خالد مشعل: أبواب قطر مفتوحة على الدوام
حول العالم
24 يونيو 2016 , 09:25ص
الدوحة - إسماعيل طلاي
خلال جلسة نقاش على مائدة إفطار، نظمها على شرف إعلاميين عرب، تقدم خالد مشعل بالشكر لدولة قطر لرعايتها الحوار الوطني الفلسطيني، قائلاً: "نشكر قطر على استضافتنا مرتين، وقد خطونا خطوات معقولة، وفي المحطة الثالثة كان هناك تباينات في بعض المسائل، وقلنا نعيد الكرة بالرعاية القطرية الكريمة، دون أن يكون ذلك على حساب التفاهم مع بقية القوى الفلسطينية، ولا على أدوار الآخرين عربيا في رعاية المصالحة، بما فيها مصر".
وردا على سؤال لـ "العرب" حول مصير لقاءات المصالحة بالدوحة، واللقاء الذي كان مرتقبا بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل لتوقيع اتفاق المصالحة، قال: "كان هناك بعض التوقعات بأن يكون هناك لقاء، لكن زيارة الرئيس أبومازن إلى قطر كانت زيارة طبيعية، ولم تكن للقاء مع قيادة حماس".
الدوحة محطة المفاوضات
ونوه مشعل إلى أن الدوحة كانت في الأيام القليلة الماضية محطة لعقد جولة مفاوضات جديدة خلال الأيام الماضية، وسوف تستمر الجولات.
وعلق قائلاً: "لا شك أنها محطات صعبة للعوامل التي ذكرتها، ولكننا مصرون على أولوية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ضمن الأولويات".
وأضاف: "تعلمنا في تجربتنا المعقدة أن أبناء الوطن الواحد بينهم قواسم إجبارية غير القواسم الاختيارية، ومن يزهد في شريكه الوطني لأنه مختلف عنه سياسيا، فهذا مجانب للصواب. ونحن والإخوة في حركة فتح مختلفون، ولكننا أبناء وطن واحد، وشركاء، وسكان بيت واحد، ولا يمكننا التحرك بدون مفهوم الشراكة. ودوما أدعو إخواني في الحركة إلى الصبر على خلافاتنا مع فتح والفصائل الأخرى".
وبيّن أن عدم نجاح المصالحة، سببه عاملان أساسيان، عامل من ذواتنا نتيجة أخطاء من فتح وحماس والفصائل، والعامل الثاني بسبب التدخلات الخارجية من أطراف عربية وإسلامية ودولية، حيث لم تعد المصالحة شأناً فلسطينيا خالصا".
أبواب قطر مفتوحة دوماً
وفي هذا السياق، أكد أن "سياسة حماس هي الانفتاح على كافة الدول العربية والإسلامية، وأكرر أن بيننا والدول العربية بابين، أحدهما مفتوح دائما من جانبنا لكافة الدول، وآخر أحيانا يفتح وأحيانا يغلق، وبعضها مفتوح دائما مثل دولة قطر وتركيا ودول أخرى. وهناك دول مفتوحة موسميا وأخرى مغلقة، وسنظل نطرق الباب ولا نستحيي ولا نيأس لأن هذه أمتنا، وهذا ليس عيبا أن تطلب الدعم من الأشقاء والأخوة".
وأضاف: نحتاج إلى دعم الأمة، ومن يدعمنا بصرف النظر عن اتفاقنا معه سياسيا أو اختلافنا، فإننا نرحب بدعمه ولا غضاضة في ذلك، وقبولنا للدعم منه ليس تأييدا لمواقفه أو أجندته هنا أو هناك"، لافتا إلى أنه "حتى لو أرادت الولايات المتحدة الأميركية في لحظة ما انعطفت بوصلتها وأعطتنا سلاحا فسوف آخذه من أي مكان في العالم ولكن بدون قيد أو شرط ولا يعني اتفاقا مع تلك الدولة أو تلك".
واستطرد قائلا: "كل صاحب قضية من حقه أن يطرق الأبواب كلها دون دفع فواتير من مواقفه السياسة وقيمه الأخلاقية".
مخططات إقليمية لفرض قيادة فلسطينية على المقاس
على الجانب الآخر، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" مما قال إنها مخططات إقليمية يتم الإعداد لها لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات الفلسطينيين ومصالحهم، لافتا إلى أن تلك المخططات تستهدف غزة ورام الله في آن واحد.
