اغتنام العشر الأواخر

alarab
الملاحق 24 مارس 2025 , 01:24ص
نادية الأحمد

العشر الأواخر من رمضان أفضل أيام الشهر المبارك، وتُعد محطة روحية عظيمة يتقرب فيها العبد إلى الله بالطاعات والعبادات.
فيها أعظم ليلة في السنة، ليلة القدر التي وصفها الله عز وجل بأنها خير من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من 83 سنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه”. (متفق عليه). وهي تكون في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29)، ومن أحب الأدعية التي وردت فيها: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان تفرغًا للعبادة. والاعتكاف هو البقاء في المسجد بنية التفرغ للطاعة، مع الإكثار من الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر والدعاء. قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده” (البخاري ومسلم).
من أعظم العبادات في هذه الأيام قيام الليل، خاصة في الثلث الأخير من الليل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
وتكون صلاة التهجد بعد صلاة العشاء، ويفضل ختمها بركعة وتر.
من الأدعية المستحبة: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، و “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني”.
الإكثار من الصدقة والإحسان مضاعفة الأجر، وهي فرصة عظيمة لنيل رضا الله وتخفيف كرب المحتاجين. كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وخاصة في العشر الأواخر. يمكن إخراج المال، الطعام، أو أي شكل من أشكال الإحسان.
ومن أعظم ما يُتعبد به في رمضان ختم القرآن الكريم، والتوبة النصوح في العشر الأواخر فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة في حياتك، والاستغفار عن الذنوب الماضية.
إن العشر الأواخر من رمضان أيام عظيمة، ومن ضيعها فقد ضيع فرصة العمر. فلنجتهد فيها بالعبادة، ولنغتنم لحظاتها الثمينة، عسى أن نكون من عتقاء الله من النار إذ تحمل بين طياتها نفحات إيمانية خاصة، يشعر فيها المسلم بالقرب من الله عز وجل. هي أيام تُرفع فيها الدرجات وتُمحى فيها السيئات، وفيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
تتميز هذه الأيام بمزيج فريد من العبادة والتأمل والتقرب إلى الله، حيث يحرص المؤمنون على الاجتهاد في الطاعات، مثل قيام الليل، والاعتكاف، وتلاوة القرآن، والإكثار من الدعاء والذكر. في هذه الليالي العظيمة، يشعر القلب بطمأنينة لا توصف، وتُضاء الروح بنور الإيمان، فيسعى العبد لأن يكون من الفائزين برحمة الله وعتقه من النار.
إن إدراك قيمة هذه الأيام يجعل المسلم يجتهد فيها أكثر من أي وقت آخر، عسى أن يصادف ليلة القدر، فيخرج من رمضان بذنوب مغفورة، ورضا من الله يرافقه طوال حياته.