مواطنون: السيارات القديمة عبء ثقيل على شوارع الدوحة

alarab
تحقيقات 25 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - كارلا سليمان
«يكفي تلوث وفوضى واستهتار من قائدي المركبات القديمة» بهذه الجملة يبدأ محمد الكعبي كلامه ويؤكد أن لإزالة السيارات المتهالكة دورا كبيرا في الحد من التلوث البيئي، ويضمن في الوقت ذاته انسيابية نسبية في حركة المرور التي تربكها السيارات القديمة بتعرضها المستمر إلى أعطال مفاجئة تتسبب بإغلاق الطرق في بعض الأحيان، كما أن تكاليف إصلاح الأعطال التي تتعرض لها السيارات المستعملة تجعل ثمنها مقاربا للسيارات الجديدة، إضافة إلى مشكلة عدم وجود فنيين مهرة في ورشات التصليح. ويركز الكعبي على أهمية الفحص الفني –العادل- قبل شطب أي سيارة، أي أن لا يتم الشطب إلا بعد إخضاع السيارات إلى اختبارات دقيقة، لقياس كمية الكربون التي تصدرها، ومعاينة المحرك وكافة الأجزاء، وحين يتم التثبت من تسببها في تلويث البيئة، وأنها عرضة للتوقفات الفجائية يتم شطبها نهائيا، فيكون قرار الفصل لمكاتب الفحص الفني، وليس بحسب تاريخ صنع السيارة، وذلك لإنصاف الفئات الفقيرة في المجتمع غير القادرة على اقتناء السيارات الحديثة لتواضع مستوى دخلها وحاجتها الملحة لسيارة تلبي الضرورات اليومية بغض النظر عن تاريخ صنعها. تقصير عمر السيارات الحديثة ويعتبر حمد البكري أن تحديد عمر ونظافة السيارة وصلاحيتها لا يرتبط بسنة صنعها وعمرها الافتراضي، بل بدرجة العناية بها والالتزام بالصيانة الدورية، «تطوف شوارع أكبر العواصم العالمية سيارات قديمة من الستينات والسبعينات بحالة ممتازة، فلا ضير من استمرار استعمال السيارات الشخصية في حال توافر إجراءات الأمانة والسلامة والصلاحية إضافة إلى الشكل المقبول»، لافتا إلى أن السيارة -وبغض النظر عن تاريخ صنعها- ملكية خاصة ليس لأحد حق التصرف فيها غير مالكها، طالما أن عملية استخدامها لا تلحق الأضرار بالآخرين أو بالبيئة، إضافة إلى أن البعض يعتبر اقتناء السيارات القديمة –الكلاسيكية- هواية لا يمكن حرمانهم منها. ويتابع البكري محذرا من سوء استعمال الشباب للسيارات الحديثة «بعض الشباب يتعمد ثقب منظومة العادم لزيادة كثافة الدخان أو لإحداث أصوات مرتفعة، وهو ما يحمل مخاطر كبيرة على أصحابها وعلى المجتمع ويقصر عمر السيارة الافتراضي في الوقت ذاته. عمر افتراضي محدد بينما يفضل أبو غانم المشحاتي الاعتماد على العمر الافتراضي المقدم من قبل المصنع لتلافي مخاطر السيارات القديمة، فالكثير من السيارات في قطر كان من المفروض أن تأخذ طريقها للإتلاف نظرا للمشاكل الصحية والبيئية التي تسببها بالإضافة إلى إسهامها في عرقلة السير وتشويهها للمنظر العام، «يوجد عمر افتراضي لكل سلعة ويساهم أخذ عمر السيارة الافتراضي بعين الاعتبار في المحافظة على نظافة الشوارع وجماليتها إلى جانب تسهيل حركة المرور»، مطالبا الجهات المعنية بإيجاد حلول نهائية، وتحديد السنوات الافتراضية للمركبات ومراقبة تنفيذ القرار كي لا تبقى السيارات المتهالكة عبئا ثقيلا على الشوارع والسكان. الفحص الفني «التعجيزي» ومن المعروف أن إدارة المرور في دولة قطر تفرض معايير صارمة وشروط سلامة عالية لاجتياز الفحص الفني وترخيص المركبات، ما دفع البعض إلى تلقيب الفحص الفني «بالتعجيزي»، لكن ما تفسير وجود سيارات بالية في شوارع الدوحة، وكيف تجتاز السيارات القديمة اختبارات الفحص الفني بنجاح على الرغم من معايير السلامة المرتفعة المتبعة في مكاتب الفحص. ويعول سالم الهاجري على دور مراقبة العاملين على أجهزة الفحص الفني لحل أزمة المركبات القديمة، فمن المستحيل حسب الهاجري مرور هذه السيارات على جهاز الفحص الفني دون اكتشاف عيوب تحول دون ترخيصها، في حين يواجه أصحاب السيارات الجديدة صعوبة بالغة في تجاوز امتحان الفحص الفني، ولدى الجميع خبرة في إعادة الفحص الفني لعدة مرات، منوها بدور شرطة المرور كحام لقوانين المرور، فهم المسؤولون عن متابعة تطبيق القوانين وحمايتها من تلاعب عمال الفحص الفني وأصحاب السيارات القديمة. استبدال المحرك القديم بينما يدعو محمد الراهي –صاحب أحد معارض السيارات- إلى عدم المبالغة في تقدير أخطار السيارات القديمة، والتخفيف من حدة المطالب بإبعادها لاستحالة شطب مصالح شريحة واسعة من السكان بحجة أن سياراتهم قديمة ومزعجة لملاك السيارات الجديدة، مطالبا بإحالة الموضوع إلى الجهات المختصة كإدارة المرور باعتبارها القادرة على تحديد المخاطر، واتخاذ الخطوات اللازمة لتجنبها. ولأن رمي هياكل المركبات سيؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة أولها تراكم القمامة وتآكل القطع المرمية، يقترح الراهي، وبحسب خبرته، استبدال محركات السيارات القديمة الصالحة للاستعمال بمحرك حديث قليل التلوث باعتبار المحرك هو الجزء الضار بالبيئة، لأنه وفي حال سحب السيارات القديمة لن يجد ذوو الدخل المحدود أي حل لاقتناء سيارات بأسعار مقبولة، وبالتالي ستحرم شريحة كبيرة من اقتناء سيارات، كما سيعاني السوق من نقص حاد ومفاجئ في السيارات ويقل العرض وترتفع أسعار السيارات فيما بعد وتختل منظومة السوق، فأغلبية المقيمين هم من ذوي الدخل المحدود وغير القادرين على شراء سيارات حديثة بأسعار مرتفعة،» نحن في معارض السيارات نلاحظ إقبالا كبيرا على السيارات المستعملة والقديمة نوعا ما، وذلك نظرا لانخفاض سعرها وتمكن الغالبية من اقتنائها، وهو ما يجب أن يؤخذ بالحسبان قبل اتخاذ أي قرار بسحب السيارات القديمة».