خريجات كارنيجي لـ «العرب»: غالبية السكان تفتقد الوعي بالحيوانات المحلية

alarab
محليات 24 نوفمبر 2022 , 12:25ص
حامد سليمان

سارة الحميدي: نأمل أن يسهم البحث في وضع سياسات بيئية تنشر الوعي

ريم الحداد: البحث شمل الكثير من الجنسيات وليس القطريين فحسب

أكدت عدد من طالبات جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أن بحثاً أجرينه أوضح عدم معرفة الكثير من السكان بالحيوانات المحلية، والمهددة بالانقراض، مشددات على أن نشر الوعي من شأنه أن يقلل من خطر انقراض هذه الحيوانات.
وأعربن في تصريحات لـ «العرب» عن أملهن أن يكون لوزارة البيئة اطلاع على نتائج البحث، الأمر الذي يسهم في تطوير أساليب نشر الوعي والحفاظ على الحيوانات المحلية، موضحات أن البحث شمل العديد من الجنسيات التي تعيش في قطر وليس القطريين فحسب.

فرصة للتعلم
وقالت سارة الحميدي، خريجة كارنيجي ميلون وإحدى المشاركات في البحث: تشجعت حين طرحت هذه الفكرة، لما لها من فائدة يمكن أن تعود على قطر والمساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030، وكان البحث فرصة لتعلم الكثير من الأشياء.
وأضافت: عندما بدأنا في هذا البحث، لاحظنا أننا لا نعرف معظم الحيوانات في قطر، ومن بينها بقر البحر، وهو واحد من الحيوانات التي اخترناها لموضوع البحث، وقد لاحظنا من خلال البحث أن الكثيرين لا يعرفون عن الحيوانات التي تم سؤالهم عنها، وكانت اغلب معرفتهم على سبيل المثال بالصقر، كونه من الحيوانات التي يرونها في الكثير من الأحيان بدولة قطر.
وأوضحت أن البحث رصد آراء أكثر من 2300 شخص، تم تقسيمهم على حسب المناطق التي جاءوا منها، سواء كانوا من أوروبا أو آسيا أو منطقة الشرق الأوسط. 

5 حيوانات
وأشارت إلى أن الحيوانات كسلاحف منقار الصقر، وهي واحدة من الحيوانات الخمسة التي تم سؤال المشاركين عنها، كانت نسبة معرفة الأشخاص بها قليلة، وكذلك الأمر بالنسبة للسحالي شوكية الذيل، وحوت القرش، وكان أغلب الذين يعرفون بهذه الحيوانات من الولايات المتحدة وأستراليا، وغيرها من الدول، ولكن الأشخاص من الدول العربية كانت معرفتهم قليلة بهذه الحيوانات.
وأكدت أن البحث ركز بصورة كبيرة على معرفة السكان بهذه الحيوانات، ونأمل أن يساعد البحث في زيادة الوعي والمعرفة بهذه الحيوانات في قطر، ونأمل أن يكون لدى الناس معرفة أوسع بالحيوانات المحلية. وأعربت عن أملها في أن يسهم البحث في وضع السياسات البيئية التي من شأنها نشر الوعي بصورة أكبر بالحيوانات المحلية.

تأثير قلة الوعي
من جانبها أكدت ريم الحداد – خريجة كارنيجي ميلون وإحدى المشاركات في البحث – أن البحث خلُص إلى أن الكثيرين لديهم وعي أقل بالحيوانات المحلية، وأن قلة الوعي يمكن أن تؤثر على البيئة والحيوانات المحلية، لأن تصرفات الإنسان تجاه البيئة تؤثر سلباً على تطورها.
وأوضحت أن قطر تذخر بالكثير من الحيوانات المحلية، ولكن البحث ركز على 5 حيوانات موجودة في البيئة القطرية، سواء في البر أو البحر، وهي حيوانات بقر البحر، وحوت القرش، وسلحفاة منقار الصقر، والصقر، والضب، وأن البحث شمل 2394 شخصا، والنسبة الأكبر منهم ليس لديها الوعي بالحيوانات المحلية.
وقالت ريم الحداد: نأمل أن يكون لوزارة البيئة اطلاع على نتائج البحث، الأمر الذي يسهم في تطوير أساليب نشر الوعي والحفاظ على الحيوانات المحلية، فقد اخترنا من الحيوانات المحلية ما هو مهدد بالانقراض من بينها، وفق أحد المواقع الرسمية المتخصصة في التعريف بما هو مهدد بالانقراض من الحيوانات في كل دولة، وإمكانية تعرض هذه الحيوانات لهذا الخطر.

