جامعة الموصل تنفض غبار تنظيم الدولة بجهود متطوعين

alarab
حول العالم 25 أبريل 2017 , 01:50ص
ا ف ب
يستند نزار إلى عكازه ليسير بين أنقاض ما تبقى من مبنى رئاسة جامعة الموصل الواقعة في الجزء الشرقي من المدينة، الذي استعادته القوات الحكومية من أيدي تنظيم الدولة قبل نحو ثلاثة أشهر.
ونزار الذي اخترقت وركه شظية قذيفة أصابت منزله خلال معارك الموصل، واحد من أربعة شبان نذروا أنفسهم بشكل تطوعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستندات أتت عليها المعارك بين القوات الأمنية والمتشددين الذين كانوا متمركزين داخل الحرم الجامعي في حي المجموعة، ويستخدمونه كمركز للعمليات واجتماع القيادات.
داخل المبنى الذي يحتاج دخوله إلى عمليات أقرب إلى التسلق، يقول الشاب العشريني: «هذا ما تبقى هنا»، مشيراً إلى الدمار الهائل داخل غرفة كانت سابقاً مخصصة لطباعة بطاقات الطلاب.
ويتنقل نزار ورفاقه بين الركام من طابق إلى آخر ومن غرفة إلى أخرى، يرفعون الحجارة لسحب وثائق إدارية وأوراق رسمية، منها موافقات حكومية يصعب تحصيلها مجدداً، ومستندات تثبت ملكية آليات أحرقها المتشددون داخل الجامعة.
وتمتد جامعة الموصل على مساحة نحو 251 كيلومتراً مربعاً، وتضم 124 مبنى، وكانت تستقبل سنوياً ما يقارب 22 ألف طالب، وفق ما يشير لوكالة فرانس برس مدير قسم الإعمار والمشاريع في الجامعة أسامة أحمد حمدون.
ويقول حمدون: «بعد التحرير أتينا وقمنا بتقييم أولي للأضرار، هناك 12 مبنى مدمراً بالكامل، أما باقي المباني فنسبة الدمار تتراوح بين خمسة و20 في المئة، غالبيتها جراء الحرق المتعمد، وبعض المباني كانت مفخخة وتم تنظيفها بمعية القوى الأمنية».
على الجدران الخارجية لمباني الكليات، يمكن قراءة عبارة «آمن» أو»غير آمن» مطلية باللون الأحمر، أو عبارة «كانت مفخخة بالكامل»، وأمام تلك المباني مقاعد دراسية محطمة فوق جبال من الركام.
-«بحاجة إلى وقت»-
ويقول حمدون: «لنا مع كل مبنى قصة وتاريخ، عندما رأينا الدمار، شعرنا بالغصة والألم، ولكنني أقول إنها ستعود، لتكون في طليعة الجامعات العراقية».
ويبذل المتطوعون أقصى جهودهم لتمكين الجامعة من استقبال الطلبة في أقرب وقت ممكن.
ويؤكد حمدون أن «العام الدراسي المقبل يجب أن يكون في جامعة الموصل، والعمل جارٍ على هذا الأساس».
ويصل قُطر الجامعة إلى سبعة كيلومترات، ما يجعلها قريبة من الجزء الغربي من مدينة الموصل؛ حيث تخوض القوات العراقية معركة استعادته من أيدي المتشددين، وبالتالي، فإن الخطر لا يزال قائماً حيال إمكانية تعرضها للقذائف.
لكن ذلك لم يُثنِ للحظة نزار وزملاءه عن مواصلة العمل.
ويقول نزار: «هذه مدينتنا وجامعتنا، فللجامعة فضل علينا»، مضيفاً: «نحن موظفون أصلاً في الجامعة، ولبينا نداء الرئاسة لتشكيل فرق تطوعية، نأمل أن ننجز شيئاً».
لكن بحسب نزار، فإن الأمر «يحتاج إلى وقت غير محدد، ويحتاج إلى دعم دولي، ودعم الحكومة المركزية؛ إذ إن هناك مشكلة في صرف الرواتب حتى الآن».
ويضيف: «نحن في حاجة إلى دعم مالي، ندعو المنظمات الدولية والحكومية للنظر إلينا».
وتوضع المستندات التي يتم إنقاذها في صناديق كرتونية وتنقل إلى غرفة مخصصة للتخزين يمتنع على أحد دخولها.
وبعد ذلك تقوم إدارة الجامعة بمراجعتها لتصنيفها.