباقية: العرب العاربة (القحطانية)، العرب المستعربة (العدنانية).
الحياة السياسية
وخصص الكاتب الفصل الثالث للحديث عن «الحياة السياسية للعرب قبل الإسلام»، فاستعرض أولا مكونات المجتمع بداية من القبيلة، ثم عرج على بعض أيام العرب، وانتقل لتناول الممالك العربية: الحيرة، الغساسنة، كندة، ثم الدويلات العربية الجنوبية: معين (1300-650 ق. م.)، حضرموت (1020ق. م. – 290م)، مملكة قتبان (القرن 9-1 ق. م.)، سبأ (950-115 ق. م.)، حمير (115ق. م. – 525م)، واختتم باستعراض جوانب من الحياة السياسية في مدن الحجاز: مكة المكرمة، يثرب (المدينة المنورة)، الطائف.
وفي الفصل الرابع والأخير، المعنون «الحياة الدينية للعرب قبل الإسلام»، سلط الضوء على الديانات غير السماوية التي عرفها العرب قبل الإسلام، وهي: الوثنية، عبادة الجن، المجوسية، الزندقة، الصابئة، ثم الديانات السماوية: اليهودية، النصرانية، الحنيفية.