تقسيم المشاركين
وأضافت: بحثنا شمل أكثر من جنسية، واستطعنا أن ندرس وعي السكان في قطر، ليس فقط القطريين، بل المقيمين ممن مر على وجودهم في قطر فترات كبيرة أو صغيرة على اختلافها، وتطرق إلى معرفتهم بالحيوانات المحلية ومدى قابليتهم لدعم المؤسسات المعنية في حماية هذه الحيوانات، وهذا الشيء اختلف بين كافة المجموعات التي كوناها.
ونوهت إلى أن الباحثات قمن بتقسيم المشاركين في البحث بين مواطني دول الخليج، والمقيمين من دول شمال افريقيا، وأن معرفة ودعم الأشخاص لهذه الحيوانات اختلفت بصورة واضحة بين كل فئة.
ولفتت إلى أن البحث خلص إلى أن معرفة السكان بصورة أكبر لهذه الحيوانات، يزيد حبهم لهذه الحيوانات، وتكون لديهم قابلية أكبر في دعم وتشجيع الجهات المعنية من أجل المحافظة على هذه الحيوانات.
وتابعت: أعتقد أنه من أجل محافظة الجهات المعنية بصورة أكبر على الحيوانات المحلية يتعين عليها نشر الوعي وتعريف الناس لهذه الحيوانات، ما يؤثر بصورة إيجابية على المحافظة عليها، ما يسهل دور هذه الجهات في المحافظة عليها.

أسئلة البحث
تضمنت أسئلة البحث التعرف على ما إذا كان الحيوان مألوفاً بالنسبة للمشارك، وإلى أي مدى يعتقد المشارك أن على الحكومة إعطاء الأولوية لحماية هذا الحيوان، وشارك في الإجابة على أسئلة البحث 176 شخصا من دول جنوب شرق آسيا، و1065 من دول شرق آسيا، و505 أشخاص من دول الشرق الأوسط، و273 من دول الخليج العربي.
 
2000 مقيم من 96 جنسية
سبق أن فازت أربع خريجات من جامعة كارنيجي ميلون - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بالمركز الأول في النسخة الرابعة عشرة من مسابقة برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين السنوية، وذلك عن مشروعهن البحثي بعنوان: «الحفظ والتنوع البيولوجي في قطر: استطلاع رأي حول مستوى الوعي والمواقف تجاه الحيوانات البرية في قطر».
والخريجات هن ريم الحداد، وسارة الحميدي، وأمل الكوربي، والمياسة النعيمي، وقد حصلن على منحة تمويلية من برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
استطلع المشروع البحثي آراء أكثر من ألفي مقيم في قطر من 96 جنسية. وسُئل المشاركون عن مدى معرفتهم بخمسة حيوانات تعيش في منطقة الخليج العربي، ومواقفهم منها، خاصة أن جميع الحيوانات الخمسة مهددة بالانقراض وهي مدرجة في القائمة الحمراء وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وقد حصلت الباحثات الأربع على درجة البكالوريوس في العلوم في نظم المعلومات، كما حصلن على دراسة جامعية في علم النفس. وكان مشروعهن البحثي الوحيد في مجال العلوم الاجتماعية الذي تم تقديمه في العرض الشفوي ضمن مسابقة هذا العام.