حذر الدكتور مروان رمضان، اختصاصي أمراض الشيخوخة بمستشفى الرميلة، التابع لمؤسسة حمد الطبية، من خطورة ارتفاع درجات حرارة الجو في فصل الصيف، خاصة على كبار السن، إذ إنهم معرضون للإصابة بالكثير من الأمراض والمشكلات الصحية، نظرًا للتغيرات الجسدية التي يمر بها الإنسان، في هذه المرحلة من العمر، كما أن كبار السن عادة ما يعانون من نقص في القدرات الحسّية، خاصة بالنسبة للمصابين بأمراض الشيخوخة وداء السكري، إذ يقل إدراكهم بالشعور بالعطش أو الإحساس بارتفاع حرارة الجو.

وقال الدكتور مروان إن كبار السن يتعرضون لمضاعفات صحية من بعض الأمراض المصابين بها من قبل، بالإضافة إلى المشكلات الصحية الأخرى التي قد تهدد حياتهم؛ مثل الضربات الحرارية، خاصة ممن تخطوا الخامسة والستين من العمر، كما أن بعض الأدوية التي يتعاطاها بعض كبار السن تزيد من فرص تعرضهم للكثير من الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة حرارة الجو؛ مثل الأدوية المدرّة للبول التي يفقد معها الجسم الكثير من السوائل، كذلك الأدوية المضادة لـ"الهستامين" التي تعمل على طمس الشعور أو الإحساس بحرارة الجو، كذلك أدوية ارتفاع ضغط الدم، المحتوية على مثبطات بيتا، والأدوية المضادة للاكتئاب، وأن كل ذلك يؤدي إلى جعلهم عرضة للإصابة بالجفاف في فصل الصيف.

وأكد ضرورة مراجعة الطبيب المعالج لكبير السن؛ لمعرفة ما إذا كانت الأدوية التي يتعاطاها تزيد من فرص تعرضه لبعض الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع حرارة الجو والحصول على المشورة الطبية أم لا، أو تعديل هذه الأدوية بما يضمن الوقاية من المخاطر الصحية خلال موسم فصل الصيف. 

ونصح الدكتور مروان كبار السن بالبقاء داخل المنازل في بيئة مكيفة وجيدة التهوية، وعدم الخروج إلى أماكن مفتوحة بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، وتجنب النشاطات البدنية المسببة للإجهاد في تلك الفترة، إذ تكون درجات الحرارة في ذروتها، موضحا أن وجبات الطعام يجب أن تكون خفيفة نسبيًا لمنع ارتفاع درجة حرارة أجسامهم، بالإضافة إلى الإكثار من شرب السوائل، مع تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، وذلك بهدف الوقاية من مخاطر الإصابة بالجفاف، كما ينصح كبار السن الذين يعانون من أمراض الكلى باستشارة أطبائهم حول المقدار المناسب من السوائل لتناوله يوميًا.

كما نصح المواطنين والمقيمين بضرورة تفقد الأحوال الصحية لأفراد أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم من كبار السن بصفة مستمرة، خاصة الذين يعيشون بمفردهم ويعانون من أمراض ومشاكل صحية مزمنة، ويجدون صعوبة في العناية بأنفسهم؛ إذ تظهر الأمراض والمشكلات الصحية المرتبطة بارتفاع حرارة الجو بشكل تدريجي على مدار أيام.

من جانبها، قالت الدكتورة وردة السعد، استشاري ورئيس طب الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية، إن العمال الذين يعملون في أماكن مفتوحة معرضون بشكل كبير للإصابة بالإجهاد الحراري، مؤكدة ضرورة تناول كميات كبيرة من الماء قبل شعورهم بالعطش، وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين لمنع إصابتهم بالجفاف، مع ضرورة أخذ فترات راحة متكررة بين العاشرة صباحًا إلى الثالثة مساءً، إذ تبلغ درجات الحرارة ذروتها، وهي الفترة التي تحدث فيها معظم الإصابات بقسم الطوارئ. 

وأوضحت أن أعراض الضربة الحرارية تظهر في صورة ارتفاع درجة حرارة الجلد وجفاف ملمسه، بالإضافة إلى الشعور بالدوار والصداع وسرعة نبض القلب وألم في الصدر، وأن المصاب بالجفاف قد يواجه صعوبة في التنفس، كما تظهر عليه علامات الطفح الجلدي وتتشنج العضلات لديه، بالإضافة إلى تحول لون البول إلى الأصفر الداكن أو البني، ويعد هذا الأخير من أعراض الإصابة بالجفاف.

واختتمت الدكتورة السعد بالقول إنه في حالة ظهور هذه الأعراض ينبغي تبريد جسم المريض بسرعة، بواسطة منشفة مبللة، أو عن طريق تعريضه لهواء المروحة أو الاستحمام بالماء البارد، ومن الضروري أيضاً طلب المساعدة الطبية على الفور، أو الاتصال بخدمة الإسعاف في مؤسسة حمد الطبية على الرقم "999"، لتقييم حالة المريض الصحية.