دعاة وأطباء ينصحون بحفظ نعمة الصحة بالبعد عن المخدرات
محليات
25 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة ـ العرب
نظمت اللجنة الدائمة لشؤون المخدرات والمسكرات بمجمع فلاجيو، محاضرتين قيمتين، الأولى دينية ألقاها الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي، والثانية تثقيفية توعوية بعنوان (منع الانتكاسة) وألقاها الدكتور محمد علي الماحي استشاري الطب النفسي بمركز التأهيل الاجتماعي (العوين).
في المحاضرة الأولى أشار الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي إلى إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة تكريما، وأكرمه بنعمة العقل وجعله مناط التكليف، وفضله على كثير من العالمين، وسخر له ما في السموات والأرض، وميزه عن سائر المخلوقات الأخرى بميزات كثيرة لا تحصى، مضيفا أن من مقاصد هذه الشريعة أنها جاءت لتحمي كرامة الإنسان، وتحفظ عليه النعمة من الضياع، فالعقل أمانة والوقت أمانة والنفس أمانة والعرض أمانة والأهل أمانة والمال والدين أمانة، والمؤمن أمين على ما استودعه الله من أمانات.
وذكر أن الإسلام يعلم المسلم حفظ النعمة وشكر المنعم سبحانه، مبينا أن كل نعمة من هذه النعم تعين الإنسان على مهمة ووظيفة في هذه الحياة، فما أعطي الإنسان النعم ليعيش بها على هواه أو يضيعها ويهدرها في غير ما أراده الله، داعيا الحضور لضرورة المحافظة عليها وتوظيفها بما يرضي الله. وتناول المحاضر الأسباب التي تؤدي إلى المخدرات، وأبرزها التفكك الأسري والصحبة السيئة، مما يستوجب وضع الحصون الواقية من فتن الحياة المهلكة والتمسك بحصون الطاعة وتقوى الله في السر والعلانية.
وقال الدكتور خالد عبد العليم: لا أحد يستطيع أن يقطع الطريق على من تاب وأناب إلى الله، وقبول التوبة من رب رحيم يفتح باب الأمل لمن أراد العودة، ورحم الله من أعان التائب على التوبة، ورحم الله من أعان أخاه عند نزول الكربة والشدة والبلاء، بالدعاء له بالشفاء ورحم الله من بذل نصيحة بكلمة طيبة يحيي بها قلوبا ميتة ويشفي بها نفوسا مريضة، فالدين النصيحة، والكلمة الطيبة صدقة، كما تحدث عن وسائل العلاج المختلفة وطرق الوقاية الناجعة والكيفية التي يتجنب بها الشخص دروب المعاصي.
وفي المحاضرة الثانية تحدث الدكتور محمد علي الماحي حول تعريف إدمان المخدرات كمرض مزمن انتكاسي يمكن أن يعود للمدمن بعد معافاته، حيث تؤثر المخدرات على خلايا المخ وتجبر المدمن على البحث عن المواد المخدرة لتعاطيها.
وقال إن إدمان المخدرات قد صنف ضمن الأمراض الانتكاسية كمرض الربو المزمن الذي يعود للمريض ثانية بعد الشفاء.
وتناول استشاري طب النفسي بمركز (العوين) الحلول وطرقها ووسائلها المتعددة لمنع الانتكاسة أو الحد منها بقدر الإمكان. وقال إن هناك عدة أسباب للانتكاسة، منها أسباب شخصية (جسدية أو نفسية)، ومنها أسباب متعلقة بالبيئة المحيطة بالمدمن، كما تحدث عن التدريبات التي يجب أن يمارسها المدمن كتمارين الاسترخاء والتأمل، والتدرب على كيفية الاستمتاع بالوقت والهوايات بعيدا عن المخدرات، والمشاركة في البرامج الترفيهية العلاجية في مراكز العلاج من الإدمان، وتعزيز الجوانب الروحية والدينية وعدم إهمال العبادات. وتعتبر من العوامل المساعدة في العلاج.
مستعرضا المراحل المختلفة للعلاج ووسائله الفاعلة كالعلاج بالتعريض. داعيا في نهاية محاضرته أسرة المدمن على الإلمام بمثل هذه الأشياء المهمة وغيرها من الأمور، كالعناية اللاحقة للمريض بعد الاستشفاء وإشراكه في الجمعيات والأنشطة المختلفة.
وتتواصل المحاضرات الدينية والتوعية المصاحبة للمعرض المقام بهذه المناسبة. وتشارك فيها نخبة من المختصين، حيث يلقي الشيخ سليمان الجبيلان محاضرة دينية عن المخدرات وأضرارها، ويلقي الدكتور العربي عطا الله محاضرة بعنوان (المخدرات بين الوهم والحقيقة)، كما يشارك الشيخ إبراهيم الطلحة بمحاضرة دينية أخرى اليوم السبت، وتختتم المحاضرات في نفس الليلة بمحاضرة تثقيفية للدكتور منير السوسي بعنوان (الإدمان: نظرة عامة).