وأضاف: "في ظل التطورات الإقليمية الساخنة، تتعاظم المسؤولية علينا كفلسطينيين بصورة غير مسبوقة، وفي ظل انشغال العالم عنا"، مبديًا أمله أن تؤدي تلك المخططات الإقليمية التي تستهدف غزة ورام الله في آن واحد إلى إيقاظ مكونات الشعب الفلسطيني لتحقيق التفاهم".
وشدد مشعل على أن "العدو" يحاول استعجال التطبيع، على حساب القضية الفلسطينية، ويستغل صراعات المنطقة لتقديم نفسه كـ "لاعب لا يُستغنى عنه، وشريك لبعض الأطراف".
وأرى أنا ما يجري من حديث ومخططات (في الإشارة إلى المبادرة الفرنسية) ما هو إلا "مبادرات سياسية دولية أقرب لملء الفراغ منها إلى فرص جادة لمعالجة الصراع، فضلًا عن اختلال مضمونها".
واستطرد قائلاً: "على القادة الفلسطينيين ألا يسعدوا بالفتات، فهي للتلهية". مؤكداً أن "حماس" تبدي احترامها وتعاطفها مع شعوب الأمة، وأنه "لا تعارض مع أولوية قضيتنا وأولوية قضايا الأمة، التي لم تعد مجرد قضايا سياسية، بل فيها نزف ودماء"، وفق قوله. ولفت إلى أن الكيان (إسرائيل) "عامل أساس في تأجيج أزمات المنطقة وتأخير حلها، في إطار السعي لتقسيم المنطقة".
تحقيق المصالحة
وذكر أن الأولويات التي تفرض نفسها الآن هي؛ إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، المحافظة على زخم المقاومة والانتفاضة، وتحقيق التوافق الوطني على إدارة الانتفاضة وتكتيكاتها بما يحافظ على نتائجها وحماية القدس والأقصى وتقوية المشروع الفلسطيني.
وشدد على أن كسر الحصار عن غزة وإيجاد حلول حقيقية لأزماته، مع السعي لتجنب أي حرب جديدة على القطاع، ومشروع حماس والشعب الفلسطيني مشروع مقاومة وتحرير وليس سلسلة من الحروب لكن مع الاستمرار بتدعيم قدرات المقاومة والاستعداد لأسوأ الاحتمالات، من الأولويات أيضا.
ودعا مشعل القادة الفلسطينيين إلى العمل وفق برامج وآليات محددة لإشراك جميع قطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بالمشروع الوطني.
وأكد ضرورة التحرك الفلسطيني "بفاعلية ودقة" على الساحة العربية والدولية، وفق استراتيجية مشتركة، بما يحقق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومكانتها وكسب الدعم والتأييد لها".
حماس لا تتدخل في شؤون الدول
وعن سؤال حول النهج البراجماتي لحماس في التعامل مع الدول، قال إن هذه المهارة ليست عند حماس واحدها، وإنها قد تخطئ وقد تصيب في توازناتها، لافتا إلى أن "واحدة من مسؤوليات السياسة هي كيف تسير في المنعرجات وتدوير الزوايا، ولكننا في حماس نحافظ على قيمنا وثوابتنا ونجتهد في الهوامش والتفاصيل وهو منهج شرعي إسلامي وعقلي وضروري في حياة البشر"
وأضاف: "سياستنا في حماس عدم التدخل في شؤون الدول وحماس لم تتدخل في أي شأن عربي أو غير عربي، وإذا ثبت عكس ذلك فإنني أعتذر في العلانية لكن التصرفات الشخصية من أفراد تحسب نفسها على حماس فهذا لا يلزمنا. وحماس متعاطفة مع قضايا الأمة، لكن التعاطف لا يعني التدخل".
شرعية القيادة الفلسطينية تفرضها الانتخابات
وعن التغييرات المحتملة في قيادة حماس في الانتخابات المقبلة، قال: "لدينا مخطط ولن نسمح لأحد أن يعبث بالشأن الفلسطيني الداخلي وشرعية أي قائد فلسطيني تنبع من شعبه وصناديق الاقتراع وتنبع من انسجامه مع تطلبات شعبه ولا تنبع من شرعنة إقليمية أو دولية".