تحتفي مؤسسة قطر – وللعام الثالث على التوالي – بحفل التخرج الموحّد لطلبة مدارسها، يوم الأربعاء المقبل في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، تكريمًا لمسيرة 300 طالب وطالبة من سبع مدارس تابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر. ويجسد الحفل المرتقب رؤية المؤسسة في إعداد جيل من القادة والمبتكرين، وتعزيزًا لقيم التميز والطموح، وترسيخًا لالتزامها بالتعلم المستمر مدى الحياة. وسوف يكون الحفل، مناسبة للاحتفاء بإنجازات الطلاب من أكاديمية قطر - الدوحة، أكاديمية قطر - الخور، أكاديمية قطر - السدرة، أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، أكاديمية قطر للقادة، أكاديمية قطر - الوكرة، وأكاديمية العوسج.
ومع اقتراب لحظة التخرج، يحمل كل طالب منهم حكايةً مختلفة، إلا أن جميعها تشترك في كونها لا تمثّل نهاية لمسيرة دراسية فحسب، بل بدايةً لمرحلة جديدة اختار فيها الطلبة أن يحوّلوا التغيير إلى فرصة، والتحديات إلى محطات للتقدّم، والجهد المتواصل إلى فخر يستحق الاعتزاز.
رحلة لاكتشاف الذات
بالنسبة لهنا الخاطر، 17 عامًا، خريجة أكاديمية قطر – الدوحة، شكّلت تجربتها التعليمية رحلة حقيقية لاكتشاف الذات، ورسم ملامح أكثر نضجًا لطموحاتها المستقبلية. ومنذ انخراطها في مجالات العلوم، بدأت آفاق جديدة تتّسع أمامها، يقودها شغفٌ دائم بالمعرفة والاكتشاف. وقد وجدت في مدرستها بيئة محفزة لم تكن فقط منصّة لاكتساب المعرفة وتطوير المهارات، بل مساحة للنمو الشخصي، وبناء الثقة، وصقل القدرات من خلال تحديات وتجارب أسهمت في تشكيل شخصيتها وتعزيز وعيها الذاتي. ولم تكن الفصول الدراسية وحدها محور رحلتها، بل كان للأنشطة اللاصفية أثر بالغ في تجربتها، لا سيّما مشاركتها في فريق الكرة الطائرة، التي تعلّمت من خلالها الانضباط، والعمل الجماعي، وتحمل المسؤولية تحت الضغط. كما أسهمت مشاركاتها الأكاديمية في تطوير مهارات العرض والبحث، وهي أدوات أساسية لا تُكتسب من الكتب، بل تُبنى بالتجربة والممارسة.
فرص لتطوير الشخصية
ناصر خالد الخاطر، 18 عامًا، وخريج أكاديمية قطر – الوكرة، يصف تجربته التعليمية بأنها كانت ممتعة ومليئة بالفرص التي ساعدته على اكتشاف شغفه وتطوير شخصيته. فلم تقتصر تجربته على الدراسة داخل الصفوف، بل امتدت إلى أنشطة وتجارب خارجية لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل شخصيته. من بين تلك المحطات، يبرز عمله التطوعي خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والمبادرات الخيرية التي شارك فيها في زنجبار – تنزانيا، حيث تعلّم الصبر، والتنظيم، والتكيّف مع بيئات وثقافات مختلفة. وقد ساهمت هذه التجارب في تعميق إحساسه بالمسؤولية، ومنحته الثقة لتمثيل بلاده في المحافل الدولية بكل فخر.
راشد محمد الفهيدي، 18 عامًا، خريج أكاديمية قطر – السدرة، يرى في يوم تخرجه لحظة فخر وفرح طال انتظارها، تتوّج سنوات من التحديات التي واجهها بعزيمة وطموح.
التنوع علامة تميز
ومن الجوانب التي كان لها أثر واضح في شخصيته، التنوع الثقافي والاجتماعي الذي تميّزت به بيئة مؤسسة قطر، حيث أسهم هذا التنوع في تطوير مهاراته في التواصل، وتعزيز ثقته بنفسه، وهي مهارات يراها اليوم أساسية لتحقيق النجاح في المرحلة الجامعية وما بعدها.
مريم حسين الهيل، 17 عامًا، خريجة أكاديمية قطر – الخور، تنظر إلى يوم تخرجها بوصفه لحظة استثنائية تحمل في طياتها مزيجًا من الفرح والحنين. فقد أمضت مريم اثني عشر عامًا من عمرها داخل جدران نفس المدرسة، حيث بدأت رحلتها التعليمية منذ الصفوف الأولى، ما جعل علاقتها بالمكان أقرب إلى علاقة ابنة بمنزلها الأول. تصف مريم تجربتها الدراسية في أكاديمية قطر – الخور بأنها تجاوزت حدود التعليم الأكاديمي، لتكون تجربة متكاملة شكّلت جزءًا كبيرًا من نموّها الشخصي. فقد تعلّمت فيها قيم الانتماء، ووجدت في بيئتها المدرسية مجتمعًا صغيرًا وآمنًا منحها الثقة للنمو والتطوّر، خاصة وأن المدرسة كان لها دور محوري في صقل شخصيتها وتنمية مهاراتها في التواصل، والعمل الجماعي، والتفكير النقدي.
بالنسبة لحمد صالح البدر، 17 عامًا، خريج أكاديمية قطر للقادة، يُمثّل يوم التخرج أكثر من مجرد نهاية لمرحلة دراسية؛ فهو لحظة طال انتظارها، اختزلت سنوات من الاجتهاد والانضباط، وشكّلت تتويجًا لتجربة استثنائية عاشها داخل الأكاديمية، التي يصفها بأنها لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل «مدرسة للحياة».
انطلاقه جديدة .. وحالة من الشغف
علي خالد التميمي، 18 عامًا، خريج أكاديمية العوسج، ينظر إلى يوم تخرجه كانطلاقة نحو مرحلة جديدة في مسيرته التعليمية، يستعد من خلالها للانتقال إلى الحياة الجامعية بثقة وحماس، بعد تجربة دراسية امتدت لسنوات كانت حافلة بالتحديات والتطور.
بدأت رحلته التعليمية وسط بعض الصعوبات الأكاديمية، إلا أن البيئة الداعمة التي وفرتها أكاديمية العوسج كان لها دور حاسم في تمكينه من تجاوزها. وجد في الكادر الأكاديمي دعمًا مستمرًا، وتعاملًا فرديًا يعكس إيمان المدرسة بقدرات كل طالب، ما منحه شعورًا حقيقيًا بالثقة والانتماء، وساهم في تعزيز تطوره الشخصي والأكاديمي.
بالنسبة لأمينة ياسر أحمد، البالغة من العمر 18 عامًا، وخريجة أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، لم تكن تجربتها في مؤسسة قطر مجرّد رحلة أكاديمية، بل فصلًا محوريًا في حياتها، شكّل شخصيتها، ووسّع آفاقها، وساعدها على اكتشاف ذاتها.
وسط بيئة تعليمية تحتضن الشغف، ومحاطة بمعلمين ملهِمين وزملاء طموحين، وجدت أمينة الدافع للتفكير النقدي، وتحدي ذاتها، والطموح لما هو أبعد.